كيف يمهد أردوغان الطريق في ليبيا لميليشيا حزب الله وتنظيم داعش الإرهابي؟
أجرت تركيا عملية تبديل مرتزقة، حيث وصلت دفعة من المرتزقة المسلحين السوريين الموالين لأنقرة من الأراضي الليبية نحو تركيا ومنها إلى سوريا، وتقدر بنحو 140 مقاتلا، وذلك مقابل تجهيز دفعة مماثلة لخروجها من سوريا نحو تركيا ومنها إلى ليبيا، وبداية دخول عناصر لحزب الله في ليبيا.
وأكد المرصد السوري مرة أخرى بأن ما يجري من عودة للمرتزقة يقابلها خروج مرتزقة آخرين، أي أنه لم يتم تنفيذ المطالبات الدولية وأبرز بنود الاتفاق الليبي -الليبي الذي ينص على انسحاب كامل القوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
تبديل المرتزقة
وكان موقع "خبر 24" التركي، ذكر أن 150 مسلحا من عناصر فصائل "الحمزات" و"العمشات" و"السلطان مراد"، و"فيلق الشام" و"فيلق المجد"، توجهوا إلى تركيا من معبر "حور كليس" الحدودي بين سوريا وتركيا، حيث يتم نقلهم إلى ليبيا.
ويقول أحمد بسيط: إن العلاقة الوثيقة بين النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، وبين تنظيم داعش الإرهابي، تتأكد يومًا بعد يوم.
استعمار عثماني جديد
وأضاف: "لدينا مشكلة كبيرة بسبب الاستعمار العثماني الكارثي الذي مر علي الدولة الليبية منذ عقود طويلة، فكان هناك زيارة بالأمس لكافة القيادات التركية لطرابلس وتقابلوا مع الجنود الأتراك وأقاموا عرضا احتفاليا وكأنهم يحاولون إيصال رسالة للشعب الليبي بالإذلال والمهانة، كما أن رئيس الأركان ووزير الدفاع التركي التقيا بكافة الجنود الأتراك".
وتابع: "القرارات التي اتخذتها الدولة التركية في حق الشأن الليبي تعبر عن حقبة الاستعمار السابقة التي شهدها العالم كافة، فتركيا جلبت خلال الفترة الماضية كميات من الأسلحة الكبيرة المتنوعة إلى الأراضي الليبية، بالإضافة إلى أكثر من 20 ألفًا من العناصر الإرهابية المسلحة من سوريا".
أسلحة للدواعش
وفي ديسمبر 2020 نشر موقع "نورديك مونيتور" السويدي، وثائق مسربة كشفت دعم تركيا لتنظيم "داعش" الإرهابي، حيث كشف أن السبب الحقيقي وراء التفجيرات الغامضة لمستودعات الأسلحة التركية، هو أنها كانت تفجيرات مدبرة لمحو آثار الأسلحة التي قدمتها حكومة أردوغان إلى تنظيم داعش الإرهابي.
والوثائق التي نشرها الموقع السويدي أظهرت أن المخازن التي جرى تفجيرها بقصد توزعت ما بين المدن التركية أفيون وأورفا ومواقع في الأراضي الخاضعة لسيطرة تركيا شمال جزيرة قبرص، كما أن الوثائق المسربة كشفت أن الإرهابيين حصلوا من تركيا على أسلحة وذخائر ومكونات لإنتاج غاز السارين السام، وهذا يؤكد الدعم التركي للتنظيمات الإرهابية في المنطقة.
صراع الميليشيات
وقال سالم الرميثي: إن هناك شخصيات تركية كبيرة وعلى رأسها رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع التركي ورئيس الأركان التركي تريد دعم طرف على حساب آخر في ليبيا، وذلك بعد وجود انشقاق في صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة، كما أن الحالة الشعبية في ليبيا ترفض وجود المستعمر العثماني بكل الصور.
وأضاف: "تركيا تزعم بأنها دولة حريات في ظل تكميم الصوت الحر بها والدعم المستمر لقوات الإرهاب في سوريا وليبيا لأجل سرقة موارد تلك الدول والانتفاع بها بدون وجه حق، وهذا هو ما يفعله المستعمر مغتصب الأرض، كما تدعم تركيا التنظيمات الإرهابية والكيانات المسلحة في ليبيا بشكل كبير والمرتزقة وتأتي بالسلاح في ليبيا وتهريب المخدرات".
كما أن عملية تجنيد المرتزقة تتواصل في الشمال السوري بغية إرسالهم إلى ليبيا، على عكس المطالبات الدولية بعودة المرتزقة السوريين المتواجدين في ليبيا في ظل التوافق "الليبي-الليبي"، حيث كان يعد أبرز بنود الاتفاق "الليبي-الليبي" هو انسحاب المرتزقة الأجانب من ليبيا في مهلة لا تتجاوز 3 أشهر من بدء سريان الاتفاق، وانتهت المدة قبل 10 أيام إلا أن أحدًا لم يعُدْ.
وتجري عملية التجنيد في إدلب وريف حلب الشمالي وعفرين عبر سماسرة يقومون بإغواء الأشخاص براتب شهري يقدر بنحو 400 دولار فقط بحجة حماية منشآت في ليبيا، وجرى تجنيد مجموعة وإرسالهم إلى تركيا في انتظار إرسالهم إلى الأراضي الليبية، في الوقت الذي لا يزال المرتزقة متواجدين في ليبيا.