محلل سوداني يكشف مخططات الإخوان للاستمرار في الحكم
محلل سوداني يكشف مخططات الإخوان للاستمرار في الحكم

في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المتأزمة في السودان، يبرز سؤال مهم حول مستقبل الدولة السودانية، خاصة بعد التصاعد الكبير في نشاط الجماعات المسلحة والميليشيات داخل البلاد، فهل يعكس هذا التوجه تحول السودان إلى دولة ميليشيات تحت رعاية القوى السياسية المسيطرة؟
ومع تقدم الجيش السوداني وتحقيق الانتصارات، سرعان ما بدأ صراع الفصائل والميليشيات يظهر على السطح، خاصة من خلال صفحات "السوشيال ميديا"، بين مجموعات "القوات المشتركة" المكونة أساسًا من حركات دارفور المسلحة، وقوات "درع السودان" التي تمددت في منطقتَي شرق وغرب الجزيرة حتى غطت على ما عداها، ومجموعات الكتائب الإسلامية "جماعة الإخوان المسلمين" التي أحست بوجود منافسة مبنية على الأساس القبلي والمناطقي تحدّ من تمددها في المناطق المختلفة.
تأتي هذه التطورات بعد توقيع الاتفاقيات السياسية بين المكون العسكري، بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وبعض القوى السياسية، بما في ذلك فصائل إسلامية مرتبطة بـ"الإخوان"، هذه القوى، التي تعمل بشكل متناغم مع بعض الجماعات المسلحة، قد تسهم في إضعاف سلطة الدولة وتوسيع نطاق النزاعات الإقليمية داخل السودان.
وفي الوقت الذي يُحاول فيه البرهان تحريك دفة السلطة من خلال تحالفات مع هذه الميليشيات، يثير البعض تساؤلات حول مستقبل الاستقرار السياسي في البلاد، هل سينجح في فرض سيطرة الحكومة على تلك الجماعات المسلحة؟ أم أن السودان سيدخل في مرحلة جديدة من الفوضى والتمزق الداخلي؟
النزاع القائم في السودان يثير قلق المجتمع الدولي، خاصة مع التقارير التي تتحدث عن استمرار الهجمات والاشتباكات في مناطق عدة، بما في ذلك دارفور وغيرها من المناطق الساخنة. ومن المرجح أن يستمر الوضع في التدهور ما لم يتم تحقيق تسوية سياسية شاملة تضم جميع الأطراف وتعمل على إزالة أسس التوترات التي تغذي هذا النزاع.
في هذا الصدد قال السياسي والكاتب السوداني صلاح شعيب: إنّه بعد عامين من الحرب انتهى الجيش الذي يسيطر عليه المؤتمر الوطني (الحركة الإسلامية ـ جماعة الإخوان المسلمين) إلى تفريخ أكثر من دستة من الميليشيات، وضمها إليه لتعمل تحت قيادة البرهان
وأضاف شعيب الآن بدأت بوادر حرب كلامية بين قوات درع الوطن التي يقودها أبو عاقلة كيكل وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وتسهم في تأجيج الفتنة بينهما منصات إعلامية منحازة لهذا الطرف أو ذاك. فضلًا عن ذلك فإنّ هذا التنازع له منحازون من أطراف أخرى تؤيد استمرار الحرب، ولديها انتماءات إسلاموية، ومناطقية، وعسكرية.
وتابع الكاتب السوداني: "الحقيقة أنّ الميليشيات الداعمة للجيش لم تخض الحرب بدافع القناعة بمصطلح ومضمون "حرب الكرامة"، وإنّما خاضتها لتعزز أهدافها المتصلة بالإيديولوجيا، والقبلية، والمناطقية، والانتهازية؛ ولهذا السبب وجد البرهان فرصته كقائد ظاهر للجيش ليراوغ بها من أجل الوصول إلى أهدافه في الحفاظ على حكم البلاد بعون مؤيديه من الإخوان المسلمين.