طابع هجومي وأكثر عنفًا.. كيف يستعد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد لاستئناف حرب غزة؟
طابع هجومي وأكثر عنفًا.. كيف يستعد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد لاستئناف حرب غزة؟

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أسابيع عدة جلسة تقييم أمني في مقر قيادة المنطقة الجنوبية، بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، إلى جانب كبار القادة العسكريين في هيئة الأركان العامة، كما شارك في الاجتماع اللواء المتقاعد إيال زامير، الذي يجري تحضيره لاستلام منصب رئيس الأركان الجديد، في إطار عملية نقل سلس للقيادة.
وأكد موقع "واللا" الإسرائيلي، أنه خلال جلسة التقييم، قدم قادة المنطقة الجنوبية خطط العمليات العسكرية لمختلف مراحل الحرب المحتملة في قطاع غزة، حيث تم استعراض السيناريوهات المتوقعة وأساليب المواجهة في حال تجدّدت المواجهات مع حركة حماس والفصائل المسلحة.
نهج حرب متغير
وكشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن رئيس الأركان الجديد المرتقب إيال زامير، الذي سبق له أن خدم في قيادة المنطقة الجنوبية، أوضح خلال الاجتماع أنه ينوي تبني نهج قتالي مغاير لما هو معتمد حاليًا.
وأعرب زامير عن اعتقاده بأن تحت قيادته، ستتخذ العمليات العسكرية طابعاً أكثر هجومية، مع التركيز على تقصير مدة الحرب وممارسة ضغط مكثف على حركة حماس لإجبارها على قبول صفقة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
في ظل قيادة رئيس الأركان الحالي هرتسي هاليفي، اعتمد جيش الاجتلال الإسرائيلي نهجًا يقوم على التوغل البري التدريجي من الشمال إلى الجنوب، مع تنفيذ عمليات اقتحام محدودة في المخيمات والبلدات والمدن، ومن ثم الانسحاب التكتيكي عقب كل عملية. لكن وفقًا لمصادر عسكرية، فإن زامير ينوي تنفيذ مناورة برية واسعة النطاق تشمل انتشار فرق عسكرية عدة في عمق القطاع والسيطرة الدائمة على أراضٍ معينة، في محاولة لإحكام السيطرة الميدانية على مناطق ذات أهمية استراتيجية.
وأضاف الموقع العبري، أن التكتيك الجديد الذي يسعى زامير إلى تطبيقه يعتمد على مزيج من التوغل البري المكثف والقصف الجوي والبري الهائل، بهدف إضعاف القدرات القتالية لحماس في وقت قصير نسبيًا، وبالتوازي مع هذه الاستعدادات، استلم الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة، وتحديدًا منذ عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب البيت الأبيض، كميات ضخمة من الذخائر والصواريخ والقنابل الذكية، لتعزيز قدرة الجيش على تنفيذ عمليات واسعة النطاق في قطاع غزة.
حرب متعددة الجبهات
وأضاف الموقع العبري، أن الوضع الأمني على الجبهات الأخرى، بما في ذلك الحدود الشمالية مع لبنان والجبهة السورية وأيضًا الضفة الغربية، يسمح بتخصيص قوات كبيرة لجبهة غزة. لكن تقديرات الجيش تُشير إلى أن أية عملية واسعة ستتطلب استدعاءً مكثفًا لقوات الاحتياط، وهو أمر وصفه ضباط كبار بأنه سيكون تحديًا كبيرًا؛ نظرًا لاحتمال استمرار العمليات لفترة طويلة.
وتابع أنه على المستوى الإنساني، وبالتزامن مع التوجه لتنفيذ مناورة برية واسعة، زعمت مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي سيُواصل سياسة فتح ممرات إنسانية وإنشاء مناطق آمنة للمدنيين الفلسطينيين داخل القطاع. غير أن العديد من الفلسطينيين الذين عادوا حديثًا إلى شمال القطاع اكتشفوا أن منازلهم قد دُمرت بالكامل، ما أجبرهم على العودة جنوبًا بالقرب من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية.