تقارير حقوقية تكشف إعدامات نفذتها طالبان بحق الأفغان
كشفت تقارير عن إعدامات نفذتها حركة طالبان بحق الأفغان
رغم وعود حركة طالبان التي انتشرت مؤخرًا على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بشأن التسامح في أفغانستان، وتعهدات الحركة المتطرفة بعدم المس بأي موظف في الحكومة الأفغانية، أو أي من المواطنين الذين عملوا مع القوات الأجنبية، إلا أن الواقع كان مغايرًا تمامًا، في ظل ورود تقارير متتالية عن ممارسات انتقامية وإعدامات تنفذها الحركة على الأرض.
تقارير موثوقة
ومن جانبها، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيلية، اليوم الثلاثاء، إنها تلقت تقارير موثوقة بشأن وقوع انتهاكات خطيرة على يد حركة طالبان في أفغانستان، بما في ذلك عمليات إعدام للمدنيين خارج نطاق القضاء، إضافة إلى القيود التي تفرضها الحركة الإرهابية على النساء وعلى الاحتجاجات التي نددت بحكم الحركة.
وطالبت باشيلية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي يعقد حاليًا جلسة طارئة بناء على طلب باكستان ومنظمة التعاون الإسلامي، بوضع آلية لمراقبة تصرفات طالبان عن كثب.
النساء خط أحمر
وقالت المفوضة الأممية أمام المجتمعين في جنيف: "ستكون معاملة طالبان للنساء والفتيات خطا أحمر أساسيا".
وكانت سيطرة حركة طالبان المفاجِئة على أفغانستان هذا الشهر، بالتزامن مع بدء انسحاب القوات الأميركية وهروب رئيس البلاد أشرف غني، كفيلاً بإثارة اضطرابات فى أفغانستان، وسط حالة من الذعر والهروب الجماعي للأفغان من البلاد التي سقطت تحت سيطرة حركة إرهابية ومتطرفة.
فوضى الإجلاء
كما تشير التقارير إلى حالة من الفوضى في عمليات الإجلاء التي تقوم بها الدول الكبرى من أفغانستان، وفي هذا الصدد، قال مصدران دبلوماسيان، إنه من المتوقع أن يتعهد قادة دول مجموعة السبع الاقتصادية باتخاذ موقف موحد إزاء الاعتراف رسميا بحركة طالبان من عدمه أو فرض عقوبات عليها، وذلك خلال اجتماع افتراضي لبحث الوضع في أفغانستان، اليوم الثلاثاء.
وأضاف دبلوماسي أوروبي: "سيتفق قادة مجموعة السبع على تنسيق الموقف حول ما إذا كان سيتم الاعتراف بطالبان أو متى سيتم ذلك، وسيلتزمون بمواصلة العمل معا على نحو وثيق".
عقوبات أم اعتراف رسمي
وبحسب التقارير، فقد يلجأ زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وكندا واليابان إلى إمكانية إصدار اعتراف رسمي موحد بحركة طالبان وحكمها، أو قد يفرضون عقوبات على الحركة مجددا لدفعها إلى الامتثال للتعهدات باحترام حقوق المرأة والعلاقات الدولية.
ويعد الاعتراف خطوة سياسية تتخذها الدول ذات السيادة وتترتب عليها آثار مهمة، بما في ذلك السماح لطالبان بالحصول على المساعدات الخارجية التي كانت تعتمد عليها الحكومات الأفغانية السابقة.
أقوال طالبان وأفعالها
ويمكن الإشارة إلى هذا الوضع تحديدًا بما قاله رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الاثنين، الذي يرى أن حركة طالبان "سيُحكم عليها من خلال أفعالها، وليس أقوالها"، في إشارة إلى التناقض بين تصريحات الحركة وممارساتها على الأرض، وهو التحذير الذي جاء عشية قمة افتراضية لمجموعة الدول السبع يعتزم خلالها الرئيس الدوري للمجموعة دعوة حلفائه لزيادة "دعمهم للاجئين والمساعدات الإنسانية".
وقال البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني جونسون، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة الدول السبع، إنه "مع شركائنا وحلفائنا، سنواصل استخدام كل الوسائل الإنسانية والدبلوماسية لحماية حقوق الإنسان، والحفاظ على مكاسب العقدين الماضيين" في أفغانستان.
جهز نفسك للإعدام
وفي ظل تلك المداولات الدولية تأتي قصص مفزعة عن عمليات الإعدام في أفغانستان على يد حركة طالبان، وهو ما يفسر تدافع مواطني أفغانستان للهرب من الوضع وتمركزهم في المطار انتظارًا لعمليات الإجلاء، خشية انتقام حركة طالبان.
وكشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن 3 رسائل وجهتها الحركة إلى شاب أفغاني، كان شقيقه يعمل مترجمًا فوريًا للأميركيين، تتوعده بالموت القريب.
وبحسب الشبكة الأميركية، أكد عضو سابق في الجيش الأميركي عمل سابقا مع المترجم المذكور، محنة شقيقه هذه، موضحًا أن تلك الرسائل مجرد مثال واحد على حجم التهديد الذي تمارسه طالبان بشكل مباشر للأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة أو لأفراد عائلاتهم.
وجاء في الرسالة الأولى توجيه اتهام للرجل بتوفير الأمن لأخيه المترجم، ومطالبته بالمثول للمحاكمة، أما الرسالة الثانية فكانت إشعارا مكتوبا بخط اليد، بعدم حضور المتهم أمام جلسة الاستماع.
موتك قريب
وكان الوعيد في الرسالة الثالثة، التي تضمنت تبليغا بصدور الحكم بحقه غيابيا، بسبب تجاهل أمر استدعائه للمثول أمام المحكمة، وبالتالي الحكم عليه بالإعدام.
وقالت الحركة في رسالتها: إن قرارات المحكمة نهائية، وبالتالي لا يحق للمتهم الاعتراض، قائلة "اخترت هذا الطريق لنفسك وموتك قريب إن شاء الله".
وتؤكد هذه الواقعة حجم التناقض بين التصريحات التي تطلقها حركة طالبان أمام الإعلام وبين ما تمارسه من انتهاكات على الأرض بحق الأفغان، فعلى الرغم من وعود المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، بأن الحركة لن تسعى للانتقام من الجنود السابقين وأعضاء الحكومة بعد السيطرة على كابل، إلا أن عمليات الإعدام تتم بشكل مفزع.