هل تشعل الانتخابات الأميركية نيران الانقسام داخل التحالف القطري التركي

هل تشعل الانتخابات الأميركية نيران الانقسام داخل التحالف القطري التركي
المرشحان للانتخابات الرئاسية الأمريكية

انطلقت الانتخابات الرئاسية الأميركية صباح اليوم الثلاثاء، بين الرئيس الحالي المنتمي للحزب الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي ونائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، ولكن يبدو أن الكثير من الجمهور العربي غير معجب بالمرشحين للرئاسة الأميركية، ولكن الحدث الأبرز كان في قطر وتركيا حيث يدعم الثنائي طرفي الانتخابات. 


استطلاعات رأي

عندما سئل أي مرشح أميركي سيكون أفضل للعالم العربي إذا تم انتخابه رئيسا، كشفت معظم الاجابات أنه لا يوجد مرشح اتفق عليه العرب، وفقا لدراسة استقصائية حديثة أجرتها مؤسسة استطلاع يوجوف البريطانية بتكليف من صحيفة آرب نيوز.


ووفقا لصحيفة "آرب ويكلي" البريطانية، يبدو أن العرب ما زالوا يفضلون المرشح الديمقراطي جو بايدن، رغم السمعة السيئة للمرشح في العالم العربي إلا أن السبب هو سلبيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يعرفونه أكثر من ذلك بكثير.


وقال رئيس يوجوف ستيفان شكسبير: إن الخيار هو "جزئيًا لأنهم لا يعرفون الكثير عن بايدن، نصفهم فقط يقولون إنهم سمعوا عنه، بينما سمع الجميع تقريبًا عن ترامب".


تاريخ أوباما

قد لا يعرف معظم الجمهور العربي الكثير عن بايدن، لكن يبدو أنهم يتشاركون انطباعًا غير إيجابي عن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما التي شغل فيها منصب نائب الرئيس، ففي حال فوز بايدن، قال 58% من العرب إنه "يجب أن ينأى بنفسه عن سياسات إدارة أوباما".


لا يزال الكثيرون يتذكرون إدارة أوباما باعتباره الرئيس الذي أيد انتفاضة الربيع العربي، التي أطلقت العنان للعنف في أجزاء كثيرة من العالم العربي، وكانت راضية عن إيران.


بينما حصل ترامب على بعض التأييد في الاستطلاع لإلغاء الاتفاق النووي الذي عقد مع طهران في عهد أوباما وفرض عقوبات صارمة على النظام الإيراني رغم أن 17% فقط من العرب شعروا أن موقفه سيجعل المنطقة أكثر أمانًا.


ظل أوباما


ووفقا للصحيفة، فإنه في حال فوز بايدن عليه أن يرسم لنفسه مسارا خاصا ولكنه لن يبتعد كثيراً عن توجهات أوباما الرئيسية.


في عدد مارس وأبريل من مجلة فورين أفيرز، كرر بايدن دعمه لسحب الولايات المتحدة من حروب الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في اليمن، والوقوف إلى جانب إسرائيل، وهي مواقف لا تميزه عن ترامب. 


وقال بايدن: "نحن بحاجة للحفاظ على التزامنا الصارم بأمن إسرائيل".


لكنه بدا من الناحية الإستراتيجية أكثر ملاءمة لطهران. رغم انتقاده لسلوك إيران، فقد شرع في الدفاع عن الاتفاق النووي لعام 2015.


وأضاف: "ليس لدي أي أوهام بشأن النظام الإيراني، الذي شارك في سلوك مزعزع للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقمع المتظاهرين بوحشية في الداخل، واعتقل الأميركيين ظلماً، لكن هناك طريقة ذكية لمواجهة التهديد الذي تشكله إيران لمصالحنا وطريقة هزيمة ذاتية، قد اختار ترامب الخيار الأخير".


