حُرقوا أحياء.. النيران تلتهم نازحي غزة تحت قصف إسرائيلي

حُرقوا أحياء.. النيران تلتهم نازحي غزة تحت قصف إسرائيلي

حُرقوا أحياء.. النيران تلتهم نازحي غزة تحت قصف إسرائيلي
حرق النازحين

ما تزال مأساة الفلسطينيين في قطاع غزة تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث لم يعد لديهم الوقت للحزن أو التماس الأمان. وسط دمار الحرب وصوت الانفجارات، يمر سكان غزة بيوميات لا تترك لهم فرصة للتقاط الأنفاس، كما حدث اليوم في مدينة دير البلح، وسط القطاع، حيث استفاق السكان على مشهد نازحين يحترقون وسط رماد الخيام.

*قصف النازحين*

استهدفت غارة جوية إسرائيلية، ساحة مستشفى الأقصى، التي كانت تؤوي العشرات من النازحين، لتتحول الخيام التي كانت تؤمن لهم مأوى مؤقتًا إلى نيران تلتهم حياتهم.

 ورغم تأكيدات شهود العيان ووزارة الصحة الفلسطينية، بأن الهجوم استهدف مقر المستشفى، زعم الجيش الإسرائيلي أن الغارة كانت موجهة ضد مركز قيادة تابع لحركة حماس، كان يُعتقد وجوده داخل المستشفى.

أسفر الهجوم عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 40 آخرين، من بينهم نساء وأطفال، كما ذكرت وزارة الصحة. أصوات الانفجارات هزت المنطقة، وألسنة اللهب تصاعدت مع انتشار الحرائق في الخيام التي كانت تأوي هؤلاء المدنيين الأبرياء.

*يحترقون أحياء*

شهود العيان على هذه المأساة وصفوا المشهد المروّع قائلين: "كان الحريق سريعًا جدًا، وأحرق جميع الخيام. رأينا ثلاثة أشخاص على الأقل يحترقون أحياء، بالإضافة إلى عشرات الإصابات، ومئات العائلات التي كانت تركض وتصرخ بحثًا عن أطفالها.

وأضاف الشهود، أن فرق الدفاع المدني لم تتمكن من السيطرة على الحريق إلا بعد حوالي 40 دقيقة من اشتعاله، بعد أن كان قد حصد أرواح الأبرياء وحول الساحة إلى رماد.

وأظهر مقطع فيديو متداول على نطاق واسع حجم الكارثة، حيث بدا فيه شخص واحد على الأقل محترقًا على سرير، فيما علت أصوات الصراخ والنداءات الممزوجة بالخوف والألم من باقي المتواجدين في المكان.

*قصف مدرسة للنازحين*

لم تتوقف الغارات الإسرائيلية عند مستشفى الأقصى، ففي مساء الأحد، قُتل ما لا يقل عن 15 شخصًا وأصيب العشرات في قصف آخر استهدف مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، ووفقًا لما أعلنته فرق الدفاع المدني، فإن المدرسة كانت تضم نازحين لجأوا إليها هربًا من القصف المستمر.

ويتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بالاختباء في مباني المدارس والمستشفيات التي يلجأ إليها الآلاف من سكان غزة، وهي اتهامات تنفيها حماس بشدة. وتواصلت الاعتداءات التي استهدفت المدنيين الأبرياء في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.

*حصيلة الخسائر البشرية*

منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، قُتل آلاف الأطفال، وبلغت حصيلة القتلى في غزة، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، 42,227 شخصًا على الأقل.

 وبينما تتزايد الأعداد يومًا بعد يوم، تزداد معاناة المدنيين في ظل نقص حاد في المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية، الصور المروعة للقصف وللحرائق التي اشتعلت في مخيمات النازحين والمدارس تلخص الواقع الذي يعيشه سكان غزة. ومع استمرار التصعيد العسكري، تبقى حياة المدنيين تحت التهديد المستمر، وسط مطالب دولية بوقف العنف وإيجاد حلول سلمية للصراع.