اتفاق بايدن ونتنياهو.. كواليس التنسيق العسكري قبل الهجوم الإسرائيلي المحدود على إيران

اتفاق بايدن ونتنياهو.. كواليس التنسيق العسكري قبل الهجوم الإسرائيلي المحدود على إيران

اتفاق بايدن ونتنياهو.. كواليس التنسيق العسكري قبل الهجوم الإسرائيلي المحدود على إيران
نتنياهو

كشفت مصادر أمريكية، أن إسرائيل أكدت للإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، أن الهجوم الانتقامي المخطط ضد إيران لن يستهدف المنشآت النووية أو النفطية، وهو تعهد طالبت به واشنطن لتجنب تصعيد أكبر في الشرق الأوسط والحيلولة دون ارتفاع محتمل في أسعار النفط، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وقد جاءت هذه التعهدات خلال مكالمة هاتفية جمعت الرئيس بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى محادثات جرت في الأيام الأخيرة بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، وفقًا لما أفادت به المصادر.

أهداف عسكرية


وأوضحت المصادر، أن إسرائيل ألمحت إلى أن الهجوم المحتمل سيستهدف مواقع عسكرية أو استخباراتية، لكنها لم تقدم للولايات المتحدة قائمة محددة بالأهداف المستهدفة. هذا الهجوم يأتي كرد على إطلاق إيران 180 صاروخًا على إسرائيل في الأول من أكتوبر، ردًا على غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وصرحت حكومة نتنياهو - في بيان لها-: "نستمع لآراء الولايات المتحدة، ولكننا سنُتخذ قراراتنا النهائية بناءً على مصالحنا الوطنية".

وتابعت الصحيفة، أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل، المتوقع قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر، قد يشبه الهجوم الذي وقع في أبريل الماضي عندما استهدفت إسرائيل قاعدة عسكرية إيرانية بعد إطلاق طهران 300 صاروخ وطائرة بدون طيار على الأراضي الإسرائيلية، ولكن وفقًا لمحللين، قد يكون هذا الهجوم الإسرائيلي أكثر حدة واستهدافًا لمواقع غير متوقعة.

ومن جانبها، تسعى الإدارة الأمريكية إلى تقييد الهجوم الإسرائيلي لمنع نشوب حرب واسعة في الشرق الأوسط قد تؤدي إلى تدخل أكبر للقوات الأمريكية، وذلك قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ووصف ناثان ساكس، مدير مركز سياسات الشرق الأوسط في مؤسسة بروكينغز، قرار نتنياهو بأنه "مطمئن نوعًا ما للإدارة الأمريكية"، إلا أنه أضاف أن الرد الإسرائيلي من المرجح أن يهدف إلى إلحاق ضرر كبير بطهران.

وتابعت الصحيفة، أن بعض الصواريخ الإيرانية التي أطلقت في الأول من أكتوبر استهدفت مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، وتمكنت من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مما تسبب في أضرار طفيفة ولكن أثار مخاوف من أن هجومًا إيرانيًا آخر قد يكون أكثر فعالية.

ووفقًا لما قاله ساكس: "الهجوم الإيراني الأخير ألحق أضرارًا حقيقية، وإسرائيل مصممة على توضيح أن القواعد القديمة لا تزال سارية: يجب ألا تجرؤ إيران على ضرب إسرائيل مباشرة، عوضًا عن محاولة فرض قواعد جديدة من خلال ردود فعل متبادلة بين البلدين".

مخاوف اقتصادية


ارتفعت أسعار النفط بعد تصريح بايدن في وقت سابق من هذا الشهر بأن المسؤولين الأمريكيين يدرسون دعم ضربة إسرائيلية على منشآت النفط الإيرانية، وبعد يوم واحد، ظهر الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض لينصح إسرائيل بعدم مهاجمة المنشآت النفطية الإيرانية قائلاً: "لو كنت مكانهم، سأفكر في بدائل أخرى غير ضرب حقول النفط"، وذلك في 4 أكتوبر.
ويرى بعض المحللين أن على بايدن أن يتوخى الحذر بشأن وعود نتنياهو.

وصرح فرانك لوينشتاين، المسؤول السابق بوزارة الخارجية في إدارة أوباما، قائلاً: "هذه لن تكون المرة الأولى التي يقول فيها نتنياهو ما يريد بايدن سماعه، ثم يغير موقفه عندما يتعرض لضغوط من اليمين"، مضيفًا أن التيار المتشدد في الحكومة الإسرائيلية "لا يزال يدفع باتجاه الهجوم على المنشآت النووية أو على الأقل النفطية".

صفقة نتنياهو وبايدن


ويرى محللون، أن قرار الولايات المتحدة بنشر نظام الدفاع الصاروخي ثاد في إسرائيل يأتي بعد صفقة بين بايدن ونتنياهو تقضي بتعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تأثرت بشدة من وابل الصواريخ التي تطلق على إسرائيل من قبل إيران وحلفاءها مقابل تعزيز الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية.

وأعلنت الولايات المتحدة، يوم الأحد، عن نشر نظام دفاع صاروخي مخصص لإسقاط الصواريخ الباليستية في إسرائيل، ما يعد خطوة هامة في جهود واشنطن لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية، وذلك من خلال نشر جنود أمريكيين على الأراضي الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن يبدأ وصول نظام الدفاع الجوي "ثاد"، الذي تشغله القوات الأمريكية، خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى حوالي 100 جندي أمريكي لتشغيله.