إسرائيل تحت النار.. صواريخ حزب الله تدفع الملايين للملاجئ.. هل ينذر الصراع بحرب شاملة؟

إسرائيل تحت النار.. صواريخ حزب الله تدفع الملايين للملاجئ.. هل ينذر الصراع بحرب شاملة؟

إسرائيل تحت النار.. صواريخ حزب الله تدفع الملايين للملاجئ.. هل ينذر الصراع بحرب شاملة؟
الجيش الإسرائيلي

مع تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، باتت الملاجئ الإسرائيلية مكتظة بالمواطنين الذين هرعوا إليها مع انطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة. 


استهداف حزب الله لمناطق في وسط إسرائيل يعكس تحولًا في ديناميكيات الصراع؛ مما دفع تل أبيب إلى اتخاذ إجراءات عسكرية أكثر حدة.

*تصعيد حزب الله*


شهدت إسرائيل، يوم الاثنين، تصعيدًا كبيرًا في المواجهات مع حزب الله اللبناني، حيث أعلنت قوات الجيش الإسرائيلي، إن ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ إثر إطلاق صفارات الإنذار في وسط البلاد.

يأتي ذلك بعد إطلاق ثلاثة مقذوفات من لبنان باتجاه وسط إسرائيل، إلا أن الجيش الإسرائيلي أكد اعتراض هذه المقذوفات وأعلن عن إصابة إسرائيلي واحد بحروق شديدة.

في بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، تم التأكيد على أن مقاتلات إسرائيلية قصفت المنصة التي أطلقت منها المقذوفات الثلاثة في لبنان.

هذا التصعيد الأخير يعد من أكبر العمليات التي يقوم بها حزب الله في هذه المرحلة من الصراع، حيث أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هذا الهجوم على وسط إسرائيل قد يكون الأعمق منذ بدء المواجهات.

*حزب الله يستهدف مواقع عسكرية*


بالتزامن مع استهداف المقذوفات، أعلن حزب الله عن شن هجوم مدفعي على موقع للجيش الإسرائيلي في منطقة مسكفعام، بالإضافة إلى إطلاق رشقة صاروخية على تجمع لقوات الجيش في منطقة المنارة. 

هذه العمليات العسكرية تأتي كرد فعل على العمليات البرية الإسرائيلية التي بدأت منذ أسبوعين في جنوب لبنان.

وأفادت مصادر محلية، أن الهجوم الذي وقع الأحد بالقرب من مدينة بنيامينا أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة 61 آخرين، مما يجعله الهجوم الأكثر عنفًا الذي يشنه حزب الله منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية على جنوب لبنان.

*الرد الإسرائيلي المتوقَّع*


من جهته، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، برد قوي على هذه الهجمات، في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، لويد أوستن، أعرب غالانت عن استنكاره للهجوم الذي استهدف القاعدة العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستقوم برد حازم على حزب الله. 


وأوضح مكتب غالانت - في بيان- أن الوزير شدد على خطورة هذه الهجمات، وضرورة الرد القوي لتفادي المزيد من التصعيد.

وفي زيارته لقاعدة جولاني التي تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة من حزب الله، أكد غالانت على أن الحادث كان صعبًا وله عواقب مؤلمة، مشيرًا إلى أن التحقيق في التفاصيل واستخلاص الدروس سيتم بشكل سريع.

*تصعيد في بنيامينا*


من جهة أخرى، شهدت منطقة بنيامينا، الواقعة بالقرب من حيفا، هجومًا بطائرات مسيرة استهدف تجمعات للجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين بين الجنود إلى 67.

وفقًا لتقرير صادر عن خدمة الإسعاف الإسرائيلية، ما يزال أربعة جنود في حالة حرجة، فيما أُصيب خمسة آخرين بجروح خطيرة.

كما تم نقل 14 مصابًا بجروح متوسطة إلى عدة مستشفيات، من بينها مركز هيليل يافا الطبي في الخضيرة، ومستشفى سبأ في رمات غان، ومستشفى رامبام في حيفا.

هذا الهجوم يعد واحدًا من سلسلة هجمات متصاعدة تستهدف القوات الإسرائيلية في المناطق الحدودية، حيث يعتمد حزب الله بشكل متزايد على استخدام الطائرات المسيرة في عملياته العسكرية. 

ومن المتوقع أن يؤدي هذا التصعيد إلى تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة، حيث يتوقع المراقبون أن يتسع نطاق المواجهة ليشمل مناطق أخرى من لبنان وإسرائيل.

*الحرب الإقليمية على الأبواب؟*


هذه التطورات تأتي في سياق تصعيد إقليمي واسع يشمل إسرائيل، لبنان، وإيران، حيث تُظهر المعطيات أن حزب الله يسعى لتوسيع نطاق عملياته ليشمل مناطق أكثر داخل إسرائيل.

 وقد تزامن ذلك مع تقارير تفيد بأن إيران تستمر في تقديم الدعم اللوجستي والعسكري لحزب الله، مما يزيد من احتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة في حال استمرار التصعيد.

من جانبه، يرى د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن تصاعد الهجمات بين حزب الله وإسرائيل يعكس توازن قوى جديد في المنطقة، حيث أصبح حزب الله يتمتع بنفوذ أكبر داخل لبنان ويمتلك ترسانة عسكرية متقدمة تدعمها إيران.

وأكد فهمي في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن الهجمات الأخيرة على وسط إسرائيل تشير إلى تحول نوعي في استراتيجية حزب الله، الذي لم يعد يقتصر على استهداف المناطق الحدودية، بل يسعى لإيصال رسالة واضحة بأن قدراته تشمل العمق الإسرائيلي. 

وفقًا لـ فهمي، فإن هذا التصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة، خصوصًا في ظل الدعم الإيراني لحزب الله، والذي يعزز من فرص تصاعد التوترات الإقليمية، ويشير إلى أن التصعيد الحالي قد يكون محاولة من إيران لتوسيع نطاق المواجهة بعيدًا عن حدودها المباشرة.