صراع الاستخبارات يتصاعد.. كيف جندت إيران إسرائيلي وصديقته لتنفيذ عملية اغتيال؟

صراع الاستخبارات يتصاعد.. كيف جندت إيران إسرائيلي وصديقته لتنفيذ عملية اغتيال؟

صراع الاستخبارات يتصاعد.. كيف جندت إيران إسرائيلي وصديقته لتنفيذ عملية اغتيال؟
الجيش الإسرائيلي

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا مستمرًا في حدة التوترات، خاصة مع إعلان السلطات الإسرائيلية عن محاولات إيرانية جديدة لتجنيد مواطنين إسرائيليين لتنفيذ عمليات اغتيال داخل البلاد.

 هذا التطور يندرج ضمن سلسلة من العمليات التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، في ظل تصعيد كبير قد يؤدي إلى مواجهة إقليمية واسعة.

*تجنيد إسرائيليين*


كشفت السلطات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، عن عملية جديدة ضمن إطار ما وصفته بمحاولات إيران لتجنيد إسرائيليين للقيام بمهام أمنية خطيرة داخل الدولة. 

يأتي هذا الإعلان بعد أقل من شهر على اعتقال رجل أعمال إسرائيلي قيل إنه تم تجنيده من قبل إيران لتنفيذ اغتيالات، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفقًا لبيان مشترك صادر عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والشرطة، تم إلقاء القبض على فلاديسلاف فيكتورسون، وهو إسرائيلي يبلغ من العمر 30 عامًا من سكان رمات غان، بتهمة العمل لصالح المخابرات الإيرانية.

وقد تم تجنيده عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تواصل مع شخص إيراني يعرف بـ"ماري حوسي"، الذي يشتبه بأنه عميل استخباراتي.

*تفاصيل المهام*


بدأت العلاقة بين فلاديسلاف والشخص الإيراني في أغسطس/آب الماضي، حيث تم تكليفه بمهام مختلفة تضمنت أعمال تخريب مثل رش الكتابات التحريضية على الجدران، وتعليق لافتات سياسية، وحرق مركبات في تل أبيب. 

ومع تطور العلاقة، طُلب منه تنفيذ مهام أكثر خطورة، مثل تخريب بنية تحتية للاتصالات ومحاولة إشعال حرائق في الغابات.

وتشير التحقيقات إلى أن فيكتورسون كان يتلقى مقابل تلك المهام مبالغ مالية تجاوزت 5000 دولار، وكان على استعداد للمضي قدمًا في تنفيذ عمليات أكثر تعقيدًا. من بين تلك المهام، كان من المتوقع أن يقوم باغتيال شخصية إسرائيلية بارزة باستخدام بنادق قناصة، كما تم تزويده بتعليمات للحصول على قنابل يدوية ومسدسات.

*التجنيد عبر وسائل التواصل*


لم تكن هذه الأنشطة مقتصرة على فلاديسلاف وحده، بل كشفت التحقيقات أن صديقته آنا بيرنشتاين، البالغة من العمر 18 عامًا، كانت شريكة له في تنفيذ بعض هذه المهام التخريبية. وقد تم تجنيدها من قبل فيكتورسون للمساعدة في العديد من العمليات، مما يعزز المخاوف من أن تكون هناك شبكة أوسع تستهدف استقرار البلاد.

ما يثير القلق بشكل كبير هو أن هذه العمليات تأتي في وقت تعمل فيه أجهزة المخابرات الإيرانية على توسيع أنشطتها عبر الإنترنت.
يستغل العملاء الإيرانيون منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد الإسرائيليين للقيام بمهمات تبدو في ظاهرها بسيطة أو بريئة، مثل تعليق لافتات أو نشر شعارات معينة، لكنها قد تتحول إلى عمليات تخريبية تؤثر بشكل كبير على أمن الدولة.

ووفقًا للشاباك، فإن العديد من الإسرائيليين الذين تلقوا مثل هذه العروض عبر الإنترنت رفضوا التعاون، وأبلغوا السلطات المختصة، مما ساهم في إحباط عدة عمليات قبل أن تصل إلى مراحل متقدمة.

*توتر إقليمي*


تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد إقليمي ملحوظ، حيث شنت إيران، الأسبوع الماضي، هجومًا بالصواريخ الباليستية على إسرائيل، كرد على مقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني وحركة حماس وحزب الله اللبناني.

وقد تزايدت المخاوف من أن تؤدي هذه التوترات إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة تشمل العديد من الأطراف.

إسرائيل من جانبها توعدت برد قوي على هذه الهجمات، بينما هددت إيران بالرد على أي تصعيد إسرائيلي جديد.

 يُذكر أن إيران لم تصدر تعليقًا رسميًا حتى الآن بشأن محاولات التجنيد الأخيرة، لكن تظل هذه التطورات علامة على زيادة النشاط الاستخباراتي الإيراني في المنطقة.

من جانبهم يرى مراقبون، أن هذه العمليات المتكررة تُظهر أن إيران تعمل بشكل منهجي على زعزعة استقرار إسرائيل من الداخل، عبر تجنيد مواطنين لتنفيذ مهام خطيرة تتنوع بين التخريب والاغتيالات.

ويبدو أن هذه المحاولات ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع تعتمد على التوترات الإقليمية المتصاعدة، التي قد تجر المنطقة إلى مواجهات أعنف في المستقبل القريب.