محلل سياسي فلسطيني: فشل المفاوضات يفاقم المجاعة في غزة والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك
محلل سياسي فلسطيني: فشل المفاوضات يفاقم المجاعة في غزة والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك

تشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدهورًا متسارعًا مع تفاقم أزمة الغذاء التي وصلت إلى حد المجاعة، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي، وفشل جولات المفاوضات الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل في التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية.
وبحسب تقارير منظمات أممية، فإن مئات الآلاف من سكان القطاع يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والدواء، فيما تحذر منظمات الإغاثة من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى كارثة غير مسبوقة في المنطقة.
وأكد برنامج الغذاء العالمي، أن المؤشرات الميدانية تؤكد دخول القطاع في مرحلة “الجوع الجماعي”، خصوصًا في شمال غزة، حيث لا تصل المساعدات بشكل كافٍ.
في السياق نفسه، أعربت الأمم المتحدة وعدد من العواصم الغربية والعربية عن قلق بالغ من الانهيار الإنساني، داعية الأطراف إلى تحمّل مسؤولياتها ووقف استهداف المدنيين.
وأشارت تقارير دبلوماسية، أن ضغوطًا دولية تُمارس على كل من تل أبيب وحماس لاستئناف المحادثات، غير أن الخلافات العميقة حول شروط وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حالت دون التوصل إلى تقدم ملموس.
ويرى مراقبون، أن استمرار الجمود السياسي والعسكري مع تردي الأوضاع المعيشية قد يقود إلى انفجار إنساني وأمني واسع، ما يهدد بامتداد تداعيات الأزمة إلى خارج حدود غزة، ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار صعب لإنقاذ ملايين المدنيين من المجاعة والدمار.
وحذّر المحلل السياسي الفلسطيني د. سامي العلي من خطورة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة بعد فشل جولات التفاوض الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل، مؤكدًا أن استمرار العدوان الإسرائيلي وغياب أي أفق سياسي يزيد من معاناة المدنيين الذين يواجهون خطر المجاعة ونقص الدواء والمياه.
وقال العلي -في تصريحات للعرب مباشر -: إن ما يجري في غزة اليوم يمثل "كارثة إنسانية غير مسبوقة" تهدد حياة أكثر من مليوني مواطن، مشيرًا أن تقارير المنظمات الدولية تؤكد دخول القطاع في مرحلة الجوع الجماعي، خاصة في المناطق الشمالية التي لا تصلها المساعدات الإنسانية.
وأضاف: أن فشل المفاوضات يعود إلى إصرار إسرائيل على فرض شروط مجحفة، ورفضها الالتزام بوقف إطلاق النار أو فتح ممرات إنسانية دائمة، وهو ما يجعل أي اتفاق بعيد المنال في الوقت الراهن.
وأوضح، أن حركة حماس بدورها ترى أن أي تفاوض دون ضمانات دولية ملزمة لن يحقق نتائج ملموسة.
وطالب العلي المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى انفجار إنساني وأمني يطال المنطقة بأكملها.