ما وراء الهجوم الإيراني على ناقلات النفط الدولية قُبالة سواحل عمان؟
تعرضت ناقلات النفط الدولية قُبالة سواحل عمان لهجمات إيرانية
ألقى البيت الأبيض والجيش الأميركي باللوم على إيران في هجوم على الناقلة التجارية "إم في باسيفيك زركون" قبالة سواحل عمان، وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان: إن الحطام "يكشف أن طائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه من سلسلة شاهد" أصابت السفينة، ووصفتها بأنها إيرانية الصنع.
وجاء في بيان القيادة المركزية أن "هذا الهجوم الجوي بدون طيار على سفينة مدنية في هذا المضيق البحري الخطير يظهر مرة أخرى الطبيعة المزعزعة للاستقرار للنشاط الإيراني الخبيث في المنطقة".
وأضافت أن عملية متعددة الأطراف استجابت للمشهد بقيادة سفينة البحرية الملكية البريطانية HMS لانكستر. واشتركت في العملية المدمرة الأميركية المزودة بصواريخ موجهة "يو إس إس سوليفان" وسفينة ساحلية دورية تابعة للبحرية الأميركية ومركبة دورية.
وصرح مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في وقت سابق أنه "عند مراجعة المعلومات المتاحة، نحن على ثقة من أن إيران من المحتمل أن تكون قد نفذت هذا الهجوم باستخدام طائرة بدون طيار".
أهداف إيرانية
قالت شركة Eastern Pacific Shipping التي تسيطر عليها إسرائيل: إن الناقلة تعرضت للقصف قبالة سواحل عمان يوم الثلاثاء الماضي، مما أدى إلى أضرار طفيفة في الهيكل دون وقوع إصابات أو انسكاب شحنة زيت الغاز، وألقى مسؤول إسرائيلي باللوم على إيران في الهجوم، وقال مسؤول إسرائيلي: إن إيران مسؤولة عن الهجوم باستخدام طائرة شاهد -136 بدون طيار من النوع الذي كانت تزود روسيا به لاستخدامه في أوكرانيا، بحسب ما ذكرته صحيفة "آرب ويكلي" الدولية الناطقة بالإنجليزية.
قال يعقوب السفياني، مدير مكتب عدن لمركز جنوب 24 للأخبار والدراسات: إن الهجوم على ناقلة النفط يخدم ثلاثة أهداف إيرانية. وتحاول إيران على الأرجح تخفيف الضغط الداخلي الناتج عن الاحتجاجات الشعبية المستمرة وصرف الأنظار عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قواتها ضد المواطنين. كما تسعى إلى إرسال رسالة إلى دول المنطقة والغرب مفادها أن أي دعم للانتفاضة سيُقابل بانقطاع في إمدادات الطاقة وتجارة النفط "، مضيفا أن الهدف الثالث هو "الضغط على الدول الغربية وسط مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني".
أذرع إيران
وبحسب الصحيفة الدولية، فقد ربط محللون يمنيون آخرون الهجوم بالوضع غير المستقر في اليمن نفسه، حيث وصف ماجد المذحجي، المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، استهداف الناقلة بأنه تطور "خطير" لأنه يأتي في سياق مفترق إقليمي شديد الحساسية ويهدد جهود تجديد الهدنة في اليمن التي انتهت في 2 أكتوبر، مضيفا أنه سواء كان الإيرانيون هم الذين نفذوا الهجوم مباشرة أو الحوثيون هم من فعلوا ذلك نيابة عنهم، فإن مصدر التهديد ونوعه هو نفسه، مشيرا إلى أنه "بغض النظر عما إذا كانت الطائرة المسيرة أطلقت من داخل بندر عباس أو من داخل صنعاء، فمن الواضح أن إيران وشبكة وكلائها قررت نقل الحرب إلى منطقة جغرافية جديدة. وهذا يمثل تهديدا للخطوط التجارية ".
وربط مذحجي الهجوم برغبة إيران ووكلائها الحوثيين في الاستفادة من اهتمام العالم بينما تركز على المنطقة مع انطلاق مونديال قطر يوم الأحد، "سيؤدي هذا إلى تغيير المناخ في المنطقة تمامًا".
تاريخ إرهابي
وشهدت مياه الخليج في السنوات الأخيرة هجمات على ناقلات جاءت في أوقات التوترات الإقليمية المتصاعدة مع إيران، وفي يوليو 2021، أصاب هجوم مشتبه به بطائرة بدون طيار ناقلة للمنتجات البترولية تديرها شركة إسرائيلية قبالة الساحل العماني. ونفت إيران الاتهامات بأنها مسؤولة، وبحسب موقع تتبع الشحن البحري MarineTraffic، فقد شُوهد الزركون الباسيفيكي آخِر مرة قبالة ساحل ليوا بسلطنة عمان صباح يوم الاثنين. وغادرت ميناء صحار العماني بعد ظهر يوم الاثنين وكانت وجهتها ميناء بوينس آيرس بالأرجنتين.
وقال المحلل العسكري اليمني وضاح العوبلي: إن عمليات الطائرات بدون طيار الإيرانية ركزت مؤخرًا على أهداف في بحر العرب، وخاصة موانئ النفط وناقلات النفط، مضيفا أن توقيت العملية يشير إلى أن الحوثيين نفذوا الهجوم ردًا على مصادرة الأسطول الخامس الأميركي مؤخرًا لسفينة شراعية تحمل شحنة متفجرات ضخمة من إيران.