مستقبل غزة بعد الحرب.. توافق إسرائيل وحماس كلاهما لن يحكم قطاع غزة في المرحلة الثانية

مستقبل غزة بعد الحرب.. توافق إسرائيل وحماس كلاهما لن يحكم قطاع غزة في المرحلة الثانية

مستقبل غزة بعد الحرب.. توافق إسرائيل وحماس كلاهما لن يحكم قطاع غزة في المرحلة الثانية
صورة أرشيفية

إثر حرب مستمرة لأكثر من 9 أشهر، تم فتح أبواب التوافق على الهدنة المقترحة من الولايات المتحدة بين جميع الأطراف، ولكن ما يلوح في الأفق هو السؤال الأبرز منذ بدء الحرب من يحكم قطاع غزة، ومن يكون المسيطر الأساسي على القطاع في ظل رفضاً دولياً لسيطرة إسرائيل على قطاع غزة في إشارة إلى أن ذلك "احتلال" من قبل إسرائيل. 

ولكن في الوقت نفسه لن تسمح إسرائيل أو الولايات المتحدة، وهم الأطراف التي تشارك في مقترحات الهدنة بتواجد حركة حماس للحكم في قطاع غزة، وذلك بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها قوات حماس في السابع من أكتوبر 2023 والتي اشعلت مسار الحرب الحالية، وكانت الشرارة لتدمير القطاع بالكامل. 

التوافق حول وقف إطلاق النيران 

تقترب إسرائيل وحماس من التوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق المحتجزين، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، وقال مسئول أمريكي كبير: إن الجانبين اتفقا على "إطار العمل"، مع مواصلة العمل على تنفيذ وقف إطلاق النار.

ومن المقرر أن يتم تنفيذ وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل، حيث تستمر المرحلة الأولى ستة أسابيع وتشهد إطلاق "حماس" سراح 33 رهينة، بمن في ذلك جميع المجندات والجرحى وأولئك الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا، وسوف تطلق إسرائيل سراح مئات الفلسطينيين المحتجزين في سجونها، ويتم إطلاق سراح بقية المحتجزين الإسرائيليين الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر في مراحل لاحقة.

ولكن أهم الخطوات الأساسية هي أن حماس تخلت عن مطلبها بالحصول على ضمانات مكتوبة بأن إسرائيل ستلتزم بـ"وقف دائم لإطلاق النار"، واتفق الطرفان على أن القتال لن يستأنف طالما استمرت المفاوضات، وفقًا لقرار الأمم المتحدة، وستعمل مصر وقطر والولايات المتحدة على ضمان استمرار المفاوضات حتى يتم التوصل إلى جميع الاتفاقات والبدء في المرحلة الثانية.

من يحكم قطاع غزة بعد الحرب؟ 

السؤال الأبرز منذ بدء الحرب هو من سيحكم قطاع غزة، اتفق الجانبان على أن المرحلة الثانية ستحول غزة إلى "حكم مؤقت"، دون سيطرة حماس أو إسرائيل، ووفقًا لمسئول أمريكي، قالت "حماس": إنها "مستعدة للتخلي عن السلطة لترتيبات الحكم المؤقت".
 
وسوف يتألف هذا من نحو 2500 من أنصار السلطة الفلسطينية داخل غزة الذين تمت الموافقة عليهم من قبل إسرائيل، وتدريبهم من قبل الولايات المتحدة، وبدعم من الدول العربية المعتدلة في المنطقة، وفي الشمال، من المتوقع أن يوقف "حزب الله" هجماته ضد إسرائيل، ودعم لبنان فكرة انسحاب "حزب الله" إلى نهر الليطاني، مع موافقة إسرائيل على إعادة رسم الحدود باعتبارها "إجراءات لبناء الثقة".

ويقول الباحث السياسي، وأستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب: إن إسرائيل وحماس كان لكلٍ منهما النية لحكم قطاع غزة، ولكن من الطبيعي أن يبتعد الطرفان عن حكم القطاع، وإسرائيل كانت لا تريد تواجد السلطة الفلسطينية على رأس القطاع، ولكن لا يوجد بديل عنهم في القوت الحالي، وحماس بدورها ستوافق على المقترحات المقررة، خاصة وإنهم وافقوا على المقترح بالكامل لوقف الحرب التي بدورها كانت بدايتها من حماس، ولكن الحركة قررت أنها إن أنهت الحرب فهي الرابحة في الوقت الحالي. 

وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن نتنياهو لا يملك استراتيجية واضحة لحكم غزة بعد الحرب، باستثناء رغبته الوحيدة في" القضاء على حماس"، دون تعريف دقيق لمعنى هذه العبارة، وهي بشكل واضح إنهاء سيطرة أم القضاء على مقاتلي حماس، وهنا يبرز دور السلطة الفلسطينية التي ستحكم القطاع. 

ويؤكد الباحث السياسي عادل الزعنون، أن مع نهاية الحرب والقتال يكون قد انتهى حكم حماس الحصري لقطاع غزة، أو أوشك على ذلك، ونهاية الحكم الحصري لحركة حماس لن يحصل فقط نتيجة لإنهاك قدراتها العسكرية وحصارها من قبل القوات الإسرائيلية، وإنما أساسًا نتيجة أنها تتحمل قسطها من المسؤولية عما آلت إليه أحوال قطاع غزة خلال الحرب التي بادرت لإشعال فتيلها.
 
وأضاف الزعنون - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن استمرار حكم حماس يعمل لغير صالح إعادة إعمار غزة بعد الحرب المدمرة، إعادة إعمار تحتاج إلى مبالغ فلكية من أموال أممية نافرة من حركة حماس وحلفائها في الإقليم، وبالتالي فلابد من وضع السلطة الفلسطينية حاليًا، والهدف هو البحث عن حل الدولتين بشكل سياسي.