تصاعد التوتر في المنطقة.. تداعيات الضربات الأمريكية على اليمن

تصاعد التوتر في المنطقة.. تداعيات الضربات الأمريكية على اليمن

تصاعد التوتر في المنطقة.. تداعيات الضربات الأمريكية على اليمن
الضربات الأمريكية

تشهد منطقة الشرق الأوسط توترًا متزايدًا في أعقاب الضربات الجوية الأميركية والبريطانية التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن.

الضربات، التي جاءت ردًا على التهديدات التي تُواجهها الملاحة البحرية في البحر الأحمر، أثارت ردود فعل إقليمية ودولية غاضبة، مما يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد في المنطقة.

إيران تدين الهجمات وتصفها بالانتهاك الدولي

وقد أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن إدانتها الشديدة للهجمات الأمريكية والبريطانية على الأراضي اليمنية، معتبرة إياها انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأكدت في بيان رسمي أن هذه العمليات تأتي استمرارًا لما وصفته بـ"الدعم الغربي للانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، يتحمل مسؤولية منع مثل هذه الاعتداءات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.

تصعيد أمريكي وتحذيرات حوثية

أكدت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر أوامر بشن هجمات واسعة ضد مواقع حوثية في صنعاء وصعدة والبيضاء، وذلك في أعقاب استهداف الحوثيين لممرات الشحن في البحر الأحمر.

وأسفرت هذه الضربات عن مقتل 31 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين، في تصعيد جديد يفاقم التوترات المتزايدة في المنطقة.

وفي المقابل، توعدت جماعة الحوثي بالرد على هذه الهجمات، معتبرة أنها "لن تمر دون عقاب". وأكدت في بيان بثته قناة "المسيرة" التابعة لها أن "القوات المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد"، في إشارة إلى إمكانية استمرار استهداف السفن في البحر الأحمر أو توسيع نطاق الهجمات ليشمل أهدافًا أميركية مباشرة.

تصاعد التوتر الإقليمي وردود الفعل الدولية

لم تقتصر التداعيات على الساحة اليمنية، بل امتدت إلى إيران، حيث توعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي بأن "إيران لن تشن حربًا، لكنها سترد بقوة إذا تعرضت لأي اعتداء".


في المقابل، نفت طهران أي دور مباشر لها في الهجمات التي ينفذها الحوثيون، مؤكدة أن الجماعة تتخذ قراراتها بشكل مستقل.


بينما روسيا، فقد دعت إلى التهدئة والحوار السياسي، حيث أبلغ وزير الخارجية الروسي نظيره الأمريكي بضرورة الامتناع عن التصعيد العسكري والتركيز على المسار الدبلوماسي لحل الأزمة.
وأكدت موسكو أن استمرار الضربات العسكرية قد يُؤدي إلى تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، مما يهدد الأمن والاستقرار العالمي.

تداعيات أوسع على الأمن البحري والاقتصاد العالمي

تأتي الضربات الأمريكية في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن تأثير النزاع على حركة التجارة العالمية، حيث يشكل البحر الأحمر أحد أهم الممرات البحرية الدولية، إذ يعبر خلاله نحو 12% من إجمالي حركة الشحن العالمية.

واستمرار التهديدات الحوثية للسفن التجارية قد يؤدي إلى اضطرابات كبرى في الإمدادات العالمية، مما قد يرفع أسعار السلع والنفط عالميًا.

وكانت الولايات المتحدة قد قادت تحالفًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة، إلا أن استمرار الهجمات دفع واشنطن إلى تصعيد الرد العسكري.


ومع الاستعداد لأي رد حوثي محتمل، تبدو المنطقة على شفا مواجهة قد تأخذ منحى أكثر خطورة في الأيام المقبلة.
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية والردود المتبادلة، يواجه الشرق الأوسط خطر الدخول في مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.

السيناريوهات المطروحة تتراوح بين إمكانية احتواء التصعيد عبر المساعي الدبلوماسية، أو تصاعد الصراع ليشمل مواجهات أوسع بين القوى الإقليمية والدولية.
وقد أكد المحلل السياسي اليمني، صهيب ناصر الحميري، أن مليشيات الحوثي تتحمل مسؤولية كبيرة في إدخال البلاد في حالة عدم استقرار سياسي وعسكري منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 2014، والجماعة استغلت الدعم الإيراني لتوسيع نفوذها، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في البلاد.


وأشار الحميري - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - إلى أن الحوثيين "عمدوا إلى عسكرة المواني وتهديد الملاحة الدولية، الأمر الذي جعل اليمن في قلب الصراع الإقليمي والدولي"، كما أوضح أن "هذه السياسة العدائية للحوثيين لم تخدم اليمنيين، بل زادت من معاناتهم وأدت إلى استمرار الحرب والنزاع المسلح".


وحذر المحلل السياسي من أن استمرار التصعيد الحالي قد يؤدي إلى مزيد من التدخلات الخارجية، مما يعقد جهود الحل السياسي ويطيل أمد الأزمة في اليمن.