كارثة في بندر عباس.. انفجار ضخم يهز ميناء رجائي ويخلف مئات المصابين
كارثة في بندر عباس.. انفجار ضخم يهز ميناء رجائي ويخلف مئات المصابين

في مشهد مروّع اهتزت له مدينة بندر عباس، شهد ميناء الشهيد رجائي في إيران، السبت، انفجارًا هائلًا أسفر عن إصابة مئات الأشخاص وأحدث دمارًا واسعًا في واحد من أهم الموانئ الحيوية لإيران.
وفقًا لشهادات حصرية وتقارير ميدانية، وقع الانفجار عند ساعات الظهيرة، حيث سمعت دوي الانفجارات في أنحاء المدينة، فيما تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف من موقع الحادث، مغطية سماء المنطقة بالسواد.
قوة الانفجار حطمت النوافذ على بعد عدة كيلومترات من الميناء، وأحدثت أضرارًا كارثية بالمباني والمنشآت والسيارات المتوقفة في محيطه.
في الساعات الأولى بعد الحادثة، أفادت مصادر طبية بارتفاع عدد المصابين إلى 281 شخصًا، قبل أن تعلن لاحقًا وكالة "موج" المحلية أن العدد تجاوز 500 مصاب، وسط حالة استنفار قصوى في المستشفيات ومرافق الطوارئ.
أكد المتحدث باسم منظمة الطوارئ الوطنية باباك يكتاباراست، أنه تم إرسال 10 سيارات إسعاف وحافلات طبية إلى الموقع فور تلقي البلاغ، بينما تتواصل عمليات الإجلاء والإنقاذ تحت ظروف بالغة الصعوبة.
رئيس منظمة الإغاثة في الهلال الأحمر الإيراني باباك محمودي، أشار أن أربع فرق استجابة سريعة، مدعومة برجال إنقاذ ومسعفين، انتشرت في المنطقة المنكوبة، مؤكدًا أن جهود البحث عن ناجين ما تزال مستمرة رغم المخاطر الكبيرة الناجمة عن النيران والدمار.
أسباب غامضة وتحقيقات مستمرة
حتى اللحظة، لم تُعلن السلطات الإيرانية رسميًا السبب المباشر للانفجار، غير أن مسؤولين محليين أشاروا أن الانفجار نجم عن اشتعال عدد من الحاويات المخزنة في الرصيف، دون تحديد ما كانت تحويه تلك الحاويات من مواد.
إسماعيل مالكي زاده، المسؤول في إدارة الموانئ والملاحة بمحافظة هرمزغان، صرح للتلفزيون الرسمي، أن فرق الإطفاء تعمل بكثافة للسيطرة على الحرائق، محذرًا من احتمالية سقوط قتلى نتيجة شدة الانفجار وكثافة الموظفين العاملين بالميناء وقت وقوع الحادث.
وسائل إعلام إيرانية، منها وكالة "تسنيم"، أكدت تعليق جميع أنشطة الميناء حتى إشعار آخر، موضحة أن الانفجار تسبب في توقف شبه كامل لحركة الشحن والنقل، ما قد يؤدي إلى أزمات لوجستية إضافية في الأيام المقبلة.
تداعيات خطيرة وسط توتر سياسي
يأتي هذا الانفجار بينما تشهد إيران أجواءً سياسية متوترة، خاصة مع انطلاق الجولة الثالثة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان.
ويرى مراقبون، أن توقيت الحادث يثير الكثير من التساؤلات حول طبيعته وأبعاده المحتملة، خاصة أن الميناء يُعد من أهم شرايين الاقتصاد الإيراني ومركزًا استراتيجيًا حساسًا.
مقاطع الفيديو والصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت حجم الدمار الهائل، إذ بدت أرصفة الشحن مدمرة بشكل كامل، فيما انتشرت الحطام في أرجاء الميناء، في مشهد يختصر حجم الكارثة.
ما يزال الغموض يكتنف عدد الضحايا النهائي، بينما تتواصل التحقيقات تحت حراسة أمنية مشددة، وسط مطالب محلية ودولية بالكشف السريع عن تفاصيل الحادث، خصوصًا مع تعالي أصوات مواطنين يتهمون السلطات بالتقصير في إجراءات السلامة داخل الميناء.