تيار الخليج يقترب من الانهيار.. تحذير علمي من تجمّد أوروبا وتغيرات مناخية كارثية

تيار الخليج يقترب من الانهيار.. تحذير علمي من تجمّد أوروبا وتغيرات مناخية كارثية

تيار الخليج يقترب من الانهيار.. تحذير علمي من تجمّد أوروبا وتغيرات مناخية كارثية
تيار الخليج

في دراسة علمية جديدة أثارت قلقًا واسعًا، كشف علماء بريطانيون أن تيار الخليج، وهو أحد أهم التيارات المحيطية التي تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ أوروبا، يشهد ضعفًا مستمرًا منذ حوالي 300 عام، أي لمدة أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. 
ويحذر الخبراء من أن هذا التيار قد يكون على وشك الانهيار الكامل نتيجة التغيرات المناخية، ما قد يؤدي إلى تبعات كارثية تشمل تجمدًا شديدًا في أوروبا، يذكّر بمشاهد الفيلم الهوليوودي "اليوم التالي" (The Day After Tomorrow).

تيار الخليج ودوره الحيوي


وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن تيار الخليج هو تيار محيطي دافئ يبدأ رحلته من خليج المكسيك، حيث ينقل المياه السطحية الدافئة عبر مضيق فلوريدا وصولًا إلى ولاية كارولينا الشمالية، ثم يتجه شرقًا نحو شمال غرب أوروبا. 


يُعتبر هذا التيار جزءًا من نظام أوسع يُعرف باسم "الدوران المحيطي الأطلسي المريديوني" (AMOC)، والذي يُوصف بأنه "حزام ناقل المحيط". ينقل هذا النظام المياه الدافئة المالحة من المناطق الاستوائية إلى نصف الكرة الشمالي، مما يساهم في الحفاظ على مناخ معتدل في أوروبا والمملكة المتحدة والساحل الشرقي للولايات المتحدة، بحيث لا تكون المنطقة شديدة الحرارة أو البرودة.

اكتشافات جديدة تثير القلق


ووفقًا للدراسة التي قادها إدوارد فورمان من جامعة ساوثهامبتون وجيمس بالديني من جامعة دورهام، بدأ تيار الخليج في الضعف منذ حوالي 300 عام، أي قبل الثورة الصناعية التي شهدت إطلاقًا واسعًا لغازات الاحتباس الحراري.


وتُشير الدراسة إلى أن التيار تحرك شمالًا خلال تلك الفترة، وهي علامة على تباطؤ نظام الدوران المحيطي الأطلسي (AMOC). هذا الاكتشاف يعني أن النظام قد يكون أكثر حساسية للتغيرات المناخية مما كان يُعتقد سابقًا، مما يزيد من احتمالية اقترابه من "نقطة تحول" قد تؤدي إلى انهياره الكامل.

تبعات الانهيار المحتمل


في حال انهيار تيار الخليج ونظام الدوران المحيطي الأطلسي، ستكون التبعات كارثية. 


تُشير التوقعات إلى أن أوروبا الشمالية قد تشهد انخفاضًا في درجات الحرارة يصل إلى 15 درجة مئوية، مما يتسبب في شتاء قارس يشبه المشاهد الدرامية في فيلم "اليوم التالي"، حيث تجمدت نهر التايمز وغُطيت مباني البرلمان البريطاني بطبقات سميكة من الثلج. وفي الوقت نفسه، ستتغير أنماط هطول الأمطار في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية على جانبي خط الاستواء، مما قد يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وتغيرات جذرية في أنماط الطقس.


علاوة على ذلك، قد يؤدي ضعف الدوران المحيطي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر في حوض شمال الأطلسي بما يصل إلى 50 سنتيمترًا تقريبًا، نتيجة تراكم المياه على السواحل الشرقية التي كانت تُدفع سابقًا بعيدًا عن التيار السطحي المتجه شمالًا.


هذا الارتفاع قد يجبر السكان على طول السواحل على النزوح إلى المناطق الداخلية هربًا من الفيضانات. كما أن انخفاض هطول الأمطار في شمال الأطلسي قد يتسبب في جفاف شديد في مناطق لم تعتد على مثل هذه الظواهر.

أدلة من كهوف برمودا


استندت الدراسة إلى تحليل الهوابط (الصواعد) الموجودة في كهف ليمينغتون شمال شرق برمودا. 


وأكدت الصحيفة البريطانية، أن هذه التشكيلات المعدنية، التي تنمو ببطء عبر قطرات المياه المتساقطة من سقف الكهف، تحتفظ بسجلات كيميائية تعكس أنماط المناخ القديمة على مدى مئات أو حتى آلاف السنين. 


وأظهرت التحاليل أن درجات حرارة سطح البحر في برمودا انخفضت بشكل كبير بعد عام 1720 لأكثر من قرن، بينما سجلت المناطق الواقعة شمالًا على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية ارتفاعًا في درجات الحرارة، مما يشير إلى تحرك تيار الخليج شمالًا.


وأوضح الباحثون في مقال نشرته صحيفة "ذا كونفرسيشن" أن الطقس البارد يميل إلى أن يكون أكثر رياحًا، ما يؤدي إلى زيادة رذاذ البحر وارتفاع نسبة ملوحة المياه المتساقطة في الكهوف.


وقد مكّن تحليل الكيمياء لهذه الهوابط العلماء من إعادة بناء درجات حرارة سطح البحر في الماضي بشكل غير مباشر.

حساسية النظام وتغير المناخ


تثير هذه النتائج تساؤلات حول حساسية نظام الدوران المحيطي الأطلسي للتغيرات المناخية، خاصة أن بداية ضعفه تعود إلى عام 1720، قبل الثورة الصناعية وانتشار انبعاثات الوقود الأحفوري. 


ومع استمرار دول العالم في حرق الوقود الأحفوري في القرن الحادي والعشرين، يحذر العلماء من أن النظام قد يكون أقرب إلى نقطة تحول مما كان متوقعًا. وتشير نماذج مناخية إلى أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية فوق 1.5 درجة مئوية خلال السنوات القليلة المقبلة قد يؤدي إلى مزيد من الضعف في الدوران المحيطي، وربما انهياره بالكامل خلال هذا القرن.