محلل يمني: الإخوان تقاسموا الدولة مع الحوثي وآن أوان إسقاطهم
محلل يمني: الإخوان تقاسموا الدولة مع الحوثي وآن أوان إسقاطهم

تتصاعد في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة موجة من المطالب الشعبية والسياسية المنادية بإسقاط نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، المتمثلة سياسيًا في حزب الإصلاح، وسط اتهامات واسعة بالتسبب في تفكيك الجبهة الداخلية وإطالة أمد الحرب لصالح أجندات خارجية.
وتشهد مدن يمنية، خصوصًا في الجنوب، احتجاجات ووقفات شعبية تطالب بإخراج ما تصفها بـ"القوى المتسترة بالدين" من مفاصل الدولة والجيش، متهمة حزب الإصلاح بعرقلة جهود التحرير، والتنسيق مع مليشيات الحوثي في أكثر من جبهة، مقابل الحفاظ على نفوذه السياسي والعسكري في بعض المناطق.
الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا وسومًا مثل #إسقاط_الإخوان_في_اليمن و#الإصلاح_خطر_على_الوطن، رافقها تداول واسع لتقارير وشهادات ميدانية تتهم عناصر من الحزب بالتواطؤ في تسليم مناطق استراتيجية للحوثيين، أبرزها مديريات في شبوة وتعز.
ويرى مراقبون أن حزب الإصلاح فشل في تقديم نموذج سياسي أو إداري ناجح خلال مشاركته في الحكومة، كما تورط – بحسب تقارير محلية – في قضايا فساد إداري ومالي، فضلًا عن استغلاله لغطاء الشرعية في تعزيز مصالحه الخاصة.
من جهتها، لم تصدر قيادة حزب الإصلاح أي تعليق رسمي على هذه الحملات، مكتفية بإعادة التذكير بدورها في مقاومة الحوثيين، بينما تتهم خصومها بالسعي إلى تقويض الوحدة الوطنية لصالح مشاريع انفصالية.
في ظل هذا التصاعد، يبدو أن ملف الإخوان في اليمن سيبقى في واجهة المشهد السياسي، خاصة مع التوجهات الإقليمية المتزايدة لمحاصرة نفوذ الجماعة في المنطقة.
وقال المحلل السياسي اليمني أنور التميمي إن جماعة الإخوان المسلمين، الممثلة في حزب الإصلاح، أصبحت عبئًا على الدولة اليمنية، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تتطلب "حسمًا سياسيًا وشعبيًا لإسقاط هذا التيار الذي استغل الشرعية لمصالحه الخاصة".
وفي تصريح خاص لـ"العرب مباشر"، أوضح التميمي أن الإخوان "تقاسموا مؤسسات الدولة مع ميليشيا الحوثي، وساهموا بشكل مباشر في إطالة أمد الحرب عبر صفقات مريبة وتخاذل متعمد في عدة جبهات قتالية"، مضيفًا أن "ما يحدث في شبوة وتعز ومأرب دليل على هذا التواطؤ المكشوف".
وأشار إلى أن المطالب الشعبية المتصاعدة ضد حزب الإصلاح "ليست مفاجئة، بل هي نتيجة طبيعية لتراكم الغضب الشعبي من ممارسات الحزب، سواء في فساد الإدارة أو في إضعاف مؤسسات الدولة، وخلق صراعات داخل معسكر الشرعية".
وأكد التميمي أن "اللحظة السياسية الراهنة، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، تفرض على القوى الوطنية إعادة ترتيب الصفوف، وعزل التيارات التي أثبتت فشلها وخيانتها للأهداف الوطنية"، داعيًا إلى "محاسبة قيادات الإصلاح المتورطة، ومنع أي محاولة لإعادة تموضعهم في المشهد السياسي".
ويأتي تصريح التميمي في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بتطهير مؤسسات الدولة اليمنية من نفوذ جماعة الإخوان، وسط حراك شعبي وإعلامي واسع يدعو لإنهاء ما يصفه بـ"الاحتلال الإخواني للدولة تحت عباءة الشرعية".