ثاد الأمريكية: الدرع الجديد لإسرائيل ضد صواريخ إيران الباليستية
ثاد الأمريكية: الدرع الجديد لإسرائيل ضد صواريخ إيران الباليستية
تستعد إسرائيل لاستقبال مساعدة دفاعية أمريكية خاصة، تتمثل في منظومة الدفاع الجوي "ثاد" (Terminal High Altitude Area Defense) كجزء من استعداداتها لمواجهة أي تهديد إيراني محتمل.
هذه المنظومة المتطورة تُعتبر واحدة من أكثر الأنظمة الدفاعية فعالية في العالم، وهي مصممة خصيصًا لاعتراض الصواريخ الباليستية بكفاءة عالية.
*دعم أمريكي لتل أبيب*
مع تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن واشنطن وافقت على منح إسرائيل منظومة "ثاد" لأول مرة، في إطار التعاون العسكري بين البلدين. تعد هذه الخطوة جزءًا من الجهود الأمريكية لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية، وسط مخاوف متزايدة من احتمالات تعرض إسرائيل لهجمات بالصواريخ الباليستية من قبل إيران أو حلفائها في المنطقة.
هذا الإعلان جاء بعد سلسلة من المناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول التوترات الإقليمية، وخصوصًا بعد أن قامت واشنطن بتعزيز منظومة "ثاد" في كوريا الجنوبية لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية الصاروخية.
ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، فإن هذه المرة هي الأولى التي توافق فيها الولايات المتحدة على منح بطاريات من هذا النوع لإسرائيل، وهو ما يعتبر تحولًا هامًا في العلاقات العسكرية بين البلدين.
*"ثاد" صائد الصواريخ الباليستية*
تتميز منظومة "ثاد" بقدرتها على اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة، متوسطة، وبعيدة المدى على ارتفاعات تصل إلى 150 كيلومترًا، ومدى يصل إلى 200 كيلومتر. النظام مصمم خصيصًا لاعتراض الصواريخ سواء داخل أو خارج الغلاف الجوي، مما يمنحه ميزة غير مسبوقة في التصدي للتهديدات المختلفة.
تعمل منظومة "ثاد" على تدمير الصواريخ من خلال التصادم المباشر مع الهدف بدلاً من الاعتماد على الانفجارات التقليدية.
يتم توجيه الصاروخ الاعتراضي بدقة ليصطدم بالرأس الحربي للصاروخ المعادي، ما يؤدي إلى تدميره عبر الطاقة الحركية الناتجة عن هذا الاصطدام، دون الحاجة إلى تفجير رأس حربي آخر.
*مكونات منظومة "ثاد"*
تتكون منظومة "ثاد" من مجموعة من المكونات التي تعمل بشكل متكامل لاعتراض الصواريخ الباليستية بكفاءة عالية. أبرز هذه المكونات:
قاذفات متحركة:
مزودة بمنصات إطلاق عمودية يمكنها إطلاق ما يصل إلى 8 صواريخ اعتراض في المرة الواحدة. هذه القاذفات تتميز بمرونتها وقدرتها على التحرك السريع والتكيف مع مختلف التضاريس.
رادار AN/TPY-2:
يتميز هذا الرادار بقدرته الفائقة على اكتشاف وتتبع الصواريخ الباليستية منذ لحظة إطلاقها وحتى اعتراضها. قدرات الرادار في التتبع عالية الدقة تجعله مكونًا حيويًا في النظام، حيث يساعد على توجيه الصواريخ الاعتراضية بدقة نحو الهدف.
مركز إدارة المعركة:
يقوم هذا المركز بالتنسيق بين الرادار والصواريخ الاعتراضية. يتم توجيه كل صاروخ اعتراض بدقة نحو الهدف المعادي لضمان تحقيق الاعتراض المطلوب.
هذا التنسيق الدقيق بين مختلف مكونات النظام هو ما يجعل "ثاد" أحد أكثر الأنظمة الدفاعية تطورًا في العالم.
*المميزات الاستثنائية*
وفقًا لشركة "لوكهيد مارتن" المصنعة لمنظومة "ثاد"، فإن هذا النظام يتميز بعدة مزايا تجعل منه ركيزة أساسية للدفاعات الجوية في أي دولة تستخدمه، أولها التكامل مع أنظمة أخرى، يمكن لمنظومة "ثاد" أن تعمل بالتكامل مع أنظمة دفاعية أخرى مثل صواريخ PAC-3 MSE، مما يزيد من مرونتها وقدرتها على التعامل مع التهديدات المتعددة في ساحة المعركة.
بالإضافة إلى سجل نظيف في الاختبارات، حيث حققت المنظومة نجاحًا كبيرًا في الاختبارات الميدانية، حيث أظهرت قدرة فائقة على اعتراض الصواريخ الباليستية دون فشل. هذه النتائج المذهلة تزيد من الثقة في قدرة "ثاد" على حماية إسرائيل من أي تهديد صاروخي.
كذلك، القدرة على اعتراض تهديدات متعددة، وتتكون بطارية "ثاد" النموذجية من 9 قاذفات، ويمكنها حمل ما يصل إلى 72 صاروخ اعتراض، مما يمنحها القدرة على التعامل مع تهديدات متعددة في وقت واحد، هذا يجعل المنظومة مثالية لمواجهة الهجمات الصاروخية المكثفة التي قد تتعرض لها إسرائيل من قبل جهات معادية.
*أهمية المنظومة لإسرائيل*
في ظل التهديدات المتزايدة من قبل إيران وحلفائها، تُعتبر منظومة "ثاد" إضافة قوية للدفاعات الإسرائيلية. كما أن هذه الخطوة تشير إلى استمرار الدعم العسكري الأمريكي القوي لتل أبيب، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.
إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي لمواجهة التهديدات المتنوعة التي تتعرض لها، سواء من الصواريخ الباليستية أو غيرها من التهديدات الأمنية. مع وصول منظومة "ثاد"، تتوقع تل أبيب تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل كبير، ما يعزز من موقفها الاستراتيجي في المنطقة.