هجوم حوثي مسير على مأرب يودي بحياة إعلامي وثلاثة جنود

هجوم حوثي مسير على مأرب يودي بحياة إعلامي وثلاثة جنود

هجوم حوثي مسير على مأرب يودي بحياة إعلامي وثلاثة جنود
ميليشيا الحوثي

في تصعيد خطير للأعمال القتالية في اليمن، شنت مليشيات الحوثي الإرهابية هجومًا بطائرة مسيرة استهدف مواقع القوات الحكومية في محافظة مأرب؛ مما أسفر عن مقتل إعلامي وثلاثة جنود وإصابة آخر بجروح خطيرة. 

الهجوم يأتي وسط استمرار العمليات العسكرية على مختلف الجبهات، في ظل غياب أي بوادر حقيقية لحل سياسي شامل.

تفاصيل الهجوم 


استهدفت الطائرة المسيرة مَوقعًا للقوات الحكومية في أطراف جبل البلق الشرقي جنوب محافظة مأرب، مُوقعًا خسائر بشرية ومادية، بحسب مصادر ميدانية، فإن ثلاثة من أفراد الجيش، جميعهم من عائلة العرادة، لقوا مصرعهم جراء القصف، بالإضافة إلى مقتل الإعلامي مصعب عبدالحفيظ الحطامي، الذي كان متواجدًا في الموقع لتغطية التطورات العسكرية ضمن برنامج تلفزيوني.

المصاب الوحيد في العملية كان المصور صهيب الحطامي، شقيق الإعلامي القتيل، والذي أصيب بجروح متفاوتة ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتسبب الهجوم في حالة من الاستنفار في صفوف القوات الحكومية، التي سارعت إلى تعزيز مواقعها ونشر المزيد من وحدات الدفاع الجوي تحسبًا لهجمات إضافية.

الإعلام هدف دائم للمليشيات


الهجوم الذي أودى بحياة مصعب الحطامي سلط الضوء مجددًا على المخاطر الجسيمة التي يواجهها الإعلاميون في اليمن، لا سيما أولئك الذين يغطون الأحداث من خطوط التماس، ويعد استهداف الإعلام عملا ممنهجًا تتبعه مليشيات الحوثي الإرهابية بهدف تغييب الحقيقة وتقييد التغطية الإعلامية للانتهاكات التي تمارسها في المناطق الخاضعة لسيطرتها أو في ميادين القتال.

مصعب الحطامي كان قد عاد مؤخرًا إلى اليمن بعد فترة قضاها خارج البلاد، ولم يمض وقت طويل على انضمامه إلى طاقم إعلامي مكلف بإنتاج مواد تلفزيونية عن الجبهات. 

وفاته جاءت أثناء تأديته لواجبه المهني في ظروف بالغة الخطورة، حيث تواصل المليشيات الإرهابية استخدام الطائرات المسيرة كأسلحة لاستهداف الأفراد والمنشآت العسكرية والإعلامية دون تمييز.

انعكاسات ميدانية وأمنية


تصعيد مليشيات الحوثي الإرهابية في مأرب، عبر الهجمات بالطائرات المسيرة، يعكس إصرارها على مواصلة الحرب رغم كل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، المحافظة الغنية بالموارد الطبيعية والمأهولة بمئات آلاف النازحين تظل هدفًا استراتيجيًا للمليشيات التي تسعى للسيطرة عليها بأي ثمن.

القوات الحكومية من جانبها كثفت إجراءاتها الدفاعية عقب الهجوم، فيما أطلقت حملات تمشيط واسعة لرصد وإسقاط أي طائرات معادية محتملة. 

ومع تصاعد وتيرة الهجمات، تزداد المخاوف من موجة جديدة من التصعيد العسكري في مأرب قد تؤثر بشكل مباشر على الجهود الإنسانية والإغاثية في المحافظة.

الوضع الإنساني في مأرب على المحك

تصاعد الهجمات الحوثية يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في مأرب، التي تستضيف أعدادا ضخمة من النازحين الفارين من بطش المليشيات. 

أي تصعيد إضافي من شأنه أن يدفع بمزيد من الأسر إلى النزوح القسري، ويضاعف معاناة السكان الذين يعانون أصلا من نقص الخدمات الأساسية.

المجتمع الدولي يقف أمام مسؤولية ملحة للضغط على مليشيات الحوثي الإرهابية لوقف اعتداءاتها، خاصة تلك التي تستهدف المدنيين والإعلاميين بصورة ممنهجة، فاستمرار الهجمات لا يهدد فقط الأمن المحلي، بل يقوض أي فرص للسلام الشامل في اليمن الذي أنهكته سنوات الحرب.