كيف تقف الإمارات بالمرصاد ضد خطط نتنياهو لإعادة احتلال غزة؟

تقف الإمارات بالمرصاد ضد خطط نتنياهو لإعادة احتلال غزة

كيف تقف الإمارات بالمرصاد ضد خطط نتنياهو لإعادة احتلال غزة؟
صورة أرشيفية

تقف دولة الإمارات العربية المتحدة بالمرصاد ضد أيّ مخططات إسرائيلية لاحتلال قطاع غزة بعد انتهاء حربها على حماس، وهو ما كشفه 3 دبلوماسيين غربيون أن مخططات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتلال غزة عسكريا يواجهها الرفض الإماراتي وذلك بتمويل إعادة إعمار القطاع إلا في حال إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما ظهر بوضوح في تصريحات لانا نسيبة سفيرة الإمارات في مجلس الأمن، حسبما كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

إسرائيل تستعد لإعادة احتلال غزة

وكشف دبلوماسيون غربيون النقاب عن أنّ إسرائيل تهيئ الظروف لقيام جيش الاحتلال بإعادة احتلال غزة بعد الحرب، حسبما قال ثلاثة دبلوماسيين غربيين كبار لمجلّة (تايمز أوف إسرائيل)، واعترف الدبلوماسيون، واثنان منهم سفيران، برغبة إسرائيل المعلنة في تجنّب مثل هذا السيناريو، لكنّهم أوضحوا أنّ رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة، وفشله في تقديم بدائل واقعية، وتأكيد الكيان أنّ إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية الشاملة على القطاع، تثني الجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية عن التعاون مع الجهود الأميركية لإعادة إعمار القطاع بعد الحرب.

وقال أحد الدبلوماسيين الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "في ظلّ هذه الظروف، لا أرى سيناريو أكثر ترجيحًا".

وتابع: "سنعمل على منع إعادة احتلال غزة، ولكن لا يوجد أيّ متطوعين للحكم هناك غير السلطة الفلسطينية، التي تصر الحكومة الإسرائيلية الحالية على إضعافها، فإلى أين يقودنا ذلك؟"، وتساءل دبلوماسي ثانٍ مسلطًا الضوء على القرار الذي اتخذته الحكومة في الشهر الماضي بحجب مئات الملايين من عائدات الضرائب عن رام الله؛ ما حرم السلطة الفلسطينية، التي تعاني بالفعل من ضائقة مالية، من الأموال التي هي في أمسّ الحاجة إليها.

واتفق الدبلوماسي الثالث مع هذه التوقعات، لكنه تكهن بأنّ إسرائيل يمكن أنْ تغير مسارها في نهاية المطاف، كما فعلت بعد احتلال جنوب لبنان لمدة 18 عامًا، وسحبت الحكومة قواتها في عام 2000 وسط تراجع الدعم الشعبي للعملية التي أودت بحياة المئات من الجنود الإسرائيليين هناك.

معارضة غربية 

وقالت المجلّة الإسرائيليّة: "كشفت تعليقات الدبلوماسيين الغربيين عن النظرة السائدة في العديد من الدول التي تواصل دعم العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حماس، ولكنها تعارض بشكل متزايد خطط نتنياهو لغزة بعد الحرب، كما كشفت هذه التصريحات عن النفوذ المحدود الذي تعتقد بعض الحكومات الأكثر هيمنةً في العالم أنها تتمتع به حاليًا على إسرائيل بعد 7 أكتوبر".

في الأشهر التي تلت هجوم حماس أصر نتنياهو على أن إسرائيل ستحافظ على "السيطرة الأمنية الشاملة" على القطاع بعد الحرب من أجل ضمان عدم حدوث هجوم مماثل مرة أخرى.

وتسود وجهة النظر هذه بين القيادة الإسرائيلية، حيث قال وزير الحرب غالانت: "سنفرض سيطرة أمنية كاملة، بما في ذلك الاستيلاء على الأراضي للسماح بمواصلة الجهود العملياتية".

منطقة عسكرية عازلة

كما أعلن القادة الإسرائيليون أيضًا أنه بالإضافة إلى إنشاء منطقة عسكرية عازلة داخل غزة، سيدخل الجيش أيضًا إلى القطاع حسب الحاجة من أجل تحييد التهديدات.

وقد شبه المسؤولون الإسرائيليون سرًا الوضع المستقبلي الذي يتصورونه لغزة بوضع المنطقة B في الضفة الغربية، حيث تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية دون تولي مسؤولية الخدمات المدنية للفلسطينيين.

وقال أحد الدبلوماسيين: "لن توافق أيّ قوّةٍ عربيّةٍ على دخول غزة في مثل هذه الظروف"، وأضاف أنّ هذا الانهيار في المسؤولية هو ما أدى إلى فقدان شعبية السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وبالتالي لا يمكن توقع عودة عباس إلى غزة بصيغة مماثلة.

رفض فلسطيني 

وفعلاً، قال أحد كبار مساعدي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتايمز أوف إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر: إنّ السلطة الفلسطينية لن توافق على العودة إلى غزة، ما لم يتم الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وما لم تكن هذه الخطوة جزءًا من مبادرة أوسع تهدف إلى تحقيق حل الدولتين في نهاية المطاف.

لكنّ نتنياهو رفض كلا الشرطين، قائلاً مرارًا وتكرارًا إنّه لن يسمح لغزة بأنْ تصبح "فتحستان"، في إشارة إلى حركة "فتح" التي يقودها عباس، وأعلن أنّه فخور لمنعه إقامة دولة فلسطينية.

وكان الوزير غانتس أكثر تحديدًا، حيث قال: إنّ على إسرائيل "تحديد مصادر محلية لتتولى قضايا الصرف الصحي والأدوية والقضايا المدنية بدعم من الدول العربية المعتدلة".

لكن الإمارات اشترطت تقديمها الدعم المالي والسياسي لإعادة إعمار غزة بعد الحرب على إحراز تقدم في المبادرة التي تدعمها واشنطن نحو تحقيق حل الدولتين.

معارضة أميركية

من جانبها، قالت واشنطن: إنّ معارضة إعادة احتلال غزة وتقليص مساحة أراضي القطاع من خلال إنشاء منطقة عازلة هي بين "مبادئها الخمسة" في التعامل مع غزة في مرحلة ما بعد الحرب. ومع ذلك، أقر مساعدو بايدن بأنه سيتعيّن على الجيش الإسرائيلي الحفاظ على وجود أمني في غزة لفترة أولية بعد الحرب.

وتريد الولايات المتحدة أنْ تبدأ هذه الفترة الانتقالية في غضون أسابيع، ويضغط مسؤولو إدارة بايدن على إسرائيل للانتقال من العمليات العسكرية العالية الشدة إلى قتال أخفّ في غزة، لكنّ إسرائيل تعتقد أنّ هذه الفترة الانتقالية يمكن أنْ تستمر لسنوات.

"لقد كانت واشنطن بألمانيا لعدة سنوات، وكانت باليابان لعدة سنوات، واليوم ألمانيا واليابان هما من أقوى حلفائكما. هذا هو التغيير الذي يجب أنْ نحدثه مع الفلسطينيين"، قال وزير الشؤون الإستراتيجيّة الإسرائيليّ رون ديرمر، وردًا على سؤال عن تعليقات ديرمر، قال أحد كبار الدبلوماسيين الغربيين: "هذا يبدو لي كاحتلالٍ لغزة".