بعد مراوغة قرداحي يعلن استقالته.. محللون: خطوة جديدة لفتح باب الحوار مع المملكة
أعلن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته
بعد تعنت استمر لأسابيع، ومحاولة لاستمرار الأخطاء، رضخ وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي للضغوط، وقرر تقديم استقالته، ظهر اليوم الجمعة.
تطورات جديدة
وقال وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، إن بلاده أمام تطورات جديدة بينها زيارة للرئيس الفرنسي إلى السعودية، والتي ربما تساعد في فتح حوارا مع المسؤولين بالمملكة.
وأضاف قرداحي، في مؤتمر صحفي، أجراه اليوم، لإعلان استقالته، أنه لم يقصد بكلامه عن حرب اليمن الإساءة لأي أحد كان.
وتابع قرداحي: إن بقاءه في الحكومة أصبح عبثيًا لأنه مطالب بالاستقالة من رئيسها وعدد من الوزراء فيها.
واسترسل قرداحي بالقول: "الحملات ضدي أزعجتني لأنها تسببت في تحميل شعب بكامله مسؤولية كلام قلته بمحبة".
فتح باب للتفاوض
وذكرت تقارير صحفية أن الاستقالة تأتي لفتح باب التفاوض قبيل الزيارة المقررة للرئيس الفرنسي ماكرون للسعودية في ظل الأزمة القائمة بين لبنان وبعض دول الخليج بعد تصريحات لقرداحي بشأن حرب اليمن، والتي اعتبرتها السعودية "مسيئة".
وقالت مصادر عدة: إن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي كان متمسكا بضرورة استقالة جورج قرداحي من منصبه كوزير للإعلام اللبناني، في ظل ما تسببت فيه تصريحاته من توتر كبير للعلاقات بين بيروت والرياض، كما أثارت موجة جدل سياسي داخلية كبيرة.
ويعيش لبنان على وقع أزمة تصريحات قرداحي التي تسببت في أزمة دبلوماسية مع السعودية ودول الخليج بعد مشاركته في برنامج حواري على منصة تابعة لشبكة الجزيرة أعرب فيه عن دعمه لجماعة الحوثي الانقلابية وتبريره للهجمات الإرهابية التي تشنها ضد المملكة وأدلى بحديث مسيء بحق الرياض.
وردا على تلك التصريحات استدعت السعودية سفيرها في بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقررت وقف كل الواردات اللبنانية إليها، في خطوة ما لبست دول خليجية أخرى في اتباعها تضامنا مع الرياض.
انتصار للسعودية
وأكد المحلل السياسي اللبناني نضال السبع، أن استقالة المدعو جورج قرداحي، تمثل أولى خطوات الانتصار السياسي للمملكة العربية السعودية في لبنان.
ولفت في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم، إلى أن: "السعودية تتجه في هذه الأثناء إلى تحقيق انتصار سياسي كبير في لبنان بعد استقالة جورج قرداحي".
وكشف: "من ساهم في هذه المعركة وأعلن موقفا سياسيا واضحا وصريحا إلى جانب المملكة فهو شريك في هذا الانتصار، ومن بقي متفرجا يترقب اتجاه الريح، فقط ظهر على حقيقته منافقا وهو من المهزومين".
أزمات لبنان
أكد المحلل السياسي السعودي يحيى التليدي، أن سيطرة ميليشيا حزب الله على مفاصل لبنان، هي السبب الرئيسي لكل ما تشهده البلاد من أزمات، لافتا إلى أن التخلص من حزب الله الطريق نحو استعادة الدولة اللبنانية.
وأشار في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم، إلى أنه: "لن تجدي محاولة تحريف الأزمة اللبنانية عن سببها الأساسي الذي هو هيمنة حزب الله الإيراني على الدولة اللبنانية".
واعتبر أن هذه السيطرة "السبب المباشر لكل ما يجري في لبنان وما سوى ذلك تفاصيل غير مهمة"، مشيرا إلى أنه "لا حل إلا باستعادة الدولة من يد الدويلة.. وذلك بالتأكيد ما لن يطرحه ماكرون في جولته الخليجية".