استراتيجية العزل: الخزانة الأمريكية تستهدف 500 كيان إيراني

الخزانة الأمريكية تستهدف 500 كيان إيراني

استراتيجية العزل: الخزانة الأمريكية تستهدف 500 كيان إيراني
صورة أرشيفية

في خطوة جديدة تعكس التوتر المتصاعد، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، بقيادة الوزيرة جانيت يلين، عن استهداف أكثر من 500 فرد وكيان مرتبطين بالأنشطة الإرهابية التي تُنسب إلى إيران ووكلائها، هذه الإجراءات، التي تأتي في سياق الجهود الأمريكية لمواجهة ما تصفه بـ"الأنشطة الخبيثة والمزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها طهران، تهدف إلى تعطيل قدرة إيران على تنفيذ عملياتها في المنطقة. 

وفي تصريحات لها، شددت يلين على أن العقوبات ليست مجرد رد فعل عابر، بل هي جزء من استراتيجية ممتدة منذ عام 2021، تهدف إلى الحد من تهديدات إيران للاستقرار في الشرق الأوسط، والتي قد تؤدي إلى تداعيات اقتصادية واسعة النطاق. 
 
*رد إيران* 

من جانبها، ردت إيران بلهجة تحذيرية شديدة النبرة، حيث نقلت وكالة "أنباء الطلبة" الإيرانية عن الرئيس إبراهيم رئيسي تصريحاته خلال لقائه بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكدًا أن أي تحرك يستهدف المصالح الإيرانية سيواجه برد قاس ومؤلم. وأضاف رئيسي أن إيران لن تتوانى عن اتخاذ إجراءات واسعة النطاق ردًا على أي اعتداءات. 

يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، وسط مخاوف من أن يؤدي الصراع إلى مزيد من الاضطرابات السياسية والاقتصادية، بعد أن أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ ضد إسرائيل رداً على الهجوم القاتل ضد القنصلية الإيرانية في سوريا في الأول من أبريل والذي ألقت طهران باللوم فيه على إسرائيل. 

وعلى صعيد آخر، يدرس مسؤولو الاتحاد الأوروبي أيضًا فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب الهجوم. 
 
*تحديًا معقدًا* 

من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران تمثل تحديًا معقدًا للسياسة الخارجية في المنطقة، من جهة، تسعى الولايات المتحدة للضغط على إيران للحد من أنشطتها التي تعتبرها مزعزعة للاستقرار، ومن جهة أخرى، تواجه إيران هذه الضغوط بمزيد من التحدي. 

وأضاف فهمي في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن العقوبات قد تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، خاصة مع الرد الإيراني وتحذيراتها المستمرة، مضيفًا أن هذا يعزز من احتمالية حدوث مواجهات عسكرية قد تكون لها تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي. 

وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن العقوبات تشكل ضغطًا اقتصاديًا على إيران، ولكنها تؤثر أيضًا على الاقتصادات المجاورة والعالمية من خلال اضطرابات سوق النفط والغاز، مضيفًا أن الولايات المتحدة تحاول عزل إيران وتقليل نفوذها، لكن هذا قد يدفع إيران نحو مزيدًا من تعزيز العلاقات مع قوى عالمية أخرى مثل روسيا والصين، مما يعقد الوضع الاستراتيجي العالمي. 

واختتم فهمي، يجب على الولايات المتحدة وإيران البحث عن قنوات دبلوماسية للحوار لتجنب التصعيد وإيجاد حلول سلمية تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة. 

في النهاية، يجب أن تكون السياسات الدولية متوازنة وتأخذ في الاعتبار التعقيدات الجيوسياسية والاقتصادية لضمان تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين.