تهديد أم تصعيد.. ترامب يُصدر أوامر بتحريك غواصات نووية بالقرب المياه الإقليمية الروسية
تهديد أم تصعيد.. ترامب يُصدر أوامر بتحريك غواصات نووية بالقرب المياه الإقليمية الروسية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أنه أصدر أوامر بتحريك غواصتين نوويتين إلى مناطق قريبة من المياه الروسية، وذلك رداً على ما وصفه بتصريحات نووية استفزازية أدلى بها الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف.
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن هذه الخطوة، التي تُعد الأولى من نوعها على المستوى العسكري العلني منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تأتي بعد أسبوع من مهلته النهائية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وإلا ستواجه روسيا عقوبات اقتصادية صارمة.
أهمية الخطوة
تكتسب هذه الخطوة أهمية كبيرة في ظل التوترات المتصاعدة بين واشنطن وموسكو، حيث اتهم ترامب إدارة سلفه بـ"التغازل مع إشعال حرب عالمية ثالثة" عقب الحرب الروسية الأوكرانية.
ومع إصداره لهذا الأمر العسكري، يبدو أن ترامب يتبنى الآن نهجًا أكثر تصعيدًا، يتضمن تهديدات نووية مباشرة، في تحول واضح عن سياسته السابقة التي ركزت على تجنب التصعيد العسكري.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعلن ترامب، في 28 يوليو، تقليص المهلة الممنوحة لبوتين للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا من 36 يومًا إلى ما بين 10 و12 يومًا فقط.
ويُنظر إلى هذا القرار على أنه محاولة للضغط على روسيا، مع احتمال فرض عقوبات اقتصادية قاسية قد تؤثر على مشتري النفط الروسي، وخاصة الصين والهند، في حال عدم الالتزام بالمهلة.
تفاصيل الحدث
بدأت الأزمة الحالية عندما رد ميدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، يوم الإثنين الماضي على قرار ترامب بتقليص مهلة وقف إطلاق النار. وفي تصريحات حادة، حذر ميدفيديف من أن هذه الخطوة قد تكون بمثابة إعلان حرب، مشيرًا بسخرية إلى أن ترامب يجب ألا يسير على نهج جو النائم، في إشارة إلى الرئيس السابق جو بايدن.
وفي تصعيد لاحق يوم الجمعة، أشار ميدفيديف إلى نظام "اليد الميتة" الروسي، وهو نظام أوتوماتيكي يُزعم أنه قادر على إطلاق رد نووي شامل في حال تعرضت روسيا لهجوم نووي أولي. وأضاف ميدفيديف، في تصريح استفزازي، أن رد فعل ترامب العصبي على كلماته يثبت أن روسيا على حق.
ورد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، واصفًا ميدفيديف بـ"الرئيس السابق الفاشل"، وحذره من أن تصريحاته تدخله في منطقة خطيرة.
وفي منشور لاحق، كتب ترامب: بناءً على التصريحات الاستفزازية للغاية من الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أصدرت أوامر بتحريك غواصتين نوويتين إلى المناطق المناسبة، تحسبًا لأن تكون هذه التصريحات الحمقاء والتحريضية أكثر من مجرد كلام.
وأضاف أن الكلمات لها أهمية كبيرة ويمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، معربًا عن أمله في ألا تكون هذه إحدى تلك الحالات.
سياق التصعيد
يُشار إلى أن ميدفيديف، الذي شغل منصب الرئيس الروسي بين عامي 2008 و2012، أصبح في السنوات الأخيرة صوتًا بارزًا في إصدار تهديدات دراماتيكية ضد الغرب، رغم أن دوره الفعلي في السياسة الروسية الحالية يُعتبر محدودًا مقارنة ببوتين، ومع ذلك، فإن تصريحاته الأخيرة أثارت رد فعل قوي من ترامب، مما يعكس حساسية الموقف الدولي الحالي.
وفي سياق متصل، أفادت تقارير "أكسيوس" أن ترامب أعلن في 13 يوليو 2025 عن خطة جديدة لتزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية، في تحول كبير عن سياسته السابقة التي ركزت على تقديم أسلحة دفاعية فقط بهدف تجنب التصعيد.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن هذه الخطة تهدف إلى تعزيز قدرات أوكرانيا العسكرية في مواجهة روسيا، في وقت يواجه فيه ترامب ضغوطًا داخلية ودولية لاتخاذ موقف أكثر حزمًا ضد موسكو.
كما أشار الموقع الأمريكي إلى أن ستيفن ويتكوف، أحد المسؤولين الأمريكيين، سيسافر إلى روسيا قريبًا في محاولة للتفاوض قبل تفعيل العقوبات الأمريكية المحتملة.
وتُعد هذه الزيارة جزءًا من جهود دبلوماسية لتخفيف التوترات، لكنها تأتي في ظل تصعيد عسكري واضح من الجانب الأمريكي.
تحليل الموقف
يُنظر إلى قرار ترامب بتحريك الغواصات النووية على أنه خطوة تهدف إلى إظهار القوة وردع روسيا، خصوصًا في ضوء التهديدات النووية التي أطلقها ميدفيديف. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تحمل مخاطر كبيرة، حيث قد تُفسر في موسكو على أنها استفزاز عسكري مباشر، ما قد يدفع روسيا إلى اتخاذ إجراءات مضادة.
وفي ظل الصراع المستمر في أوكرانيا، يبدو أن إدارة ترامب تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين إظهار القوة وتجنب الانزلاق إلى مواجهة عسكرية شاملة.