حادث نيو أورليانز.. إرهاب دموي في الحي الفرنسي يكشف ثغرات أمنية خطيرة

حادث نيو أورليانز.. إرهاب دموي في الحي الفرنسي يكشف ثغرات أمنية خطيرة

حادث نيو أورليانز.. إرهاب دموي في الحي الفرنسي يكشف ثغرات أمنية خطيرة
حادث دهس في نيو أورلينز

شهدت مدينة نيو أورليانز الأميركية حادثًا إرهابيًا مروعًا يوم الأربعاء الماضي، عندما اقتحم سائق بشاحنة حشدًا من المحتفلين برأس السنة في الحي الفرنسي، أحد أبرز المناطق السياحية في المدينة.

أعقب الحادث إطلاق نار عشوائي؛ مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة العشرات، في مشهد أعاد للأذهان الهجمات الإرهابية التي استهدفت مناطق مكتظة بالمشاة في السنوات الأخيرة.

تفاصيل الهجوم


ذكرت شبكة "إيه بي سي" الأميركية، أن الحادث وقع في شارع بوربون المزدحم، حيث اقتحمت شاحنة صغيرة الحشد قبل أن يفتح قائدها النار على المارة، وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن الهجوم يعتبر "عملًا إرهابيًا".

وأفادت وسائل الإعلام المحلية، أن المشتبه به، شمس الدين جبار، أميركي يبلغ من العمر 42 عامًا من ولاية تكساس، قتل خلال مواجهة مع الشرطة، وبحسب التحقيقات، عثر على عبوتين ناسفتين في موقع الحادث، لكن خبراء المتفجرات تمكنوا من إبطال مفعولهما؛ مما يشير أن المهاجم ربما كان ينوي تنفيذ المزيد من الدمار.

المنفذ ودوافع الهجوم


كشفت التحقيقات، أن شمس الدين جبار كان يعمل كوكيل عقارات وخدم في الجيش الأميركي بين عامي 2007 و2015. وعلى الرغم من تسريحه بشكل مشرف، إلا أنه واجه صعوبات مالية وشخصية دفعته إلى التطرف، بحسب تقارير إعلامية.

في رسالة بالبريد الإلكتروني تعود إلى عام 2022، وصف جبار معاناته المالية وخسائر شركته العقارية؛ مما أظهر صورة لرجل تحت ضغط نفسي كبير، وأكد شقيقه أن المشتبه به كان مسلمًا لكنه رفض ربط أفعاله بالدين.

ثغرات أمنية في شارع بوربون


الهجوم كشف عن ثغرات أمنية خطيرة في منطقة الحي الفرنسي، التي لطالما اعتُبرت هدفًا محتملاً للهجمات الإرهابية، ووفقًا لتقارير محلية، كانت المدينة تعمل على استبدال الحواجز الأمنية القديمة بحواجز جديدة أكثر فعالية، لكن المشروع لم يكتمل بعد.

وتعرض الحاجز القديم في شارع بوربون للإزالة مؤخرًا، مما سهل دخول الشاحنة إلى المنطقة المكتظة، ورغم تخصيص 40 مليون دولار لخطة أمنية شاملة عام 2017، فإن الحادث أظهر الحاجة إلى تسريع تنفيذ هذه التدابير وتعزيزها بشكل فوري.

تداعيات الهجوم


الهجوم أثار حالة من الذعر والغضب في نيو أورليانز، وأعاد فتح النقاش حول تدابير الأمن في الأماكن العامة، رئيسة شرطة المدينة، آن كيركباتريك، وصفت الهجوم بأنه "عمل مدروس"، مشيرة أن المهاجم كان عازمًا على إلحاق أكبر قدر من الضرر.

من جانبه، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه يعمل على تحديد شركاء محتملين لجبار. ورغم عدم وجود دليل فوري على تورط تنظيم إرهابي دولي، فإن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد الدوافع والشبكات التي قد يكون المهاجم مرتبطًا بها.

انفجار سيارة تسلا يثير أسئلة إضافية


في تطور لافت، وقعت حادثة أخرى في لاس فيغاس بعد ساعات فقط من هجوم نيو أورليانز، حيث انفجرت سيارة تسلا سايبرترك خارج فندق ترامب؛ مما أسفر عن مقتل سائقها وإصابة سبعة آخرين.

وعلى الرغم من عدم وجود دليل يربط الحادثين بشكل مباشر، إلا أن السلطات الفيدرالية تحقق في إمكانية وجود علاقة بينهما.

حادث نيو أورليانز يسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه المدن الأميركية في حماية التجمعات العامة. الحادث يشير إلى ضرورة تعزيز التدابير الأمنية وسرعة تنفيذ المشاريع الأمنية العالقة لمنع تكرار مثل هذه الهجمات.

في ظل الأجواء المشحونة والتحديات المتزايدة، تبقى الأسئلة قائمة حول مدى فعالية الإجراءات الأمنية الحالية، ومدى قدرة السلطات على منع وقوع هجمات مماثلة في المستقبل.