غزة في مهب الريح: معارك دامية في حي الشجاعية.. وأوضاع إنسانية متدهورة

غزة في مهب الريح: معارك دامية في حي الشجاعية.. وأوضاع إنسانية متدهورة

غزة في مهب الريح: معارك دامية في حي الشجاعية.. وأوضاع إنسانية متدهورة
صورة أرشيفية

يشهد قطاع غزة تصاعدًا غير مسبوق في حدة المعارك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة "حماس"؛ مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات "لا تطاق" بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث شهد حي الشجاعية اشتباكات عنيفة بين الجانبين أسفرت عن نزوح أعداد كبيرة من الفلسطنيين هربًا من القصف الإسرائيلي العنيف.

*جبهات متعددة*

تتواصل المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة "حماس" في حي الشجاعية شمال قطاع غزة، حيث يعاني السكان من ظروف معيشية قاسية وغير محتملة، حسبما أفادت وكالة الأونروا.

وأشارت التقارير، إلى أن الاشتباكات تدور على جبهات متعددة، ما يزيد المخاوف من اتساع رقعة الصراع لتمتد إلى الحدود اللبنانية، حيث تتصاعد التوترات بين إسرائيل و"حزب الله".

في بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، أكد الجيش مواصلة عملياته في حي الشجاعية بشرق غزة، مشيرًا إلى أن القتال أسفر عن مقتل عدد كبير من المسلحين سواء فوق الأرض أو تحتها.

وأضاف البيان، أن القوات الإسرائيلية عثرت على منشأة لتخزين الأسلحة داخل مجمع مدرسي في المنطقة، وهو ما يعزز ادعاءات الجيش بوجود بنية تحتية "إرهابية" في الحي.

*الموت يحصد الجميع*

منذ بدء العمليات العسكرية في الشجاعية يوم الخميس، تتواصل الانفجارات بشكل متقطع، حيث أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" بوجود جثث في الشوارع.

وحسب شهود عيان، يشهد حي الشجاعية نزوح جماعية بسبب شدة القصف الإسرائيلي، ويقول أحد الشهود: "لم نحمل معنا شيئًا من البيت، تركنا كل شيء وراءنا ونجونا بأعجوبة"، مضيفًا، الناس يجرون في كل اتجاه دون معرفة وجهتهم، الجميع خائف لأن الموت يحصد الأرواح في الشوارع وفي المنازل.


في وسط قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل العديد من المقاتلين الفلسطينيين، بينما أشار الدفاع المدني في القطاع إلى انتشال "أربع شهداء وست إصابات" من شقة سكنية استهدفتها القوات الإسرائيلية.

في رفح، بأقصى جنوب القطاع، أكد المسعفون انتشال "خمسة شهداء" من منطقة الشاكوش شمال المواصي، في حين ارتفع عدد القتلى في خان يونس منذ الجمعة إلى 13، وفقًا لمصدر طبي في مستشفى المدينة.

*ظروف إنسانية كارثية*

يتعرض قطاع غزة المحاصر من إسرائيل، والذي أغلق معبر رفح، المنفذ الوحيد للخارج، لأزمة إنسانية كبيرة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة أن 32 مستشفى من أصل 36 في القطاع تعرضت لأضرار منذ السابع من أكتوبر؛ مما أدى إلى خروج عشرين منها عن الخدمة.

من جهتها، وصفت متحدثة باسم الأمم المتحدة الظروف المعيشية في غزة بأنها "لا تطاق"، مشيرة إلى أن المدنيين مجبرون على العيش في مبانٍ أو مخيمات مدمرة بجوار أكوام من القمامة.

وأوضحت لويز ووتريدج، من وكالة الأونروا، أن الأوضاع المعيشية "القاسية للغاية" تتدهور بشكل مستمر، مضيفة: "اليوم هو الأسوأ على الإطلاق، ولا شك أن الغد سيكون أسوأ".

*المجتمع الدولي*

من جانبه يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: الأوضاع في غزة تتدهور بشكل سريع، وهذا ليس فقط نتيجة العمليات العسكرية بل بسبب الحصار المستمر والممنهج الذي يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، يجب على المجتمع الدولي التدخل الفوري لإيقاف هذه المجازر وضمان وصول المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين.

وتابع فهمي، إستراتيجية إسرائيل في غزة تعتمد على تدمير البنية التحتية لحركة حماس، ولكن الثمن الذي يدفعه المدنيون مرتفع جدًا وغير مبرر، وأكد أن "استمرار القصف بهذه الطريقة سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة الكراهية والعنف في المنطقة".

يذكر أن الأيام الماضية تشهد تصاعد في وتيرة العنف واستمرار التدهور الإنساني في قطاع غزة، تظل الجهود الدولية عاجزة عن إيجاد حلول فورية للأزمة، ومع استمرار القصف والاشتباكات، يعيش سكان القطاع في حالة من الخوف والاضطراب، مما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في المنطقة.