تصعيد ناري في اليمن: ضربات أمريكية واسعة تُشعل فتيل الأزمة مع الحوثيين
تصعيد ناري في اليمن: ضربات أمريكية واسعة تُشعل فتيل الأزمة مع الحوثيين

شهدت مدينة تعز في جنوب غرب اليمن سلسلة من الضربات العسكرية استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي المدعومة من إيران، وفقًا لما أفاد به شهود عيان صباح اليوم الأحد.
تأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد الجماعة المسلحة، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.
هجوم أمريكي واسع النطاق على مواقع الحوثيين
وأعلن ترامب أمس السبت أن الولايات المتحدة شنّت ضربات عسكرية مكثفة استهدفت عشرات المواقع التي تُسيطر عليها ميليشيا الحوثي في اليمن، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأكد أن هذه العملية تأتي في إطار حملة جديدة تهدف إلى توجيه رسالة قوية إلى إيران، في الوقت الذي يسعى فيه ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران.
وأوضح ترامب أن الهجمات الجوية والبحرية استهدفت أنظمة الرادار، والدفاعات الجوية، وكذلك أنظمة الصواريخ والطائرات المسيّرة التابعة للحوثيين، في محاولة لإعادة فتح الممرات البحرية الدولية في البحر الأحمر، والتي تعرضت لهجمات الحوثيين المتكررة خلال الأشهر الماضية.
تصاعد التوتر مع إيران
وأكد مسؤولون أمريكيون أن هذه الضربات، وهي الأكبر في ولاية ترامب الثانية حتى الآن، جاءت بمثابة تحذير لإيران.
وأشار ترامب إلى أنه يرغب في التوصل إلى اتفاق مع طهران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، لكنه ترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية التدخل العسكري إذا رفضت إيران المفاوضات.
وفي رسالة نشرها عبر منصة "تروث سوشال"، قال ترامب: لقد أمرتُ الجيش الأمريكي بتنفيذ عمل عسكري حاسم وقوي ضد الإرهابيين الحوثيين في اليمن. واتهم الحوثيين بشن حملة متواصلة من القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات الأمريكية والدولية.
وأضاف موجهًا حديثه إلى قادة إيران: إلى إيران، يجب أن ينتهي دعمكم للإرهابيين الحوثيين فورًا، لا تهددوا الشعب الأمريكي أو رئيسهم، الذي فاز بأحد أكبر التفويضات في تاريخ الانتخابات الرئاسية، ولا تهددوا الممرات البحرية الدولية. وإذا فعلتم، فاحذروا، لأن أمريكا ستحمّلكم المسؤولية كاملة.
حملة عسكرية طويلة الأمد
أفاد مسؤولون أمريكيون بأن الضربات ضد ترسانة الحوثيين، والتي تتضمن مواقع تحت الأرض، قد تستمر لأسابيع عدة، مع احتمال تصاعد نطاقها بناءً على ردود أفعال الحوثيين.
وأشاروا إلى أن وكالات الاستخبارات الأمريكية كانت تواجه صعوبة في السابق في تحديد مواقع أسلحة الحوثيين، والتي يتم إنتاجها في مصانع تحت الأرض وتهريبها من إيران.
وأفادت تقارير بأن الحوثيين أطلقوا صاروخًا أرض-جو باتجاه طائرة أمريكية من طراز F-16 أثناء تحليقها فوق البحر الأحمر، إلا أن الصاروخ أخطأ الهدف.
وفي اليوم نفسه، سقطت طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper في البحر الأحمر بعد أن أعلن الحوثيون أنهم أسقطوها.
وفي رسالة أخرى على "تروث سوشال"، قال ترامب: إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، وقتكم قد انتهى، ويجب أن تتوقف هجماتكم ابتداءً من اليوم.
الاستعداد لهجمات انتقامية
وفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن هذه الضربات جاءت بعد سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض بين ترامب وكبار مستشاري الأمن القومي، بينهم نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، ووزير الدفاع بيت هيجسث، وقائد القيادة المركزية الجنرال مايكل إي كوريلا.
وأفاد مسؤولون بأن هذه الهجمات نفذتها مقاتلات انطلقت من حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" الموجودة في شمال البحر الأحمر، بالإضافة إلى طائرات هجوم تابعة لسلاح الجو وطائرات مسيرة مسلحة أُطلقت من قواعد في المنطقة.
رد الحوثيين والقلق من تفاقم الأزمة
حذر الحوثيون في وقت سابق من أنهم سيصعدون هجماتهم إذا تعرضت اليمن لضربات مباشرة من الولايات المتحدة أو بريطانيا.
ويُعتقد أن الحوثيين حصلوا مؤخرًا على تكنولوجيا متقدمة تجعل طائراتهم المسيّرة أكثر صعوبة في الاكتشاف، مع زيادة مدى طيرانها.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أعاد ترامب تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية في أواخر يناير الماضي، معتبرًا أنها تشكل تهديدًا للأمن الإقليمي. وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد ألغى هذا التصنيف في بداية ولايته، في محاولة لتسهيل محادثات السلام في اليمن.