تركيا تمهل إخوان اليمن فرصة أخيرة للخروج من أراضيها.. ومحلل يمني: لا وجود للجماعة الإرهابية
أمهلت تركيا إخوان اليمن علي مغادرة أراضيها
يواجه تنظيم الإخوان الإرهابي أزمات عديدة في الكثير من الدول والتي كانت ضمنها توجيه الضربة الجديدة من الحكومة التركية والتي أمهلت العناصر الإخوانية من اليمن المتواجدين في الأراضي التركية بترك البلاد في خلال شهر من الآن.
التهاوي السريع
وأثار التهاوي السريع لفروع تنظيم الإخوان في أكثر من قطر عربي، مخاوف وذعر قيادة التنظيم الدولي، ومع ما يحمله التنظيم الدولي من عداء تاريخي للوطن العربي والدول المناوئة للإرهاب مثل السعودية والإمارات ومصر وغيرها من الدول، يجد التنظيم اليوم في اليمن بما تمر به من ظروف، ساحة تعريض مواتية ومناسبة لضرب التحالف العربي الذي تقوده الدولتان وتعويض الخسائر التي مُني بها على امتداد الساحة الدولية والعربية.
مطلع العام 2015م أطلقت السعودية والإمارات حربا واسعة على جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، ونجحت في تحرير عدد من المحافظات اليمنية، وسارع عناصر الإخوان بالهروب إلى دول مختلفة وعلى رأسها تركيا.
ورغم التاريخ الأسود من العمالة الذي يُطارد جماعة الإخوان الإرهابية باليمن وبخاصة فيما يتعلق بخدمتهم لأجندات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ صعوده على كرسي الحكم داخل تركيا، إلا أن النهاية جاءت أيضا على يد تركيا والتي أمهلت تلك الجماعة فرصة أخيرة للخروج من أراضيها.
التخلي عن الإخوان
يقول عبدالكريم الانسي، المحلل السياسي اليمني: إن قيادات الإخوان عملت طيلة السنوات الماضية على مساعٍ عديدة لإدخال أردوغان لأراضي الجنوب بهدف تسهيل سيطرة التنظيم والرئيس على مدن وثروات الجنوب، وكان آخر الوقائع ما فعله القيادي الإخواني الإرهابي المدعو حميد الأحمر باعتباره مهندسا للتحركات التركية بعقده عدة اجتماعات مع قيادات أتراك من بينهم وزير الداخلية ونائبه ومستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي في محاولة لتنفيذ مُخطط تركيا بالجنوب.
وأضاف المحلل السياسي اليمني في تصريح لـ"العرب مباشر": أن تخلي أردوغان وتركيا عن تلك الجماعة في هذا التوقيت أمر ليس بغريب في ظل التقارب الذي تسعى إليه تركيا مع الدول العربية مثل الإمارات ومصر والسعودية، فوجود الإخوان على أراضيها أصبح من الخطر الكبير عن أي تحركات لتركيا.
ولفت المحلل اليمني أنه مؤخرا ظهرت حالة الذعر لإخوان اليمن جراء تسريبات تخص تحركات النظام التركي في إغلاق جميع الفضائيات الإخوانية اليمنية التي تبث من إسطنبول بالتزامن مع التضييق التركي حول رموز الإعلام الإخواني التابعين لجماعة الإخوان بمصر والهاربين إلى إسطنبول.
تحركات تركية
وتأتي التحركات مع رغبة أنقرة المتزايدة يومًا بعد يوم في التخلص من قيادات إخوان مصر المقيمين في تركيا بهدف التقارب مع مصر وإنجاح فكرة تطبيع العلاقات بين البلدين إلا أن أردوغان يجد وجود إخوان مصر بتركيا عائقا كبيرا وبخاصة عقب تورطهم في خدمته على حساب وطنهم عبر الهجوم المتكرر على الدولة المصرية ومؤسساتها ورئيسها وشعبها وجيشها، وفي السياق ذاته أكد مراقبون أن تركيا بصدد إصدار قرارات جديدة قد تسفر في النهاية عن وجود فروع تنظيم الإخوان وعلى رأسهم قيادات الإخوان المصريين واليمنيين داخل تركيا جراء ممارساتهم المشبوهة وتورطهم في دعم الإرهاب.
الرغبة التركية تأتي ليثبت أردوغان نواياه تجاه الرأي العام العالمي وللدول العربية الكبرى وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات بالتخلي عن نهج دعم تنظيم الإخوان في إثارة الفتن ضد شعوب المنطقة، بهدف إعادة بوصلة الاتزان لسياسة بلاده الخارجية.