حماس تعرض الإفراج عن الرهائن مقابل وقف الحرب وسط تصاعد الضغوط في غزة
حماس تعرض الإفراج عن الرهائن مقابل وقف الحرب وسط تصاعد الضغوط في غزة

في تطور لافت على مسار الأزمة المستمرة في قطاع غزة، أعلنت حركة حماس استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لديها، شرط وقف الحرب الجارية.
الموقف أعلنه مسؤول بارز في الحركة، الجمعة، في وقت تتسارع فيه التحركات السياسية والأمنية بين القاهرة والدوحة سعيًا للوصول إلى صيغة اتفاق تنهي القتال الدامي المستمر منذ شهور.
وفد حماس في القاهرة لوقف الحرب
وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، إن وفدًا من الحركة برئاسة خليل الحية توجه إلى العاصمة المصرية لمناقشة "رؤية حماس لإنهاء الحرب"، مؤكدًا أن "أسلحة المقاومة ليست مطروحة على طاولة التفاوض".
على الجانب الآخر، أعادت إسرائيل تفعيل قنوات التفاوض عبر جهاز الاستخبارات الخارجية الموساد، حيث توجه رئيسه دافيد بارنيا إلى الدوحة، في مهمة حساسة للقاء رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سعيًا لتسريع إبرام صفقة تبادل رهائن محتملة.
انتقادات لنتنياهو بسبب الرهائن
وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو، وسط انتقادات حادة لطريقة إدارتها لملف الرهائن، لا سيما بعد إخفاق وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في تحقيق تقدم يُذكر منذ توليه مسؤولية الملف. عائلات الرهائن، إلى جانب أعضاء من فريق التفاوض الإسرائيلي، حملوا ديرمر مسؤولية تعثر الصفقات واتهموه بالتباطؤ وعدم الجدية، ما دفع باتجاه استعادة بارنيا لدوره السابق في قيادة المفاوضات.
في موازاة هذه الجهود السياسية، يتواصل التصعيد الميداني في غزة بوتيرة متسارعة، ففي اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر، ناقش بعض الوزراء الإسرائيليين المتشددين مع رئيس هيئة الأركان الجديد إيال زمير توسيع العمليات العسكرية، بما يشمل تعبئة إضافية لقوات الاحتياط وإعداد حملة برية أوسع.
ورغم هذه الدعوات، يتمسك نتنياهو وكبار القادة الأمنيين بمقاربة حذرة، معتبرين أن الضغوط العسكرية المحدودة الحالية تحقق مكاسب تدريجية، مع ترك نافذة مفتوحة لإمكانية إنجاز اتفاق تبادل الرهائن، وقد شدد زمير خلال جولة تفقدية لقواته في غزة على أن الجيش مستعد لتوسيع عملياته بشكل كبير إذا لم تسفر المساعي التفاوضية عن نتائج ملموسة قريبًا.
في القطاع المحاصر، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعًا كارثية مع استمرار العمليات العسكرية، حيث تتدهور الظروف الإنسانية وسط دمار واسع للبنية التحتية ونقص حاد في الإمدادات الأساسية.
وفي ظل هذا الواقع، تلقي عروض حماس وتصريحات مسؤوليها بثقل إضافي على مسار المفاوضات، بين الميدان وطاولة المفاوضات، تتقاطع الحسابات السياسية والعسكرية، في مشهد يبدو أن مصير الرهائن والحرب برمتها بات معلقًا على خيط رفيع من التفاهمات أو الانهيارات المحتملة.