إيران تستقبل مسؤولًا أمميًا لمناقشة التعاون النووي دون تفتيش مواقعها

إيران تستقبل مسؤولًا أمميًا لمناقشة التعاون النووي دون تفتيش مواقعها

إيران تستقبل مسؤولًا أمميًا لمناقشة التعاون النووي دون تفتيش مواقعها
مسئولا امنيا

أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن مسؤولاً رفيع المستوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة سيزور إيران في وقت لاحق اليوم الإثنين؛ لإجراء محادثات تهدف إلى وضع إطار للتعاون بين الطرفين، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وأوضح عراقجي، أنه لا توجد خطط لزيارة أي من المواقع النووية الإيرانية حتى يتم التوصل إلى هذا الإطار، في خطوة تعكس حذر طهران في التعامل مع الوكالة الدولية بعد سلسلة من التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة.

ووفقًا لتصريحات عراقجي -عبر حسابه الرسمي على تطبيق "تليغرام"-، فإن المحادثات المقررة ستتركز على تحديد إطار عمل مشترك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث سيقوم نائب المدير العام للوكالة، الممثل عن رئيسها رافائيل غروسي، بزيارة طهران لهذا الغرض. 

وأشار الوزير، أن هذه الزيارة تأتي في سياق جهود دبلوماسية لإعادة صياغة العلاقة بين إيران والوكالة، التي شهدت توترات متصاعدة خلال الأشهر الماضية.

خلفية الأزمة


تأتي هذه الزيارة في أعقاب توترات متصاعدة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، خاصة بعد أن شنت إسرائيل، في يونيو الماضي، أولى ضرباتها العسكرية على مواقع نووية إيرانية خلال حرب استمرت 12 يومًا، ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن مفتشو الوكالة من الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية، على الرغم من تأكيد رئيس الوكالة، رافائيل جروسي، أن التفتيش يظل الأولوية القصوى للوكالة.

وكانت إيران قد اتهمت الوكالة الدولية بأن تقريرها الصادر في 31 مايو الماضي، والذي وصف بالـ"مُدين"، قد مهد الطريق للهجمات الإسرائيلية على منشآتها النووية. 

وأدى هذا التقرير إلى قرار مجلس محافظي الوكالة، المكون من 35 دولة، بإعلان إيران في حالة خرق لالتزاماتها بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. 

وفي المقابل، نفت إيران بشدة أي سعي لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة التزامها الكامل بمعاهدة منع الانتشار النووي.

تعليق التعاون مع الوكالة


وفي سياق متصل، أقر البرلمان الإيراني الشهر الماضي قانونًا يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ مما أثار مخاوف دولية بشأن مستقبل الرقابة على البرنامج النووي الإيراني. 

وينص هذا القانون على أن أي تفتيش مستقبلي للمواقع النووية الإيرانية يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران، وهو ما يعكس تشدد إيران في التعامل مع الوكالة في ظل الضغوط الدولية.

السياق الإقليمي والدولي


تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا متزايدًا، حيث يواصل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني تصدر عناوين الأخبار، مع إعلان مجلس الأمن القومي الإسرائيلي موافقته على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال مدينة غزة، رغم القلق المتزايد داخل إسرائيل وخارجها. 

وفي الوقت نفسه، تستمر التوترات بين روسيا وأوكرانيا، مع استعدادات البيت الأبيض لعقد قمة محتملة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ مما يضيف تعقيدًا إلى المشهد الدولي.

آفاق المحادثات
تُعد زيارة المسؤول الأممي إلى طهران خطوة دبلوماسية مهمة، قد تمهد الطريق لاستئناف الحوار بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسبما نقلت الشبكة الأمريكية.


ومع ذلك، فإن غياب خطط لتفتيش المواقع النووية يشير إلى أن المحادثات ستظل في إطار استكشافي، مع تركيز محتمل على إعادة بناء الثقة ووضع أسس للتعاون المستقبلي. 

وفي ظل التوترات الإقليمية والدولية المستمرة، تبقى الأنظار متجهة نحو طهران لمتابعة نتائج هذه المحادثات وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي والدولي.