عراقيون يكشفون مخطط "أردوغان" للتمدد التركي في شمال العراق
تسعى تركيا لإعادة إحياء أوهام التمدد الإمبراطوري أو ما يوصف بالعثمانية الجديدة، من خلال التمدد في المناطق العربية مثل سوريا وليبيا والعراق؛ إذ شنت تركيا في الآونة الأخيرة العديد من العمليات العسكرية في العراق كان أبرزها: درع الفرات، والمخلب- النمر، والمخلب- النسر، وغيرها من العمليات العسكرية التي استهدفت شمال العراق للقضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني كهدف معلن تسوقه تركيا لوقف عمليات الحزب التي تستهدفها انطلاقًا من العمق العراقي الذي يتخذ من مناطق جبال قنديل مقرات لها.
وتنوعت التدخلات التركية في شمال العراق والتي حملت أسماء العديد من العمليات التي لم تتوقف في عهود الحكومات التركية المتعاقبة منذ عام 1991، بل زادت وتيرتها منذ الاحتلال الأميركي للعراق والإطاحة بنظام صدام حسين والذي جعل من العراق ساحة للتجاذبات واختبار النفوذ بين القوى الدولية والإقليمية في مقدمتها إيران التي وظفت نفوذها الديني للتغلغل في العراق، وأضحت تمتلك أدوات ضغط داخل التركيبة الاقتصادية والسياسية في العراق.
مزاعم أردوغان
ويقول صالح بخات: إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسوق أسباب القيام بمثل تلك العمليات العسكرية داخل الأراضي العراقية بدعوى مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض للسياسة التركية؛ إذ ترى في توجهات الحزب طموحًا لقيام دولة كردية مستقلة في الجزء الجنوبي الشرقي المتاخم لحدودها مع العراق وسوريا.
وأوضح أنه لذلك تسعى تركيا إلى نقل المعركة مع المقاتلين الأكراد سواء في حزب العمال أو غيره إلى العراق وسوريا، كما تحاول الحد من توظيف المناطق التي يوجد فيها الأكراد باعتبارهم يشكلون تهديدا لأمنها القومي.
وتابع: "الأتراك تبنوا منذ عام 1991 الخيار العسكري للتعامل مع المشكلة الكردية، حيث إن نشر قوات الكوماندوز التركية عام 2020 سبقته عملية قصف مكثف بالمدفعية، وإن القوات التركية مهدت للتوغل البري بقصف أكثر من 150 هدفا للعمال الكردستاني في شمال العراق بالمدفعية وراجمات الصواريخ".
أطماع تركيا
فيما قال هوزان أحمد: إن تركيا لديها أطماع في العراق، وما يحدث حاليا من عمليات توغل بين فترة وأخرى رسائل واضحة في محاولة لاستغلال وضع العراق الداخلي من حالة استثنائية لفرض سياسة الأمر الواقع، معتبرا أن الوجود التركي من قواعد وعسكر انتهاك لسيادة البلاد.
وأضاف: "نتخوف أن تكون هذه بداية في شمال العراق مثلما فعلت في شمال سوريا، كما أن الواقع يؤكد انتهاكات الجيش التركي والميليشيات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين هناك واستخدامهم كدروع بشرية".
وتابع: "الأتراك لديهم عقدة تاريخية مع الأكراد، لا أعلم لماذا، حيث إن أردوغان بتطلعاته العثمانية الجديدة لا يمانع في قتل الأطفال والنساء من أجل تنفيذ مخططاته الشيطانية".
وتسببت معاناة الاقتصاد التركي من ركود في معظم القطاعات الأساسية بسبب السياسة الاقتصادية المعادية للتعددية السياسية والاقتصادية التي ينتهجها أردوغان؛ ما أدى إلى انخفاض قيمة الليرة التركية وفقدانها نحو 13% في فترة تقارب العامين، وارتفاع الديون الخارجية إلى نحو 444 مليار دولار، كما يشكل هذا الواقع ضغطًا على التمدد التركي في مناطق الجوار لاسيما في العراق، حتى وإن كانت بعض التحليلات ترى هذا التمدد هروبًا إلى الأمام من المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تواجه سياسة أردوغان التي أضحت مثيرة للمشكلات والاضطرابات في العديد من الدول والتي تمثل انتهاكًا لسيادتها وإخلالاً بقواعد القانون الدولي التي تدعو إلى حسن الجوار.
ويعني هذا أن التدخلات التركية السافرة في شمال العراق تعد إخلالًا بقواعد القانون الدولي وانتهاكًا للسيادة ومبادئ حسن الجوار، وتقويضًا للأمن والسلم الإقليمي، كما أن المشروع التركي يهدف إلى القضاء على الدولة الوطنية العربية، بحيث ينقسم العالم العربي إلى مقاطعات طائفية، تُسيطر على كل منها ميليشيا مسلحة.