بعد التحركات الأوروبية.. أميركا توجه ضربة قاضية للجماعة وتطالب بتصنيفها منظمة إرهابية

طالبت أميركا بتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية

بعد التحركات الأوروبية.. أميركا توجه ضربة قاضية للجماعة وتطالب بتصنيفها منظمة إرهابية
صورة أرشيفية

في ظل التحركات العديدة التي تقوم بها العديد من الدول الأوروبية، لمواجهة جماعة الإخوان وخطرها في الكثير من الدول، بعد كشف حقيقة الجماعة الإرهابية وتورطها في الكثير من الأعمال الإرهابية في مختلف الدول الأجنبية والعربية.

تحرك أميركي 

وقدم كل من السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي، تيد كروز، والنائب الجمهوري في مجلس النواب، ماريو دياز- بالارت، هذا الأسبوع مشروع قانون يحث وزارة الخارجية الأميركية على أن تستخدم سطلتها القانونية لتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية أجنبية.

ويتطلب هذا الإجراء وفقًا للبيان الصادر عن كروز، من وزارة الخارجية تقديم تقرير إلى الكونغرس حول ما إذا كانت جماعة الإخوان تندرج ضمن المعايير القانونية الخاصة بمثل هذا التصنيف، وإذا كان الأمر كذلك، "فسوف يمكن الولايات المتحدة من اتخاذ إجراءات يمكن أن تخنق التمويل الذي يتلقونه (الإخوان المسلمين) للترويج لأنشطتهم الخبيثة".

وقال السيناتور كروز عند تقديم مشروع القانون: "لقد حان الوقت للانضمام إلى حلفائنا في العالم العربي في الاعتراف رسميًا بجماعة الإخوان بما هي عليه في الحقيقة، منظمة إرهابية. لذا اليوم، أنا فخور بإعادة تقديم مشروع القانون هذا لحث إدارة بايدن على تصنيفهم على هذا النحو... من واجبنا تحميل الإخوان المسلمين المسؤولية عن دورهم في تمويل الإرهاب والترويج له في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

ويشترك في رعاية مشروع القانون كل من السيناتورين عن الحزب الجمهوري، جيم إينهوفي و ورون جونسون، وكل من أعضاء مجلس النواب: كاي جرانجر، تشاك فليشمان، بيل جونسون، توماس ماسي، آدم كينزينجر، سكوت ديجارلايس، جاي ريشينثالر، جون إتش روثرفورد، لوي غومرت، مايك بوست، جلين غروثمان، كات كاماك، وبات فالون.

التحريض على الكراهية

قال السيناتور الجمهوري إينهوفي: "منذ تأسيس جماعة الإخوان في مصر، دأبت الجماعات التابعة للجماعة على الدعاية والتحريض على الكراهية ضد المسيحيين واليهود والمسلمين الآخرين، بينما كانت تدعم الإرهابيين الراديكاليين... يسعدني أن أنضم إلى زملائي اليوم في إعادة تقديم هذا التشريع الذي يدعو وزارة الخارجية إلى فحص علاقة الإخوان بالمنظمات الإرهابية الأجنبية. يجب محاسبة المنظمات الإرهابية وتلك التي تشجع على عنفها الوحشي".
 
التحريض على الإرهاب

أما السيناتور، دياز فقد قال إن "جماعة الإخوان المسلمين تواصل التحريض على أعمال الإرهاب وتدعم المنظمات الإرهابية الأخرى المسؤولة عن أعمال العنف المروعة في جميع أنحاء العالم. كما ذكر أن تصنيف الإخوان منظمة إرهابية أجنبية "من شأنه أن يفرض عقوبات صارمة تحد من قدرتها للحصول على تمويل يستخدم لإحداث الضرر ونشر أيديولوجية مليئة بالكراهية في جميع أنحاء العالم".

جماعة إرهابية

وقدم السيناتور كروز لأول مرة قانون تصنيف الإخوان جماعة إرهابية في عام 2015، وأعاد تقديمه في عام 2017، وفي نهاية نهاية عام 2020، وأشار البيان الصادر عن كروز إلى أن "إدارة بايدن وضعت شروطًا مؤخرًا على تقديم المساعدة التي قد يستخدمها حلفاؤنا المصريون في العمليات الأمنية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، حتى تنهي مصر الملاحقات القضائية ضد المتطرفين وتسقط التهم الموجهة إلى 16 شخصًا لم يتم الكشف عن أسمائهم".

