ضربة قاصمة لداعش.. مقتل والي العراق وسوريا من هو أبو خديجة؟

ضربة قاصمة لداعش.. مقتل والي العراق وسوريا من هو أبو خديجة؟

ضربة قاصمة لداعش.. مقتل والي العراق وسوريا من هو أبو خديجة؟
تنظيم داعش الإرهابي

في عملية نوعية نفّذتها القوات العراقية بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، قُتل عبدالله مكي مصلح الرفيعي، المعروف بلقب "أبو خديجة"، الذي كان يشغل منصب نائب خليفة داعش ووالي التنظيم في العراق وسوريا، وأكد بيان لرئاسة الوزراء العراقية أن "أبو خديجة" كان من أخطر القيادات الإرهابية، حيث تولى مسؤولية مكاتب العمليات الخارجية واللجنة المفوضة للتنظيم، ما جعله أحد أبرز العقول المدبرة لهجماته. 

من هو "أبو خديجة"؟


وُلد عبدالله مكي الرفيعي عام 1991، وانضم إلى "دولة العراق الإسلامية" في فترة المراهقة، قبل أن تتحول لاحقًا إلى تنظيم داعش.


بسبب نشاطه المبكر، ألقت القوات العراقية القبض عليه وسُجن في سجن تسفيرات الرصافة، لكنه تمكن من الفرار في 2012 خلال هجوم شنه التنظيم لتحرير معتقليه.


بعد هروبه، واصل نشاطه داخل داعش، متدرجًا في المناصب حتى أصبح مسؤولًا عن "ديوان الجند"، الذي يعادل وزارة الدفاع في التنظيم، ثم عُيّن "أمير الشرطة العسكرية" ضمن فرقة القادسية عام 2014.


في السنوات اللاحقة، تولى الرفيعي منصب نائب والي ديالى، ثم أصبح واليًا للتنظيم في المحافظة بعد مقتل سلفه.


لاحقًا، بعد تصفية عدد من القيادات البارزة، برز اسمه كخليفة محتمل لقيادات داعش، ليتم اختياره واليًا على العراق، خلفًا لأبي ياسر العيساوي الذي قُتل في كركوك عام 2021. 

قيادة التنظيم من الظل


بحسب الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة، أحمد سلطان، تميز "أبو خديجة" بأسلوب مختلف في إدارة التنظيم، حيث كان يركز على إعادة بناء شبكاته بدلًا من الانخراط في مواجهات مباشرة، مما أدى إلى انخفاض عدد العمليات الإرهابية خلال فترات توليه المسؤولية مقارنة بعهود سابقة.


إلا أن هذا النهج لم يعنِ أنه كان أقل خطورة، بل إنه كان مسؤولًا عن تنسيق الهجمات الخارجية، مما جعله على قائمة أخطر المطلوبين عالميًا.


في يونيو 2023، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية "أبو خديجة" ضمن قائمتها الخاصة بالإرهابيين، بسبب دوره في تهديد الأمن والاستقرار العالمي.


كما انتشرت أنباء عن مقتله في فبراير 2023 خلال عملية للقوات العراقية في وادي حوران بالأنبار، لكن تحليل الحمض النووي لم يُؤكد وفاته آنذاك، ما جعل مقتله في العملية الأخيرة بمثابة ضربة حاسمة لداعش. 

التنظيم تحت الضغط.. من يخلفه؟


بعد مقتل "أبو خديجة"، برز اسم القيادي "أبو عبدالقادر المزروعي" ليحل محلّه في إدارة تنظيم داعش داخل العراق وسوريا، وفقًا لما أوردته قناة "الحرة" الأمريكية. يُعد "المزروعي" أحد القيادات البارزة في الصف الأول للتنظيم، ويتمتع بخبرة طويلة في العمل المسلح والتخطيط العملياتي، ما يجعله أحد الأسماء التي تعوّل عليها القيادة المركزية لداعش في المرحلة المقبلة. 


تأتي هذه التغييرات داخل التنظيم في وقت يشهد فيه محاولات مستمرة لإعادة بناء هياكله، خصوصًا بعد الضربات الأمنية التي تعرض لها منذ فقدانه السيطرة على أراضيه في العراق عام 2017 وسوريا عام 2019. ورغم الانتكاسات الكبرى التي تعرّض لها داعش خلال السنوات الأخيرة، إلا أن التنظيم لم يُهزم بالكامل، حيث تبنّى استراتيجية جديدة تعتمد على الخلايا النائمة والكمائن المفاجئة، ما مكّنه من شنّ عشرات الهجمات ضد أهداف أمنية وعسكرية. 


بحسب تقرير القيادة المركزية الأميركية، نفّذ التنظيم 153 هجومًا في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024، ما يُشير إلى تصاعد ملحوظ في وتيرة عملياته مقارنة بالأعوام السابقة. وحذّر التقرير من أن هذه الهجمات تعكس جهودًا حثيثة من التنظيم لاستعادة نفوذه في بعض المناطق، مستغلًا الطبيعة الجغرافية الصعبة للمناطق الصحراوية والوعرة، إضافة إلى الثغرات الأمنية في بعض المناطق الحدودية. 


وتسعى الأجهزة الأمنية العراقية والسورية، بدعم من التحالف الدولي، إلى تضييق الخناق على قيادات داعش، حيث تواصل تنفيذ عمليات استباقية تستهدف معاقله وخلاياه النشطة. ورغم نجاحها في تصفية العديد من قادته، إلا أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدًا قائمًا، خاصة مع استمرار محاولاته لإعادة تنظيم صفوفه واستقطاب عناصر جديدة لتعويض خسائره البشرية.