باكستان المتضرر الأول.. إرهاب طالبان في أفغانستان يشكل أكبر تهديد على دول الجوار
يشكل إرهاب طالبان في أفغانستان أكبر تهديد على دول الجوار
شهدت باكستان تصعيدا في هجمات المتشددين، ما أسفر عن مقتل أكثر من 450 شخصا، معظمهم من قوات الأمن، في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، فيما أدان المسؤولون أعمال العنف ووصفوها بـ "حوادث إرهابية منفردة".
إرهاب أفغاني
شبكة "فويس أوف أميركا" أكدت أن إسلام آباد تعزو عودة ظهور التشدد إلى سيطرة حركة طالبان على أفغانستان التي مزقتها الحرب، حيث لجأ إليها المسلحون المناهضون لباكستان واستمروا في توجيه الهجمات عَبْر الحدود من هناك، وأكد المسؤولون مقتل حوالَيْ 350 جنديًا وفردًا من وكالات إنفاذ القانون الأخرى في مئات الهجمات خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، فيما تبنت جماعة "طالبان باكستان" المحظورة، العديد من الهجمات.
وقال مسؤولون أمنيون إن ولاية خيبر بختونخوا الشمالية الغربية، المتاخمة لأفغانستان، شهدت أكبر عدد من هجمات حركة طالبان باكستان، ما أسفر عن مقتل 96 جنديًا وإصابة ما لا يقل عن 280 آخرين، فيما أكدت إدارة الشرطة الإقليمية مقتل 82 من أفراد الأمن.
خسائر كبرى
وبحسب الشبكة الأميركية، سقط باقي الضحايا خلال عام 2022 في أماكن أخرى من باكستان، إلى حد كبير في مقاطعة بلوشستان الجنوبية الغربية، حيث صعد متمردو البلوش من الكمائن القاتلة والهجمات بالأسلحة النارية ضد قوات الأمن حيث تقع المقاطعة الغنية بالموارد الطبيعية على حدود أفغانستان وإيران، كما واصلت قوات الأمن الباكستانية هجومها ضد المسلحين وزعمت قتل المئات منهم.
فيما نفى مسؤول عسكري باكستاني التلميحات بأن التشدد يتصاعد في بلاده، قائلاً إن جهود مكافحة الإرهاب نجحت خلال سنوات في تحقيق تحسن ملحوظ في الوضع الأمني بجميع أنحاء البلاد.
وأضاف المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، "بسبب الوضع الأمني الغريب في أفغانستان تم استخدام الأراضي الأفغانية كملاذ آمن للإرهابيين ضد باكستان، حيث وقعت حوادث متفرقة ومعزولة في المقاطعات المندمجة حديثًا، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال حصرها كما تصاعد عدد الحوادث الإرهابية، مقارنة مع حجم وخطورة الحوادث الإرهابية التي حدثت في الماضي".
وأكدت الشبكة الأميركية أن المجتمع المدني لا يزال متشككًا بشأن مزاعم طالبان بأنها تمنع بشكل فعال الجماعات الإرهابية من تهديد الدول الأخرى، وأثار تصاعد الأنشطة المتطرفة لحركة طالبان باكستان وعودة ظهور مقاتليها في بعض معاقلهم السابقة شمال غرب باكستان في الأسابيع الأخيرة رد فعل شعبي عنيف، حيث خرج آلاف السكان بشكل مستمر إلى الشوارع مطالبين السلطات باستعادة الأمن.