بعد اختراقه وكشف الجرائم بِه.. اعتراف إيراني رسمي بانتهاكات سجن إيفين
اعترفت إيران بجرائم رجالها في السجون
معاناة وانتهاكات جسيمة تضج بها إيران، بمختلف مؤسساتها وجهاتها وسلطاتها، فلم يسلم منها النساء والأطفال وكبار السن، حتى وصلت للسجون التي تشهد جرائم مروعة ظلت مخفية ومحل إنكار حكومي لأعوام، إلى أن تمكنت مجموعة قراصنة من اختراق كاميرات سجن إيفين، أحد أفظع سجون طهران.
اختراق سجن إيفين
قبل أيام قليلة، أعلنت مجموعة القرصنة "عدالة علي" تمكنها من اختراق كاميرات أمن سجن إيفين، وأنها حصلت على صور وفيديوهات مروعة من الداخل، بهدف دعم الاحتجاجات والمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين.
ووصفت المجموعة السجن بأنه "وصمة عار" لإبراهيم رئيسي، موضحة أنها حصلت أيضا على صور من عنابر، وملفات السجناء السياسيين وبعض الوثائق السرية التي ستنشرها.
وأكدت أنها "سنواصل فضح القمع الذي يمارسه إبراهيم رئيسي والنظام على الشعب".
التعذيب في السجن الإيراني
بعد أن تمكنت مجموعة القرصنة "عدالة علي" من اختراق السجن، أرسلت عددا من الفيديوهات إلى قناة "إيران إنترناشيونال" التي نشرتها بشكل موسع لتفضح انتهاكات النظام الإيراني، في محاولة لإحداث انتفاضة دولية لدعمهم.
وأظهرت اللقطات المسربة أن السجناء يتعرضون للضرب على يد مسؤولي السجن، بالإضافة لصور مروعة لعددٍ من السجناء يحاولون الانتحار، وتفشي العنف والإكراه ضد النزلاء، تحت أعين المسؤولين الذين يتجاهلون ذلك.
وفي أحد مقاطع الفيديو الذي أرسلته مجموعة القرصنة "عدالة علي" إلى قناة "إيران إنترناشيونال" من كاميرات المراقبة في سجن إيفين، يظهر ضرب مسؤولي السجن أحد السجناء بطريقة مبرحة، يوم 20 مايو 2020.
ويتضمن الفيديو أن أحد ضباط الشرطة يضرب سجينا بشدة حتى يغمى عليه ويسقط على الأرض، وذلك أمام عدة ضباط آخرين، الذين يقومون بسحله لاحقا، إلى جزء آخر من السجن.
وفي مقطع فيديو آخر، سجل يوم 31 مارس 2021، يظهر تعدي ضباط الشرطة المتمركزين في سجن إيفين على سجين بالضرب على وجهه عدة مرات، بطريقة مهينة.
المؤلم أنه بسبب تلك الانتهاكات الجسيمة، حاول الكثيرون في السجن التخلص من حياتهم، مثلما أظهرت اللقطات التي نشرتها "إيران إنترناشيونال"، حيث حاول أحد السجناء الانتحار بتحطيم مرآة الحمام في محاولة منه لقطع شرايين ذراعه.
كما حاول عدد من السجناء نقل سجين حاول الانتحار، ومقاطع أخرى عن الوضع المتردي في السجن، حيث يظهر حراس السجن يتقاتلون فيما بينهم.
فيما أظهرت اللقطات السجناء متكدسين في زنازين من غرفة واحدة، ولا أحد منهم يرتدي كمامة.
اعتراف إيراني
تلك الجرائم المروعة التي تعرض لها ملايين السجناء داخل إيفين، أثارت جدلا ضخما في إيران وخارجها، لذلك خرج اليوم، محمد مهدي حاج محمدي، رئيس منظمة السجون الإيرانية، ليعترف بصحة الفيديوهات والصور المسربة من السجن عبر حسابه بموقع تويتر.
وفي اعترافه عن تلك الوقائع المروعة، أكد أنه يتحمل المسؤولية عن "هذه التصرفات غير المقبولة"، قائلا: "بخصوص صور سجن إيفين؛ أقبل المسؤولية عن هذه السلوكيات غير المقبولة والالتزام بمحاولة عدم تكرار مثل هذه الأحداث المأساوية والتعامل بجدية مع المخالفين"، دون تقديمه الاعتذار المباشر للسجناء أنفسهم.
بينما اعترض رواد "تويتر" على ذلك التعليق، حيث اعتبروا أن الاعتذار ليس كافيًا، وطالبوا بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في سجن "إيفين"، فيما نادى آخرون باستقالته.
بينما اعترض رواد "تويتر" على ذلك التعليق، حيث اعتبروا أن الاعتذار ليس كافيًا، وطالبوا بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في سجن "إيفين"، فيما نادى آخرون باستقالته.
سجن إيفين
يرجع السجن المروع إلى عام 1972، حيث شيد في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، ويقع عند سفوح جبال ألبرز، في البيت السابق للسيد ضياء الدين طباطبائي الذي خدم لفترة وجيزة في منصب رئيس الوزراء خلال 1920.
تضم باحة السجن ساحة مخصصة للإعدام وقاعة محكمة ثم قطاعات منفصلة للمجرمين العاديين والسجينات، ويتولاه الأمن التابع للشاه وجهاز المخابرات السافاك.
وتم توسعته في عام 1977 ليحتوي على أكثر من 1500 سجين، بما في ذلك 100 في زنازين انفرادية للسجناء السياسيين الأكثر أهمية، ويُشتهر باحتجازه للسجناء السياسيين، حيث يتواجد فيه مجموعة من سجناء الرأي العام قبل وبعد الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979، بالإضافة إلى عدد كبير من المثقفين في السجن، أطلق علية اسم "جامعة إيفين".
كما اشتهر السجن بعدة وقائع انتهاكات، حيث شهد مجزرة ضخمة عام 1988، على يد مديره الأسبق، أسد الله لاجوردي، ضد من وصفهم النظام حينها بالمرتدين، حيث تم إعدام آلاف المنتمين لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، بفتوى من المرشد الأعلى الخميني.