أكثر من 370 ألف نازح.. موجة نزوح واسعة تُعقد الوضع الإنساني في سوريا
أكثر من 370 ألف نازح.. موجة نزوح واسعة تُعقد الوضع الإنساني في سوريا
شهدت سوريا تصاعدًا جديدًا في النزاع المسلح خلال الأسابيع الماضية؛ ما أدى إلى موجات نزوح واسعة النطاق، حيث أفادت الأمم المتحدة بنزوح أكثر من 370 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
ويأتي ذلك وسط تدهور الوضع الإنساني في ظل تدمير البنية التحتية الحيوية وتعطيل المساعدات الإنسانية، ما فاقم من معاناة المدنيين، الأزمة المستمرة تضع البلاد في حالة من التصعيد العسكري المتسارع، في حين تواجه المنظمات الدولية تحديات كبيرة في توفير الدعم اللازم للنازحين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء القاسي.
تصاعد النزوح في سوريا
تصاعد النزوح في سوريا مع استمرار القتال أدى إلى أزمة إنسانية متفاقمة، حيث نزح أكثر من 370 ألف شخص منذ تجدد الحرب الأهلية أواخر الشهر الماضي، وفقًا للأمم المتحدة.
وأفاد المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك، بأن النساء والأطفال يشكلون غالبية النازحين، مع لجوء الآلاف إلى شمال شرق البلاد.
ورغم الجهود المبذولة، وصلت ملاجئ الطوارئ إلى طاقتها الاستيعابية القصوى؛ مما أجبر العائلات على النوم في العراء أو داخل سياراتهم تحت ظروف الشتاء القاسية.
القتال المستمر ألحق أضرارًا بالغة بالبنية التحتية الأساسية؛ ما أدى إلى تعطيل المساعدات الإنسانية وزيادة معاناة السكان. الوضع على الأرض يتسم بتصعيد عسكري متسارع يزيد من تعقيد الأزمة.
كما أن هذه التطورات الميدانية تؤدي إلى تفاقم التوترات الأمنية في المنطقة؛ مما يجعل من الصعب تحقيق استقرار طويل الأمد.
نقص حاد في الموارد الأساسية
النازحون الذين تركوا منازلهم في مناطق القتال يعانون من نقص حاد في الموارد الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية تحذر من كارثة إنسانية وشيكة ما لم يتم توفير الدعم الدولي بشكل عاجل. التحديات اللوجستية، بما في ذلك الطرق المتضررة وانعدام الأمن، تزيد من صعوبة إيصال المساعدات إلى المحتاجين.
تعقيد الأوضاع وغياب بوادر الحل
وبدوره، أكد مسؤول في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن النزوح في سوريا يشهد تصاعدًا مقلقًا بسبب استمرار القتال وتجدد الصراع العسكري في عدة مناطق، مشيرًا أن أكثر من 370 ألف شخص نزحوا مؤخرًا، معظمهم من النساء والأطفال.
وأضاف: أن العديد من النازحين يواجهون أوضاعًا مأساوية في ظل نقص المساعدات ووصول ملاجئ الطوارئ إلى طاقتها القصوى.
وشدد على أن الحلول الإنسانية تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا للحد من معاناة المتضررين وتأمين الاحتياجات الأساسية في هذا الشتاء القاسي.
وقال المحلل السياسي السوري سلمان شيب: إن التوترات السياسية والعسكرية تزيد من تعقيد الأوضاع، مع غياب أي بوادر لحل سلمي قريب، ما يجري يعكس استمرار المأساة السورية التي أودت بحياة الملايين وشردت الملايين الآخرين على مدار أكثر من عقد.
وأضاف: أن الوضع الحالي يتطلب استجابة إنسانية عاجلة وشاملة لاحتواء الأزمة ومنع تفاقم معاناة السكان، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء واشتداد الحاجة إلى الإغاثة.