كواليس التحركات التركية السرية المكثفة في شمال سوريا لتوحيد ميليشياتها
تكثف تركيا من تحركاتها السرية في شمال سوريا
مرة جديدة كثف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحركاته في شمال سوريا، ولَمّ شمل ميليشياته المتطرفة تمهيدا لتنفيذ أجندته في المنطقة وإحكام قبضته على الشمال السوري.
وأكد محللون أن تحركات أردوغان تأتي بعد عودة سوريا للصف العربي مرة أخرى في إطار المبادرة التي قادها الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات والتي من شأنها أن تخبط المخططات التركية في سوريا وتخرج قوات أردوغان من المنطقة بالكامل.
ما تحركات أردوغان في شمال سوريا؟
تعتبر الجبهة الشامية من أكثر الجماعات المنظمة التابعة للجيش الوطني السوري (SNA) التابع للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا.
ووفقا لمراقبين، فإن هذا الجيش المتطرف يضم جميع الهيئات الرسمية للحكومة السورية المؤقتة التابعة للميليشيات المدعومة من تركيا، كما تم بناء مقر للائتلاف الوطني للمعارضة السورية في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة جبهة الشام، وتعتبر أكثر المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر.
والجبهة الشامية هي المنافس الرئيسي لهيئة تحرير الشام، لكنها، على عكس الأخيرة، لم تتمكن من بسط سيطرتها بالكامل على مناطق الجيش السوري الحر، كما فعلت هيئة تحرير الشام في إدلب في شمال غربي سوريا.
وكشف مصدر رفيع في الجبهة الشامية أنه تمت زيارة قادة المجموعات إدلب مؤخرًا والتقى بقادة هيئة تحرير الشام.
وقال في تصريحات لـ"العرب مباشر": "اتفق الجانبين على عدة نقاط، منها وقف الهجمات الإعلامية ضد بعضهم البعض، وتسهيل حركة مقاتلي جبهة الشام إلى إدلب، والعكس صحيح لمقاتلي هيئة تحرير الشام الذين سيكونون قادرين على دخول مدينة أعزاز وغيرها من مناطق جبهة الشام.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن الجانبين اتفقا أيضا على الخروج بمشروع مستقبلي لتوحيد جميع الفصائل، برعاية تركيا، التي قادت جهود التوحيد بأوامر مباشرة من الرئيس أردوغان.
وتابع المصدر: إنه تم الاتفاق أيضا على تسهيل حركة المرور بين المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام وتلك التي يسيطر عليها الجيش الوطني.
هل تنجح مخططات أردوغان؟
وبحسب موقع "المونيتور" الأميركي، فإن تحركات أردوغان في شمال سوريا لتوحيد صفوف ميليشياته المتطرفة، لن ينجح.
وأكد الموقع أن السبب وراء هذا الفشل يعود إلى الأيديولوجيات المختلفة للجماعتين. بينما تعتبر جبهة الشام أقرب إلى جماعة الإخوان المسلمين، تحافظ هيئة تحرير الشام على مشروع سلفي جهادي، كما أن كليهما يتنافسان على النفوذ في منطقتين مختلفتين؛ ما يمنعهما من توحيد صفوفهما، وهو أمر لا يمكن أن يتطور إلا إلى تنسيق اقتصادي وأمني في أحسن الأحوال.
وأكد مصدر سوري حقوقي في تصريحات لـ"العرب مباشر" أن تركيا تدير الأمر من بعيد حتى الآن وبشكل سري للغاية، ويمكن لفصائل الجيش السوري الحر أن تلجأ إليها إذا شعرت بتهديد من قبل هيئة تحرير الشام.
وتابع: "تحاول هيئة تحرير الشام الآن إقناع تركيا بجدوى وجودها في شمال حلب في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، لكنها لم تحصل بعد على تأكيد تركي بهذا الصدد".