حزب الله يضغط على الجيش اللبناني لفتح جبهة الجنوب

حزب الله يضغط على الجيش اللبناني لفتح جبهة الجنوب

حزب الله يضغط على الجيش اللبناني لفتح جبهة الجنوب
حزب الله

في تطورٍ يُنذر بانعطافة خطيرة في المشهد اللبناني، كشف مصدرٌ مسؤول لـ"العرب مباشر" أن حزب الله يمارس ضغوطًا غير مسبوقة على قيادة الجيش اللبناني لدفعها نحو مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، تحت ذريعة "الرد الوطني الموحد" على الانتهاكات الإسرائيلية المتكرّرة في الجنوب. وبحسب المعلومات، فإن الحزب يستخدم حادثة مقتل موظف بلدي قرب الحدود كذريعة لتوسيع رقعة المواجهة وإضفاء طابع رسمي عليها، عبر إشراك الجيش كمؤسسة دولة في الميدان.

 الخطوة، التي يصفها مراقبون بأنها رهان محفوف بالمخاطر، قد تنقل لبنان من حالة التوتر المزمن إلى مواجهة عسكرية شاملة لا تُعرف نتائجها.

تحركات حزب الله


المصدر المسؤول أوضح لـ"العرب مباشر"، أن اتصالاتٍ جرت، خلال الأيام الماضية، بين قيادات من حزب الله وضباط كبار في الجيش اللبناني، حملت رسائل مباشرة تطالب الجيش بـ"التحرك الميداني السريع" للرد على ما وصفه الحزب بـ"التوغلات الإسرائيلية المتكررة".

وأضاف المصدر، أن الحزب يرى أن الوقت لم يعد يحتمل التردد، وأن بقاء الجيش في موقع المراقب سيُفسَّر كضعف رسمي أمام إسرائيل، وأشار إلى أن حزب الله نقل إلى القيادة العسكرية معلومات ميدانية وخرائط تمركز إسرائيلية في بعض النقاط الحساسة، داعيًا إلى ردعٍ ميداني منسق.

وتابع المصدر، أن الحزب يستغل حالة الغضب الشعبي والضغط السياسي بعد حادثة مقتل الموظف البلدي لتبرير تحركاته، مؤكدًا أن الحزب يريد من الجيش أن يتقدّم بخطوة رمزية على الأقل لتأكيد وحدة الجبهة الوطنية.

 

اختبار سيادي صعب


وفي المقابل، كشفت مصادر عسكرية، أن قيادة الجيش تتعامل بحذر شديد مع هذه المطالب، خشية الانجرار إلى صدام مفتوح لا يملك لبنان مقوماته العسكرية أو الاقتصادية.

وأفادت المعلومات، أن اجتماعات مغلقة عقدت في اليرزة لمناقشة حدود التدخل المسموح، خصوصًا بعد توجيه رئيس الجمهورية جوزيف عون أوامر بالتعامل بحزم مع أي خرقٍ إسرائيلي جديد.

وتشير التحليلات إلى أن حزب الله يسعى من خلال هذه الضغوط إلى تحويل المعركة إلى معركة لبنانية وإضفاء طابع وطني رسمي على أي تصعيد مقبل، بما يُخفف عنه العبء السياسي والعسكري في حال اندلاع حرب أوسع. 

فالمعادلة التي يحاول الحزب ترسيخها هي: "الجيش درعٌ رسمي، والمقاومة الذراع الضاربة، وهي معادلة قد تُغيّر شكل العلاقة بين الدولة والحزب، وتضع لبنان أمام اختبار سيادي شديد الصعوبة".

تعليمات إيرانية


استراتيجيًا، يقرأ مراقبون الخطوة على أنها جزء من تحريك الجبهة الشمالية ضمن معادلة الردع الإقليمي التي يعتمدها حزب الله منذ بداية الحرب في غزة، ويضيف المصدر أن الحزب تلقّى تعليمات إيرانية بعدم ترك الساحة اللبنانية ساكنة، مع ضرورة إشراك الجيش لتوسيع الشرعية السياسية لأي رد مقبل.

ورغم الحذر المعلن من الجانب اللبناني الرسمي، فإن التحركات الميدانية للجيش في بعض النقاط الحدودية تُظهر، وفق المصدر، تجاوباً غير مباشر مع توجهات الحزب.

 ويبدو أن حزب الله يريد أن يوصل رسالة إلى تل أبيب بأن لبنان كله، وليس الحزب فقط، في حالة استنفار، لكن الخطر الأكبر، كما يحذّر مراقبون، يكمن في فقدان السيطرة على وتيرة التصعيد.

حزب الله يتوارى خلف الجيش


من جانبه، قال العميد الركن المتقاعد يعرب صخر، الباحث في شؤون الأمن القومي والاستراتيجية، في تصريحات لـ"العرب مباشر": إنّ الأجواء الحالية على الجبهة اللبنانية تُشبه إلى حد كبير تلك التي سبقت الحرب الماضية، سواء من حيث التحركات الدبلوماسية أو المكوكيات السياسية المكثّفة، خصوصًا من الجانب الأمريكي.

ورأى صخر، أنّ هذه الجهود، رغم نجاحها في "تليين المواقف"، لا يمكن الركون إليها، لأنها قد تكون ــ على حد تعبيره ــ غطاءً لمرحلة تمهيدية تسبق مواجهة جديدة. 

وأضاف: أن حزب الله يتوارى خلف الدولة اللبنانية ويدفع الجيش دفعاً إلى الواجهة ليقوم بما عجز هو عن فعله بعد توقيعه اتفاق نزع السلاح، مشيرًا أنّ الحزب يشتري الوقت ويدعم تعزيز قدرات الجيش لا بهدف حماية لبنان، بل لتوريطه في مواجهةٍ مع إسرائيل.

وختم بالقول: إنّ إسرائيل، من جانبها، ليست بصدد حرب برية شاملة، بل تعتمد تكتيك العمليات الخاصة والضغط السياسي لإجبار الدولة اللبنانية على كبح نفوذ حزب الله.