واشنطن تسحب حاملة الطائرات أيزنهاور من البحر الأحمر.. هل انتهت الحرب ضد الحوثي؟
واشنطن تسحب حاملة الطائرات أيزنهاور من البحر الأحمر
تحرك جديد في منطقة البحر الأحمر يضع الضربات الأمريكية تجاه مليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران، والذي بات بشكل عام مثيرًا للجدل، وذلك إثر قيام حاملة الطائرات الأمريكية "ايزنهاور" بالتحرك نحو الولايات المتحدة الأمريكية ومغادرة البحر الأحمر.
ومنذ منتصف نوفمبر الماضي، وتقوم مليشيات الحوثي الإرهابية بعمليات قرصنة في البحر الأحمر وتواجه أيضًا القوات الأمريكية والبريطانية المتواجدة بالمسيرات والصواريخ مما يهدد حركة الملاحة العالمية، ولذلك تم إنشاء تحالف حارس الازدهار المكون من 22 دولة لمواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية.
سحب حاملة الطائرات أيزنهاور
ومؤخرًا أعلن الجيش الأمريكي عن سحب حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" من البحر الأحمر، في أعقاب نشرها قبل عدة أشهر في ردٍ على الهجوم واسع النطاق الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل.
وقالت القيادة الإقليمية في الشرق الأوسط سينتكوم، إن الحاملة ومجموعتها الضاربة في طريق عودتها إلى الولايات المتحدة، وسوف تحل محل الحاملة أيزنهاور الحاملة يو إس إس ثيودور روزفلت ومجموعتها، والتي قال الجيش الأميركي إنها ما تزال في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ومن المقرر أن تصل إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل.
انتهاء مهمة أيزنهاور
وقال بات رايدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون: إن أيزنهاور ومجموعتها قامت لأكثر من سبعة أشهر بحماية السفن المارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن وشاركت في إنقاذ البحارة وردع ميليشيا الحوثي في اليمن.
ويستهدف الحوثيون السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية أو المملوكة لشركات إسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي منذ أشهر، فيما يقولون إنه رد انتقامي على الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة.
كما هاجمت الميليشيا السفن الأميركية والبريطانية قبالة اليمن بعد أن بدأت الدولتان في تنفيذ غارات على المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى عمليات لحماية السفن في المنطقة.
وكانت قد فرضت الولايات المتحدة جولة جديدة من العقوبات ضد ميليشيات الحوثي اليمنية وبعض الجهات الصينية التي وفرت لقوات الحوثيين الحصول على مواد لصنيع الأسلحة التي يستخدمونها لشن هجمات إرهابية ضد المصالح الأميركية، في أحدث الخطوات الأميركية التي تستهدف الضغط على ميليشيات الحوثي لوقف هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر التي تسببت في تعطيل التجارة العالمية وارتفاع تكاليف الشحن وإجبار الشركات على تغيير حركة المرور عبر البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح والالتفاف حول القارة الأفريقية.
ويقول خبير العلاقات الدولية، أيمن سمير: إن الأوضاع في الآونة الأخيرة تتجه نحو جنوب لبنان، وما يحدث بين حزب الله وإسرائيل ومع تصاعد الأحداث بدأ التخوف من الدخول في حرب شاملة، ولذلك الولايات المتحدة أعلنت بشكل واضح عن دعمها لإسرائيل في حال نشوب الحرب التي قد تشهد تواجد دعم ايران وسوريا ومليشيات العراق في جانب حزب الله، وبالتالي على الولايات المتحدة التوجه حاليًا بعيدًا عن البحر الأحمر.
وأضاف سمير - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن مليشيات الحوثي بالنسبة للجانب الأمريكي حاليًا تأتي في المرحلة الثانية بعد حزب الله الذي يعد القوى الأخطر في منطقة الشرق الأوسط تجاه إسرائيل، وكذلك فإن القوات الأمريكية ما تزال متواجدة في البحر الأحمر، ولكن ستخف من حدة المواجهات بشكل ظاهريًا عكس المعتاد من ضربات أمريكية استباقية تجاه مليشيات الحوثي.
ويؤكد المحلل السياسي اليمنى، مانع المطري، أن مليشيات الحوثي حتى الآن تزيد من هجماتها في البحر الأحمر، ولكن يتواجد قوات أمريكية بمشاركة 22 دولة، وهناك حاملات طائرات بريطانية متواجدة وانسحاب حاملة الطائرات أيزنهاور لن يؤثر على قيام القوات الأمريكية بعملياتها ضد مليشيات الحوثي، والتي تمثل تهديدًا للملاحة، وكذلك فدعم إيران لمليشيات الحوثي هو أكثر ما يؤرق الإدارة الأمريكية التي بدورها تسعى لوقف المد الإيراني بالمنطقة.
وأضاف المطري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن واشنطن في الوقت الحالي لا تريد شرعنة تواجد مليشيات الحوثي، حيث اإها باتت تحمل تهديدات صريحة، وهو ما قد ينذر بزيادة وتصعيد في البحر الأحمر، حيث إن الأوضاع تشير لحربٍ كبيرة مستقبلاً.