عباس وبايدن

قد يتنفس الرئيس الفلسطيني محمود عباس الصعداء إذا فاز بايدن، لأنه سيمنح السلطة الفلسطينية هامش مناورة وقدرة على إعادة التفاوض من موقع قوة بدلاً من عزلتها الحالية. ورغم أن عباس لا يعترض على التفاوض مع إسرائيل، خاصة في ظل التنسيق الأمني المتقدم بين الجانبين، إلا أنه يريد أن يكون في المقدمة ويبدو أنه يمتلك المبادرة، وهي خدمة لم يمنحها ترامب له.


وإذا فشل ترامب في الحصول على ولاية ثانية في منصبه، فستتاح للرئيس الفلسطيني فرصة لحفظ ماء الوجه وعكس المصاعب الاقتصادية التي فرضها على نفسه وشعبه من خلال رفضه مواصلة المفاوضات.
الكاتب الفلسطيني محمد مشارقة يرى أن عباس يفضل بايدن؛ إذ يعتقد أن فوزه سيوفر له المزيد من الوقت ولن يجبره على بدء معركة داخلية داخل حركة فتح المنقسمة، ولا يقدم تنازلات لخصومه السياسيين، خاصة حماس.


وسيكون الرئيس السوري بشار الأسد سعيدًا إذا أدت الانتخابات الأميركية إلى خروج ترامب، الذي تعامل مع النظام السوري على أساس سياسة واحدة اعتمدت بشكل كبير على توسيع العقوبات.


قطر وبايدن

كل المزايا التي قدمها أوباما لإيران، سواء كانت تتعلق بسوريا أو بالاتفاق النووي، ألغاها ترامب، الذي أعطى الأولوية لتقليص النفوذ الإيراني، لاسيَّما تهديدات طهران لأمن الملاحة وأمن حلفاء واشنطن الخليجيين.

كما ضاعف ترامب العقوبات على إيران وميليشياتها، سواء في لبنان أو العراق؛ ما يجعل الفشل الانتخابي المحتمل للرئيس الأميركي الحالي انتصارًا كبيرًا لإيران.


وينطبق الشيء نفسه على قطر التي قدمت نفسها في عهد أوباما كوكيل إقليمي لإستراتيجية التبشير الديمقراطي واستخدام الإسلاميين في السلطة.


تراهن الدوحة على أن بايدن سيكون بوابة لكسر المقاطعة التي فرضت عليها منذ أكثر من ثلاث سنوات من قِبل جيرانها الخليجيين. 


لكن الوضع تغير لدى الدول المقاطعة الآن بطاقات جديدة يصعب على أي رئيس أميركي تغييرها مهما كانت حساباته، وهي تشمل تنويع الشركاء وإنهاء احتكار الولايات المتحدة لتزويد السعوديين بالأسلحة أو سلع السوق.


ويرى مراقبون أن دعم بايدن للإخوان المسلمين وراء رغبة قطر القوية في فوزه حتى يعود نفوذها مرة أخرى داخل أروقة البيت الأبيض. 


مخاوف تركية

ووفقا للصحيفة البريطانية فإن الدولة التي ستكون أكثر تعاسة من فوز بايدن هي بلا شك تركيا، التي ظل رئيسها رجب طيب أردوغان على علاقة جيدة نسبيًا مع الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب ولكن كانت علاقته مع نائب الرئيس السابق متوترة.


في حين أن ترامب لم يبدِ مقاومة تذكر لأهداف السياسة الخارجية لأردوغان أو سجل حقوق الإنسان، كان بايدن من أشد المنتقدين للزعيم التركي، وتحديه في كل شيء من عدائه للأكراد إلى دوره المثير للجدل في شرق البحر المتوسط.


كنائب للرئيس، غالبًا ما أثار بايدن غضب الحكومة التركية من خلال تسليط الضوء على قمعها لحرية التعبير والتعبير عن دعمه للحركات القومية الكردية التي وصفها أردوغان بأنها جماعات "إرهابية" وعملت بلا كلل على سحقها.


في عام 2014، أثار بايدن خلافًا دبلوماسيًا بين الولايات المتحدة وتركيا عندما أشار علنًا إلى أن أنقرة ساعدت في تسهيل صعود داعش في سوريا.