اليمن.. ميليشيا الحوثي تستغل الهدنة في تجنيد الأطفال وتسليحهم
تستغل ميليشيا الحوثي الهدنة في تجنيد الأطفال وتسليحهم
بعد محاولات وجهود دولية وافقت الأطراف المتحاربة في اليمن على تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهرين آخرين، وسط آمال شعبية أن تجلب الهدنة بعض الراحة لبلد أنهكته الحرب والمجاعة، لكن مراقبين يؤكدون أن الحوثيين يستخدمون السلام لإعادة تجميع صفوفهم، وتجنيد العديد من الشباب والأطفال ودعم الصفوف وزيادة القوة العسكرية.
أسوأ كارثة إنسانية
وكشف تحقيق مطول نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، مدى استغلال جماعة الحوثي للهدنة لإعادة ترتيب صفوفهم وتعزيز ميليشياتها المسلحة بمجندين جدد معظمهم من الأطفال والصبية، مؤكدة أن وقف القتال الذي ترعاه الأمم المتحدة والتمديد المتفق عليه هذا الأسبوع يعد أطول فترة راحة يشهدها اليمن في الصراع المستمر منذ سبع سنوات، وهو الصراع الذي جعل من اليمن أفقر دول المنطقة ويعرض شعبها حاليًا لـ أسوأ الكوارث الإنسانية على الإطلاق.
وبحسب الصحيفة فإن أكثر من 24 مليون شخص، أي ما يقرب من 80٪ من سكان البلاد، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 13 مليون طفل، حيث زعمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن الحرب أدت إلى ارتفاع عدد النساء اللاتي يتوفين أثناء الولادة إلى متوسط 12 في اليوم، وأن ستة مواليد يموتون كل ساعتين في النظام الصحي المدمر في البلاد.
ضغوط هائلة
من جانبه، يقول علي الجفري، عامل إغاثة يمني: "نحن نخوض حرباً على عدة جبهات، إننا نتعرض لضغوط هائلة، حيث تتوقع الأمم المتحدة حدوث مجاعة هذا العام، يختار اليمنيون العاديون بين تكاليف المعيشة الحيوية مثل الإيجار أو الطعام"، مضيفًا "عندما نتبرع للمخابز، ينخفض سعر الخبز، لذلك تعتبر هذه التبرعات حاسمة في مواجهة التضخم ومشاكل انهيار العملة، خاصة وأن الدولة تبحث الآن عن مصادر بديلة للحبوب".
بينما قالت سهير سعيد عمر، أخصائية طب الأسرة في عيادة المحوار في المكلا، وهي واحدة من المستشفيات المتعددة التي بناها الهلال الأحمر الإماراتي أو جددها:إن اليمن لا يمكن أن يتدبر أموره دون دعم دولي، مضيفة: "من غير المساعدات الخارجية لن تتمكن هذه العيادة من القيام بالعمل المهم الذي تقوم به، نحن ببساطة لا نستطيع التعايش بدونها، نحن محظوظون بالحصول على هذا الدعم، لكن العديد من اليمنيين الآخرين ليسوا كذلك".
تجنيد الأطفال
وفقًا للصحيفة، فقد نزح أكثر من 3 ملايين شخص من ديارهم منذ عام 2015 ؛ وتل 150 ألف شخص من المقاتلين والمدنيين، كما دفعت الحرب جيلاً من الأولاد إلى حياة العنف، يقول "باسم" أصبحت العائل الفعلي لعائلتي بعد مقتل والدي في كمين نصبه عناصر الميليشيات على جانب الطريق في شاحار بمحافظة حضرموت، وتركت المدرسة لإعالة والدتي وإخوتي الخمسة الصغار، وقال: "لقد كانت أيامًاصعبة للغاية، لم يخبرني أحد بما يجب أن أفعله، لذلك كان علي أن أعمل على حل الأمور ومع ترك والدي ديوناً فاقمت الأمور، وظل محصلي الديون يأتون بعد أيام فقط من وفاة والدي، لا توجد كلمات لشرح مدى خوفي"، مضيفًا "لم نشعر بالأمان إلا بمساعدة الجيش الإماراتي لنا بتحرير المنطقة، لأنه لم يمكن في مقدورنا قبلها حتى مغادرة منزلنا كنا نموت جوعًا، ولكن الآن الحياة مختلفة".
وأشارت الصحيفة إلى أن باسم أفضل حالًا من الأطفال الموجودي في المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثي، حيث يتم تجنيدهم إجباريًا، ففي محافظة الحديدة ، حيث يسيطر الحوثيون على 24 بلدة من أصل 26 بلدة، هناك 19500 طفل مسجلون في مخيمها الصيفي منهم 3000 لم يغادروا قط، كما أن الانتهاكات منتشرة، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 60 حالة اغتصاب منذ بدء معسكرات الحديدة في إبريل بينما توفي ما لا يقل عن 10 أطفال، إما أثناء التدريب أو في حوادث بالأسلحة.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف": إن أكثر من 10200 طفل قتلوا أو شوهوا في الصراع وجُند آلاف آخرون في القتال، وما يقدر بنحو 2 مليون طفل مشردون و2 مليون خارج المدرسة، مما يجعلهم أكثر عرضة للخطر.