كما ذكر البيان أن هذه الإجراءات تأتي "على خلفية حملة أوسع من قبل الديمقراطيين للضغط على مصر للإفراج عن المتطرفين، بمن فيهم أعضاء جماعة الإخوان".

أوروبا تواجه الإخوان 

وحول التحركات الأوروبية المختلفة ضد الجماعة الإرهابية أصدرت السلطات النمساوية كتابا  حديثا يضم تقريرا مكونا من مائتي صفحة، عن جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا، تحديدا في النمسا وطرق تمويلها وكيفية عملها، وكتب التقرير المزمع نشره في كتاب كل من  الخبير الإيطالي في شؤون جماعة الإخوان " لورنزو فيدينو "وسيرجيو ألتونا، الباحث الإسباني في التطرف والإرهاب في معهد إلكانو الملكي، وفقا لما نقله موقع "أتالاير" الإسباني.

ووفقا للكتاب المزمع نشره، فإنه على الرغم من فقدان جماعة الإخوان المسلمين نفوذها في بعض الدول العربية مثل المغرب وتونس، إلا أنها تواصل توسيع شبكاتها في أوروبا حيث  بدأت المنظمة الإسلامية، التي نشأت في مصر عام 1928، على مر السنين في نشر مخالبها إلى دول الشرق الأوسط الأخرى، وفي الستينيات والثمانينيات من القرن الماضي حاولت التغلغل في أوروبا.

حيث أسس الإخوان المسلمون المركز الإسلامي في ميونيخ عام 1960، برئاسة سعيد رمضان، صهر مؤسس التنظيم حسن البنا وعملت هذه المنظمة على نشر أفكار الإخوان المسلمين في جميع أنحاء أوروبا.

وينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء، أحدها مخصص حصريًا لوجود جماعة الإخوان المسلمين في 11 دولة أوروبية، من بينها بلجيكا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا، وعلى الرغم من الاختلافات بين كل دولة، فإن جماعة الإخوان في كل الدول لها نفس الأهداف وتتبع نفس الأيديولوجية.

ويوضح الكتاب أن المنظمات المرتبطة بالإخوان تتلقى أموالًا عامة لتطوير أنشطة تسعى إلى الاندماج أو محاربة الإسلاموفوبيا، "ففي بعض الحالات، تعمل الجمعيات الخيرية المرتبطة بالإخوان أيضًا كمقاولين لوكالات المعونة الحكومية الأوروبية التي تنفذ مشاريع في مناطق من إفريقيا أو الشرق الأوسط".

مكافحة التطرف

وسلطت صحيفة ذا ناشيونال البريطانية الضوء على موضوع مواجهة الإرهاب وتحديدًا جماعة الإخوان المسلمين في مقال يحمل اسم، عمل الإرهاب يزداد في الخفاء ويتطلب من دول أوروبا تغيير سياستها، وبحسب كاتب المقال داميان ماكلوري الخبير في الشؤون الخارجية فإن جماعة الإخوان المسلمين تعمل في الخفاء وتدعي دور الضحية ما يجعل مكافحة التطرف وتحديدًا في دول أوروبا أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

ويبرر ماكلروي ذلك بتكرار هجوم المسلحين الإرهابيين على ڤيينا، عاصمة النمسا، والذي نتج عنه هذا الأسبوع فقط مقتل أربعة مدنيين بالرصاص في وسط المدينة؛ الأمر الذي دفع الحكومة النمساوية إلى إغلاق المساجد الموجودة في العاصمة.

وأضاف ماكلوري، بدأ الأسبوع الماضي في ڤيينا المؤتمر الأوروبي السنوي لمراجعة عمل السياسات الحكومية تجاه التطرف الديني، لافتًا أن هذا المؤتمر خطوة إيجابية تحسب للنمسا التي تسعى بقوة لفضح ومحاسبة جماعة الإخوان المسلمين التي باتت تعمل بشكل متخفٍّ في جميع أنحاء القارة الأوروبية.

ووفقًا للكاتب، فإن الجماعة غيرت شكلها المعهود في جميع أنحاء دول أوروبا تمامًا كما تغير باستمرار أسماء المنظمات والهيئات التابعة لها حتى يتسنى لها العمل في الخفاء، منوهًا بأنه ليس باليسير كشف أذرعها أو مواردها ويبقى كشف أهدافها وهياكلها تحديا كبيرا على المسؤولين في أوروبا.