خبير: دعوات الإخوان لمحاصرة السفارات المصرية محاولة لتدويل الأكاذيب واستغلال فجّ للقضية الفلسطينية
خبير: دعوات الإخوان لمحاصرة السفارات المصرية محاولة لتدويل الأكاذيب واستغلال فجّ للقضية الفلسطينية

في تصعيد جديد يعكس نهجها التحريضي المعروف، أطلقت جماعة الإخوان دعوات مشبوهة عبر منصاتها الإعلامية ومواقعها في الخارج، تدعو خلالها إلى تنظيم وقفات ومحاولات لمحاصرة السفارات المصرية في عدد من العواصم الأوروبية، مستغلة الزخم الإنساني تجاه القضية الفلسطينية، في محاولة لإحداث بلبلة وتشويه الموقف المصري الرسمي والشعبي.
وتحذر دوائر سياسية من أن تلك الدعوات لا علاقة لها بالدعم الحقيقي لأبناء الشعب الفلسطيني، وإنما تُستخدم كغطاء لتأجيج الرأي العام ضد الدولة المصرية، التي تواصل جهودها السياسية والإنسانية المكثفة لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، ورفض التهجير القسري لأهالي غزة.
وتأتي هذه المحاولات الإخوانية المتكررة، رغم أن مصر تُعد من أكبر الدول التي قدمت مساعدات إنسانية عاجلة للقطاع، وتفتح معبر رفح بشكل دائم لعبور المساعدات والجرحى والمصابين، وسط إشادة دولية بدورها المحوري في التهدئة والدعم المستمر.
وتؤكد مصادر مطلعة، أن التنظيم يستهدف من وراء هذه التحركات خلق صورة وهمية عن غضب شعبي غير موجود، والتأثير على علاقات مصر الدولية، متجاهلاً أن السفارات المصرية تُعد ممثلاً رسميًا لدولة طالما كانت في الصفوف الأمامية لدعم الحقوق الفلسطينية.
ويرى مراقبون، أن هذه الدعوات، وإن بدت في ظاهرها متعاطفة مع القضية، إلا أنها تعكس الوجه الحقيقي للتنظيم الذي لا يتوانى عن استغلال المعاناة لتحقيق مكاسب سياسية أو خلق أزمات مفتعلة.
في المقابل، تتسع حملات التضامن الشعبية مع الجهود المصرية، حيث عبّر نشطاء ومواطنون فلسطينيون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن رفضهم القاطع لمحاولات التشويه، مؤكدين أن الدعم الحقيقي لا يكون من خلال الشعارات الجوفاء، بل عبر المواقف الصلبة والتحركات الواقعية، كما تفعل مصر منذ اندلاع العدوان.
قال الدكتور إبراهيم ربيع، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية: إن الدعوات التي تطلقها جماعة الإخوان الإرهابية لمحاصرة السفارات المصرية في الخارج، ليست سوى جزء من حملة ممنهجة لاستغلال القضية الفلسطينية وتدويل الأكاذيب ضد الدولة المصرية، مشددًا على أن هذه التحركات تكشف الإفلاس السياسي للتنظيم ومحاولته العودة للواجهة بأي وسيلة.
وأوضح ربيع، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن الجماعة تستخدم أدواتها الإعلامية في الخارج لتضليل الرأي العام وتقديم صورة مشوّهة عن موقف مصر، رغم أن القاهرة تقود منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة جهودًا إنسانية ودبلوماسية كبرى، ورفضت بوضوح مشاريع التهجير أو تصفية القضية.
وأضاف: أن الجماعة تحاول خلط الأوراق عبر الزج باسم مصر في مشاهد مفتعلة، وهي تعلم تمامًا أن السفارات المصرية تمثل صوت الدولة التي تحملت عبء الدفاع عن القضية الفلسطينية لسنوات، وفتحت حدودها للمساعدات والجرحى، وتحملت ما لا تتحمله دول أخرى.
وأكد ربيع، أن الهدف من هذه الدعوات ليس نصرة غزة كما يدّعون، بل التشويش على الجهود المصرية وتحقيق مكاسب إعلامية مؤقتة تخدم أجندات التنظيم ومن يدعمه، مشيرًا أن هذه التصرفات تكشف زيف شعارات الجماعة، التي لم تتوقف يومًا عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية لتبرير وجودها في المشهد.
واختتم بأن الجماعة، منذ نشأتها، تعتمد على إثارة الفوضى وتشويه مؤسسات الدولة، ومحاولاتها الحالية لن تُفضي إلا إلى مزيد من العزلة، خاصة بعد أن تكشف للرأي العام العربي والفلسطيني طبيعة تحركاتها الحقيقية.