أبو حازم الليبي.. من إرهابي مطارد لذراع أردوغان في طرابلس
بعد أن كان إرهابيا مطاردا ومطلوبا أمنيا بسبب جرائمه ..اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبو حازم الليبي ذراعا إرهابيا له في طرابلس
بعد اشتعال الحرب الأهلية في ليبيا وتدخل تركيا في الأزمة، سمحت لعدد كبير من العناصر والقيادات الإرهابية بالعودة للبلاد مرة أخرى وعلى رأس هذه العناصر يأتي أبو حازم الليبي أحد أبرز قيادات الجماعات الليبية المتطرفة ولقبه الكثيرون بعراب تهريب الأسلحة وذراع أردوغان في ليبيا.
العودة من تركيا
سمحت تركيا للمئات من المرتزقة السوريين بدخول ليبيا بعد اشتعال الحرب بها لتقديم الدعم لحكومة الوفاق الإخوانية، ولم يقتصر الأمر على المرتزقه السوريين فقط، حيث عاد أيضا الإرهابي خالد الشريف، المعروف باسم "أبو حازم الليبي".
وكشفت الكثير من التقارير الدولية عن عودة أبو حازم إلى العاصمة الليبية طرابلس قادماً من تركيا، برفقة عدد من العناصر المتطرفة للإشراف على العمليات العسكرية داخل الأراضي الليبية.
ودخل أبو حازم ليبيا عن طريق مطار مصراتة مع رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان ومختصين أتراك في صناعة المتفجرات.
وبعد عودته قاد كتيبه مختصة في تلغيم وتفخيخ المواقع الحيوية، بهدف استخدامها لدعم الميليشيات المسلحة خلال الأيام الراهنة.
وبمرور الوقت أصبحت كافة الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق تخضع لسيطرة أبو حازم كما أنه يعد المسؤول الأول عن كل الهجمات التي قامت بها الميليشيات المسلحة الليبية عام 2020، ضد قاعدة الوطية الجوية.
ووصل نفوذه لأعلى المستويات حتى أن المجلس الرئاسي الليبي التابع لحكومة الوفاق كلفه بقيادة جهاز الاستخبارات التابع لحكومة الوفاق خلفاً لعبد القادر التهامي الذي أعلنت حكومة السراج وفاته بأزمة قلبية.
من هو أبو حازم؟
ولد خالد الشريف في طرابلس عام 1965، ودرس الصيدلة، ثم غادر ليبيا في أبريل 1988 عندما كان يبلغ من العمر 23 عاماً بعد ملاحقته من قبل الأجهزة الأمنية.
وتوجه إلى أفغانستان للانضمام إلى الجماعات المتطرفة وتولى منصبا قياديا بإحدى هذه الجماعات وكان زعيم الجناح المسلح ونائب زعيم الجماعة الليبية المقاتلة عام 1996.
وأصبح من أخطر العناصر الإرهابية والمطلوبة من قبل الجيش الليبي بسبب انتمائه لتنظيم القاعدة وارتكابه الكثير من الحرائم في ليبيا، وهو أبرز قيادات "الجماعة الليبية المقاتلة" الموالية لتنظيم القاعدة التي يتزعمها الإرهابي عبد الحكيم بلحاج المقيم في تركيا.
وفي عام 2003 ألقي القبض عليه من قبل القوات الأميركية في باكستان، وتم ترحيله إلى ليبيا مجددا وظل في السجن حتى عام 2008.
وللخروج من المعتقل ادعى أبو حازم قبوله المراجعات الفكرية كباقي العناصر المتطرفة، وفي عام 2011، تراجعوا عن هذه المراجعات وعادت الجماعة الليبية المقاتلة لإرهابها واستولت على الأموال العامة والخاصة التي قدرت بملايين الدولارات واعتبرتها "غنيمة" وتحول قادتها من عناصر مطاردة في أفغانستان وسجناء في أبو سليم إلى رجال أعمال وقادة لنظام فوضى.
واتهم أبو حازم بالإشراف المباشر على نقل الأسلحة والدعم المالي للجماعات الإرهابية خلال فترة توليه منصب وكيل وزارة الدفاع الليبية عقب أحداث عام 2011، قبل إقالته من منصبه عام 2014.
وأصبح "أمير حرب" يعين ويعزل ويقتل أيضاً، وظل على ولائه لقيادات السلفية الجهادية.
وكان له الدور الأكبر في عملية اختطاف السفير الأردني بليبيا "فواز العيطان" لتتم مقايضته بإطلاق سراح الإرهابي "محمد الدرسي" الملقب بــ"النص"، المتهم بمحاولة تفجير مطار الملكة علياء بالعاصمة الأردنية عمان.
رجل أردوغان
وبمرور الوقت أصبح أبو حازم أحد أبرز رجال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا، فكان أحد أبرز قيادات الجهاز الأمني الموازي الذي أنشأه أردوغان لمواجهة الجيش الليبي.
وبسبب الدعم التركي، تنقل أبو حازم بسهولة بين ليبيا وتركيا للتنسيق مع قيادات حركة النهضة الإخوانية في تونس، من أجل تسهيل دخول معدات وأجهزة عسكرية في المناطق والمدن المجاورة للحدود الليبية التونسية.