سكوب إمباير: تورط قطر في فضيحة تجسس للفوز بتنظيم مونديال 2022
كشفت صحيفة سكوب إمباير عن تورط قطر في فضيحة تجسس للفوز بتنظيم مونديال 2022
سلط موقع "سكوب إمباير"، اليوم الجمعة، الضوء على تقرير لوكالة أسوشيتد برس، والذي كشفت فيه الوكالة الأميركية عن فضيحة مدوية لقطر فى عالم الرياضة، حيث استخدمت الدوحة جواسيس لسنوات طويلة، شغلتهم في جمع المعلومات حول كبار مسؤولي كرة القدم، حتى تفوز الإمارة الخليجية باستضافة مونديال كأس العالم 2022.
وقال الموقع في تقريره: إنه منذ ما يقرب من أحد عشر عامًا، تم اختيار قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، والتي تعد واحدة من أعرق البطولات الرياضية في العالم، إن لم تكن أكثرها شهرة على الإطلاق، إلا أن أسوشيتد برس كشفت عن تقرير صادم بشأن قيام قطر باستخدام جواسيس لسنوات لجمع معلومات عن كبار مسؤولي كرة القدم، من أجل أن تصبح مضيفة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث تضمن التحقيق عدة مقابلات مع شركاء الدوحة المتهمين بارتكاب جرائم، والمساعدة في هذه المؤامرة.
واعتبر "سكوب إمباير" أن هذه المشكلة تثير قلق كبار المسؤولين في واشنطن، خصوصا وأن المتورطين فيها هم ضباط سابقون في الاستخبارات الأميركية، كما أنها ليست المرة الأولى التي يذهب فيها عملاء استخبارات أميركيون سابقون للعمل في دول أجنبية.
وأشار التقرير إلى أن نتائج أسوشيتد برس خلصت إلى أن قطر وظفت العميل السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، كيفن تشالكر، الذي تجسس على منافسي الدوحة في ملفات استضافة كأس العالم، كما أنه تورط في التجسس على مسؤولي كرة القدم المهمين في الفيفا في عام 2010.
واستند تحقيق أسوشيتد برس إلى سلسلة من المقابلات مع شركاء سابقين لتشالكر، بالإضافة إلى عقوده ورسائل البريد الإلكتروني ووثائق العمل التي عثروا عليها.
وبحسب التقرير، قال أحد المساعدين السابقين لتشالكر في أعمال التجسس لحساب قطر: "كان هذا كله جزءًا من جاذبيته، فهذا الرجل يبيع كل هؤلاء الشباب للأثرياء القطريين الذين يلعبون معه ألعاب تجسس".
وما زالت قطر تحاول إزاحة الاتهامات التي تحاصرها، حيث تزعم الدوحة أن كل هذه الأدلة ما هي إلا ادعاءات لإضعاف مكانة قطر في عالم الرياضة.
وكانت السجلات أظهرت أن العملاء الذين يعملون لصالح تشالكر ومشيخة الدوحة سعوا أيضًا للحصول على سجلات مكالمات هاتفية لمسؤول واحد على الأقل من كبار مسؤولي الفيفا، قبل تصويت عام 2010.
وقالت شركة تشالكر، التي حملت اسم "جلوبال ريسك ادفايزور"، في إحدى وثائق عام 2014 التي تصف مشروعًا تم تحديد ميزانيته الدنيا المقترحة بمبلغ 387 مليون دولار، تم إنفاقه على مدى تسع سنوات، وليس من الواضح المبلغ الذي دفعه القطريون للشركة في النهاية.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن النطاق الكامل لعمل تشالكر في قطر غير واضح، لافتة إلى مجموعة متنوعة من المشاريع التي اقترحها مستشارو المخاطر العالميون بين عامي 2014 و2017، والتي تظهر مقترحات لا تتعلق مباشرة بكأس العالم فقط.
وأوضح التقرير أنه كان من بينهم "Pickaxe"، الذي وعد بالتقاط "المعلومات الشخصية والقياسات الحيوية" للمهاجرين العاملين في قطر. وتم وصف مشروع يسمى "Falconeye" بأنه خطة لاستخدام الطائرات بدون طيار لتوفير مراقبة عمليات الموانئ والحدود، فضلاً عن "السيطرة على المراكز السكانية للعمال المهاجرين".
وبحسب التقرير، ازدهرت أعمال المراقبة الخاصة في العقد الماضي في الخليج العربي حيث شهدت المنطقة صعود حرب المعلومات باستخدام عمليات القرصنة التي ترعاها قطر، والتي تزامنت مع الاستعداد لكأس العالم.
ويقول شركاء تشالكر السابقون: إن شركاته قدمت مجموعة متنوعة من الخدمات إلى قطر بالإضافة إلى العمل الاستخباري. وتصنف شركة جلوبال ريسك ادفايزور نفسها على أنها "شركة استشارية إستراتيجية دولية متخصصة في الأمن السيبراني، والتدريب العسكري وإنفاذ القانون، والخدمات الاستشارية المستندة إلى المعلومات الاستخبارية" وقد فازت الشركات التابعة لها بعقود صغيرة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي لدورة تدريبية على الحبال وأعمال استشارية تقنية للجنة الوطنية الديمقراطية.
فيما استعرضت وكالة أسوشيتد برس مئات الصفحات من الوثائق من شركات تشالكر، بما في ذلك تقرير تحديث المشروع لعام 2013 الذي يحتوي على عدة صور لاجتماع فريق عمل تشالكر مع العديد من مسؤولي كرة القدم.
وقدمت مصادر متعددة إمكانية وصول الوكالة إلى الوثائق، وقالت المصادر: إنهم منزعجون من عمل تشالكر في قطر، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم يخشون الانتقام.
وعمل تشالكر في وكالة المخابرات المركزية كضابط عمليات لمدة خمس سنوات قبل الذهاب للعمل في قطر، وفقًا لما ذكره زملاؤه السابقون. وعادة ما يعمل ضباط العمليات متخفين في محاولة للتجسس نيابة عن الولايات المتحدة. رفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق ولا تناقش عادة ضباطها السابقين.