"باشاغا والسراج".. صراع الوكلاء في ليبيا
صراعات جديدة تطفو على السطح مرة أخرى بين فايز السراج وفتحي باشاغا، حيث كانت بدايتها عندما أقال الأول باشاغا من منصبه، في أغسطس الماضي، قبل أن يتم إجباره على التراجع عن قراره، حين عاد باشاغا من أنقرة محاطا بموكب ميليشياوي، في رسالة تهديد صريحة منه لفايز السراج.
أدوات أردوغان في ليبيا
ويقول المحلل السياسي الليبي عادل الخطاب، إن السراج أقال باشاغا من منصبه، في أغسطس الماضي، لكنه أجبر على التراجع حيث كان للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدخلات لفض النزاع بين فريق حكومة الوفاق، الموالي له، حيث ضمن السراج من هذا الموقف تأييد أنقرة له، وفي الوقت نفسه استخدم سلاح القوة، بقرار مفاجئ بفصل ميليشيا قوة الردع الخاصة المسلحة، بقيادة الطرابلسي عبد الرؤوف كاره، عن وزارة الداخلية، والتي تعدّ أقوى ميليشيا مسلحة في غرب ليبيا.
وأضاف الخطاب: "عندما أعلن السراج استقالته من المجلس الرئاسي انزعج أردوغان وتأكد بأن وجوده مهدد في ليبيا، وسيفقد غطاءه الشرعي المزعوم، ليتصدر باشاغا المشهد عقب ذلك، وزار أنقرة ثلاث مرات متتالية، لكن حين شعر بأنّ أنقرة لا تدعمه بشكل قوى، بدأ في محاولات كسب ود القوى المتضاربة مصالحها مع تركيا، فزار مصر، ثم فرنسا، الأمر الذي أغضب أنقرة، وزاد من دعمها لفايز السراج".
ووصف تقرير لإذاعة فرنسا الدولية، فتحي باشاغا بأنه سياسي من الوزن الثقيل في طرابلس، وأحد اللاعبين الأساسيين في المشهد الليبي، وقال إنه كان يستجيب لدعوة فرنسا عندما اعترض الكثيرون في معسكر غرب ليبيا على الزيارة، في إشارة إلى تعارض توجهات وتحالفات حكومة الوفاق المسيطرة على الغرب الليبي والتي تحظى بدعم تركي واسع، مع فرنسا.
فساد السراج وباشاغا
من جانبه قال أيمن الربيعي، الباحث السياسي الليبي: إن إخوان ليبيا يريدون السيطرة مستقبلا على مقدرات البلاد، حيث إنهم يتخوفون من فقد دورهم ، وقدم باشاغا لهم خلال الفترة الأخيرة الكثير من التنازلات أبرزها، تسهيله عملية فرار وكيل وزارة الصحة الوفاق محمد هيثم ، ورئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء عبد الحميد حمزة المتهمين بالفساد من الأراضي الليبية بوثائق مزورة.
وأضاف: "على رأس المخططات الإجرامية التي تشهدها ليبيا، فتحي باشاغا، الذي يبرم مثل هذه الصفقات بمساعدة الميليشيات الموالية له ، كما يقوم بتجنيد إرهابيين جدد للقتال داخل البلاد، وجعل فتحي باشاغا من ليبيا مركزاً لمشاريعه التجارية الخاصة، وحقق أرباحًا طائلة من خلالها، وكل شخص يمنعه من ممارسة الأعمال التجارية".
وتابع: "السراج خضع لابتزاز وتهديدات باشاغا بالكشف عن ملفات الفساد، فأصدر قرارا بإعادته إلى عمله، خشية الكشف عن ملفات الفساد داخل حكومة الوفاق وخوفا من ردة فعل الليبيين والمجتمع الدولي، وهو ما يفسر التراجع عن بث جلسة التحقيق علنا، مشيرًا إلى أن توقيف باشاغا عن عمله والتحقيق معه ثم إعادته إلى منصبه".