إسرائيل تطلب تدخل أمريكي في الحرب مع إيران.. وواشنطن تتحفظ ومخاوف من التورط 

إسرائيل تطلب تدخل أمريكي في الحرب مع إيران.. وواشنطن تتحفظ ومخاوف من التورط 

إسرائيل تطلب تدخل أمريكي في الحرب مع إيران.. وواشنطن تتحفظ ومخاوف من التورط 
قصف إيران

كشفت مصادر إسرائيلية عن مساعٍ مكثفة من تل أبيب لإقناع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانضمام إلى الحرب ضد إيران بهدف القضاء التام على برنامجها النووي. 

وأكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن هذه الدعوة جاءت في أعقاب هجمات إسرائيلية مكثفة استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية، تلتها ردود إيرانية عنيفة بإطلاق صواريخ باليستية على مدن إسرائيلية؛ مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة. 

هذا التقرير يستعرض التفاصيل الكاملة للمساعي الإسرائيلية، الموقف الأمريكي، والتداعيات المحتملة لهذا التصعيد.

 الهجمات المتبادلة


بدأت الأزمة فجر يوم الجمعة، 13 يونيو 2025، عندما شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية، بما في ذلك منشأة نطنز النووية ومقر وزارة الدفاع في طهران. 

أسفرت هذه الضربات عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين البارزين وعلماء نوويين، فضلاً عن خسائر بشرية تجاوزت 78 قتيلاً و320 جريحًا، وفقًا للسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة. 

ردت إيران مساء السبت، بإطلاق عدة موجات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مدن إسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب، حيفا، وإيلات؛ مما أسفر عن مقتل 10 إسرائيليين على الأقل وإصابة 210 آخرين.

في إحدى الحوادث البارزة، أصاب صاروخ إيراني منطقة رمات غان قرب تل أبيب، مخلفًا دمارًا كبيرًا في المباني السكنية والمركبات، كما أظهرت صور التقطتها وكالة فرانس برس جنودًا إسرائيليين يتفقدون موقع الإصابة. 

هذه الهجمات المتبادلة أثارت قلقًا دوليًا واسعًا، مع دعوات متكررة من قادة العالم لضبط النفس وتجنب الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة.

الدعوة الإسرائيلية لتدخل أمريكي

وفقًا لمصادر إسرائيلية تحدثت لموقع أكسيوس، طالبت إسرائيل إدارة ترامب خلال الـ48 ساعة الماضية بالانضمام إلى العمليات العسكرية ضد إيران، بهدف تدمير منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، التي تُعد إحدى الركائز الأساسية للبرنامج النووي الإيراني.

 تقع منشأة فوردو داخل جبل وتحت الأرض بعمق كبير؛ مما يجعلها عصية على الضربات الإسرائيلية التقليدية، حيث تفتقر إسرائيل إلى القنابل الخارقة للتحصينات (bunker buster bombs) والطائرات القاذفة الكبيرة اللازمة لتدميرها.

 في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة هذه القدرات، مع وجود أسلحتها ضمن نطاق الطيران من إيران.

وأكد مسؤول إسرائيلي، أن إسرائيل تُراهن على مشاركة أمريكية لضمان نجاح هدفها المتمثل في القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا أن بقاء منشأة فوردو فعالة بعد انتهاء العملية سيُعتبر فشلاً استراتيجيًا لإسرائيل.

 وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يشيل ليتر، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز يوم الجمعة: إن العملية بأكملها يجب أن تُكتمل بتدمير فوردو.

الموقف الأمريكي وتردد إدارة ترامب

وأكد الموقع الأمريكي، أنه على الرغم من الضغوط الإسرائيلية، أبدت إدارة ترامب حتى الآن تحفظًا واضحًا بشأن الانخراط المباشر في الصراع. 

نفى مسؤول في البيت الأبيض، يوم الجمعة، مزاعم إسرائيلية بأن الرئيس ترامب أبدى استعداده للانضمام إلى العملية، وأكد مسؤول أمريكي آخر يوم السبت، أن إسرائيل طلبت رسميًا من واشنطن المشاركة في الحرب، لكن الإدارة لم تتخذ قرارًا بعد ولا تدرس هذا الخيار حاليًا.

وأشار مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تفضل السعي إلى حل دبلوماسي، قائلاً: ما يحدث اليوم لا يمكن منعه، لكن لدينا القدرة على التفاوض للوصول إلى حل سلمي ناجح لهذا الصراع إذا كانت إيران مستعدة. 

أسرع طريق لتحقيق السلام بالنسبة لإيران هو التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية. 

كما شددت الإدارة الأمريكية على أن أي هجوم إيراني على أهداف أمريكية كرد على الضربات الإسرائيلية سيكون غير مشروع، في محاولة لتجنب التورط المباشر في الحرب.

التحديات الاستراتيجية لإسرائيل

تُعد منشأة فوردو رمزًا لتحديات إسرائيل في مواجهة البرنامج النووي الإيراني، حيث تم تصميمها لتحمل الضربات الجوية التقليدية.

 أشار مسؤولون إسرائيليون، أن فشل تدمير هذه المنشأة سيُضعف هدف العملية العسكرية، الذي يتمثل في منع إيران من الوصول إلى قدرات نووية عسكرية. 

وفي هذا السياق، كثفت إسرائيل اتصالاتها مع نظرائها الأمريكيين منذ بدء العملية، في محاولة لضمان دعم واشنطن العسكري.

ورغم نفي البيت الأبيض لأي اتفاق فوري، ألمح مصدر إسرائيلي إلى أن الولايات المتحدة تدرس الطلب الإسرائيلي، مع آمال في تل أبيب بأن يوافق ترامب على المشاركة، ولكن يبدو أن الولايات المتحدة ترفض التورط في هذه الحرب، حيث يفضل ترامب الدبلوماسية.

يُذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى مؤخرًا محادثة مع ترامب، حيث تم طرح فكرة التعاون العسكري، وفقًا لمسؤول إسرائيلي.

على الصعيد الداخلي، يواجه ترامب ضغوطًا متزايدة لتجنب توريط الولايات المتحدة في حرب جديدة بالشرق الأوسط، خاصة بعد تعهداته السابقة بتقليص الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

 ومع ذلك، فإن العلاقات الوثيقة بين إدارته وإسرائيل قد تدفع باتجاه دعم محدود، خاصة إذا تصاعدت الهجمات الإيرانية على إسرائيل.

يُمثل طلب إسرائيل من الولايات المتحدة الانضمام إلى الحرب ضد إيران نقطة تحول حاسمة في الصراع الإقليمي، حيث يُمكن أن يُعيد تشكيل التوازنات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، خصوصًا مع الهجمات المكثفة التي تطلقها إيران ضد إسرائيل.