على خطى مذابح الأرمن.. معارضون أتراك يتحدثون عن اضطهاد أردوغان

يعتمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علي قمع وتعذيب المعارضة لإسكاتهم متخذا من تعذيب أسلافه وقتل الأرمن قدوة له في سياساته

على خطى مذابح الأرمن.. معارضون أتراك يتحدثون عن اضطهاد أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

بعد قرابة المائة عام، على مذابح الأرمن، جاء اعتراف الرئيس الأميركي جو بايدن يوم 24 نيسان/ إبريل الجاري، بأن الأرمن تعرضوا على يد الإمبراطورية العثمانية في العام 1915 لـ"إبادة جماعية"، ليفتح الباب حول قمع واضطهاد الأقليات في تركيا على يد الحكام بدءا من الدولة العثمانية وصولا إلى عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


الإبادة الجماعية للأرمن


تعود المذبحة إلى بداية القرن العشرين عندما كانت دولة أرمينيا تحت الحكم العثماني، وأثناء الحرب العالمية الأولى تشكك القادة العسكريون العثمانيون في ولاء الشعب الأرميني، وفي يوم  24 إبريل / نيسان 1915، ألقت السلطات العثمانية القبض على المفكرين والمثقفين الأرمن، وقام الجيش العثماني بطرد الأرمن من ديارهم، وأجبرهم على المسير لمئات الأميال إلى الصحراء وحدود سوريا الحالية، وتم حرمانهم من الغذاء والماء، ووقعت مجازر عشوائية وتم مقتل العديد بغض النظر عن العمر أو الجنس، وتم اغتصاب والاعتداء الجنسي على العديد من النساء في نهاية المطاف لقيت نسبة كبيرة من الأرمن الذين يعيشون في الأناضول حتفهم.


اضطهاد الأقليات في تركيا 


لم تكن تركيا الحديثة بمعزل عنها إبان الدولة العثمانية الاستعمارية، فإضطهاد الأقليات الدينية والعرقية، سمات أساسية للدولة التركية، ويظهر ذلك من اتفاقية "لوزان" في 24 يوليو/ تموز 1923، لتهدد الأقليات التي لا تعتنق الدين الإسلامي في تركيا مثل المسيحيين واليهود، ويندرج الأرمن واليونانيون، بصفتهم مسيحيين، في عداد هذه الأقليات، بعد أن أعلن مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية في 29 أكتوبر 1923، والتي رسمت الاتفاقية حدودها.


كما احتلت تركيا المرتبة 26 على قائمة منظمة «الأبواب المفتوحة» الأميركية، واعتبارها أكثر الدول ممارسة للاضطهاد في العالم.


الأتراك يعيشون أوقاتاً مظلمة


تقول الكاتبة والصحفية التركية المعارضة سيفينك أوزرسلان، إن الاضطهاد للنظام التركي ليس بحق الأقلية سواء كانت دينية أو عرقية فقط، إنما الشعب بأكمله بكافة أطيافه يعيشون في ضغط وقمع كبير.


وأضافت أوزرسلان للعرب مباشر: "نحن جميعا نشعر بالرعب والخوف سواء صحفيون، مثقفون، فنانون، يمتلكنا ذعر كبير من هذا النظام".


أشارت الصحفية المعارضة التركية، إلى أن تركيا تعيش زمنا مظلما في الحريات وتقبل الآخر، حيث إن جموع الشعب بالنسبة لنظام أردوغان "ليسوا سوى أقليات".


عداء أردوغان للأكراد .. على خطى العثمانية 


ويتضح من عداء الرئيس التركي للأكراد بأنه يستخدم نفس نهج أجداده السابق تجاه الأرمن، فبالرغم من كون الأكراد يشكلون أكثر من 20% من تركيا يصنفهم أردوغان بأنهم إرهابيون.


في هذا السياق يقول النائب التركي السابق المعارض عمر جرجرلي، والذي تم رفع الحصانة عنه بسبب تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إن الشرطة التركية تقوم بمداهمات شبه يومية على منازل العائلات الكردية، وتقوم بمرأى ومسمع من الجميع باعتقال الأمهات مع أطفالهن، ويكون السبب الوحيد ربما "تغريدة".


أكد جرجرلي للعرب مباشر، أن النظام التركي يواصل حربه ضد القضية الكردية، ومحاولة تفكيكها عن الدولة والنظام، ولكن ممارسات أردوغان كل يوم تثبت فشله الحتمي واختفاء ظهيره الشعبي.

انتهاكات جسيمة في الحريات الدينية


أوصت اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) بوضع تركيا على قائمة المراقبة الخاصة لوزارة الخارجية لارتكاب الحكومة انتهاكات جسيمة في مجال الحرية الدينية.


وفقًا للتقرير السنوي الذي صدر يوم الأربعاء الماضي، استمرت ظروف الحرية الدينية في تركيا في أخذ مسار مقلق في عام 2020، حيث جاء في التقرير: " لم تبذل تركيا أي جهد لمعالجة العديد من قضايا الحرية الدينية وتجاهلت الاستهداف والتخريب المستمر لممتلكات الأقليات الدينية في جميع أنحاء البلاد".


ودعا التقرير الأميركي إلى إدراج ما مجموعه 12 دولة في قائمة المراقبة الخاصة لوزارة الخارجية بناءً على ارتكاب حكوماتها انتهاكات جسيمة في مجال الحرية الدينية أو تسامحها معها، منها كوبا ونيكاراغوا وأفغانستان والجزائر وأذربيجان ومصر وإندونيسيا والعراق وكازاخستان وماليزيا وتركيا وأوزبكستان.