تميم يستجدي المجتمع الدولي لدعم طالبان.. هل فشلت مفاوضات الدوحة من أجل حليفتها الإرهابية؟

يستجدي أمير قطر تميم بن حمد آل ثان العالم من أجل دعمه حليفه الإرهابي طالبان

تميم يستجدي المجتمع الدولي لدعم طالبان.. هل فشلت مفاوضات الدوحة من أجل حليفتها الإرهابية؟
أمير قطر تميم بن حمد

تحاول قطر بكل ضراوة تمكين حركة طالبان الإرهابية من حكم أفغانستان بطريقة شرعية، عبر الانخراط في محادثات عديدة مع الدول البارزة، لتواجه فشلا ذريعا بسبب الرفض العالمي لها، ليخرج أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بتصريحات لاستجداء البلدان لتنفيذ ذلك الهدف، لتتمكن من استغلال الأوضاع في آسيا لصالحها.

استجداء أمير قطر

وفي محاولة لاستجداء العالم، خلال الجلسة الرئيسية بالاجتماع الاستثنائي لمجموعة العشرين بشأن أفغانستان المنعقد في العاصمة الإيطالية روما، حاول أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني جذب التعاطف العالمي مع الشعب الأفغاني؛ حيث استخدم اسم أفغانستان والتركيز على أزماتها، بما يصب في صالح طالبان.

وقال تميم بن حمد آل ثاني: إن بلاده حريصة على أن ينعم الشعب الأفغاني بالأمن والاستقرار، داعيا قادة مجموعة العشرين إلى انتهاج مقاربة عملية تجاه المسألة الأفغانية.

وأضاف: أن دولة قطر أسهمت في إقامة أكبر جسر جوي في التاريخ ساعد في إجلاء آلاف الأفراد والعائلات من الجنسيات المختلفة من أفغانستان، والمساهمة في إعادة تأهيل مطار كابول خلال 10 أيام.

وفي محاولة مريرة للحصول على الدعم الدولي لطالبان، طالب أمير قطر باتخاذ موقف دولي موحد والوصول إلى خارطة طريق لمسؤوليات وواجبات الحكومة الأفغانية المؤقتة.

وألصق الأمر بالمجتمع الدولي، حيث قال تميم إنه تقع عليه مسؤوليات جمة تجاه أفغانستان في صدارتها المساعدات الإنسانية والإغاثية، مجددا الدعوة إلى الحكومة الأفغانية المؤقتة لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وحماية حقوق الإنسان.

تكرار الفشل

وتأتي تلك التصريحات القطرية بعد عدة مباحثات أجرتها الدوحة مع عدد من المسؤولين لمختلف الأطراف الدولية الفاعلة، آخرها بالأمس مع الاتحاد الأوروبي، في محاولة لإكساب طالبان شرعية بأفغانستان، بالإضافة إلى إنجاح جهودها لصالحهم، خوفا من تكرار الفشل الذي وصلت له في عدة ملفات دولية.

كما تخشى قطر من فشل مباحثاتها تماما في ظل الرفض الدولي لإكساب طالبان الشرعية في أفغانستان، نظرا لتاريخها الأسود، وسياسات القمع والانتهاكات الجسيمة، ولكن تهدف قطر فقط لتمكينها لتكون موطئ قدم لها بآسيا وتحصد مكانة دولية بتلك الجهود.

وقبل يومين، استقبلت الدوحة وفدا أميركيا للقاء كبار ممثلي حركة طالبان الأفغانية في العاصمة القطرية، الدوحة، السبت والأحد، في أول اجتماع من نوعه منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان في نهاية أغسطس الماضي، وفقا لموقع "سي إن إن" الأميركي.

ونقل الموقع الأميركي عن مصدر بارز قوله: إن "هذا الاجتماع هو استمرار للالتزامات البراجماتية مع طالبان بشأن القضايا ذات الاهتمام الحيوي للولايات المتحدة"، مؤكدا أن اللقاء "لا يتعلق بمنح الاعتراف أو إضفاء الشرعية، ما زلنا واضحين في أن أي شرعية يجب أن تكتسب من خلال تصرفات طالبان".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستعطي الأولوية أيضا في اجتماع الدوحة بـ"إلزام طالبان بعدم السماح للإرهابيين باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أمن الولايات المتحدة أو حلفائها"، ودفع طالبان "لاحترام حقوق جميع الأفغان، بمن فيهم النساء والفتيات، وتشكيل حكومة شاملة بدعم واسع".

كما أجرت قطر عدة اتصالات مع دول أخرى لمساندة طالبان، وتسهيل مهمتها في السيطرة ومساعدتها على أكمل وجه، وتمهيد الطريق أمامها وإجراء مفاوضات مع الدول الأخرى لتكون ذراعها بآسيا، حيث أعلنت وزيرة الخارجية الهولندية، سيغريد كاغ، في الدوحة أن بلادها قررت نقل سفارتها من كابول إلى العاصمة القطرية، بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويأتي ذلك، لرغبة قطر في الحصول على دور رئيسي في المحادثات مع طالبان، في ضمان سيطرة الحركة واستقطاب الأطراف المعادية لها للتمهيد من أجل إجراء محادثات لتحسين الأوضاع مستقبلا، وهو ما يصب في تحسين صورتها العالمية، وضمان مدخل وموطئ قدم لها بآسيا.