واشنطن تتحرك لرفع العقوبات عن الرئيس السوري قبل لقائه ترامب في البيت الأبيض
واشنطن تتحرك لرفع العقوبات عن الرئيس السوري قبل لقائه ترامب في البيت الأبيض
كشفت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، أن الولايات المتحدة قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يقضي برفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، تمهيدًا للقاء مرتقب بين الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل.
وبحسب نص المشروع الذي اطّلعت عليه الوكالة، فإن القرار يهدف إلى إنهاء العقوبات الأممية المفروضة على المسؤولين السوريين، دون تحديد موعد واضح للتصويت عليه داخل المجلس. ويتطلب اعتماد القرار حصوله على تأييد تسعة أصوات على الأقل، وعدم استخدام حق النقض من قبل أي من الدول الخمس الدائمة العضوية وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.
ضغوط أمريكية لتخفيف العقوبات على دمشق
ذكرت مصادر دبلوماسية، أن واشنطن تمارس منذ أشهر ضغوطًا على الدول الأعضاء في مجلس الأمن لتخفيف القيود المفروضة على سوريا، خاصة بعد التحولات السياسية الأخيرة التي شهدتها البلاد.
ويأتي هذا التحرك بعد مرور 13 عامًا على اندلاع الحرب الأهلية السورية التي انتهت بإطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي إثر هجوم خاطف شنّته فصائل المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.
تبدل في السياسة الأمريكية تجاه سوريا
ويأتي هذا التطور بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو الماضي عن تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، عندما أعلن رفع معظم العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
ووفقًا لتقارير أممية اطلعت عليها رويترز في يوليو، لم يتم رصد أي علاقات نشطة بين تنظيم القاعدة وهيئة تحرير الشام خلال العام الحالي، وهو ما اعتُبر مؤشرًا مشجعًا في دوائر صنع القرار بواشنطن لدعم توجهات الانفتاح على دمشق.
لقاء تاريخي مرتقب في البيت الأبيض
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت -في مؤتمر صحفي، الثلاثاء-، أن الرئيس ترامب سيستقبل نظيره السوري أحمد الشرع يوم الاثنين، في لقاء يُتوقع أن يشكل محطة محورية في مسار العلاقات بين واشنطن ودمشق بعد سنوات من القطيعة.
وأوضحت ليفيت، أن الشرع، الذي تولى السلطة عقب سقوط نظام الأسد في ديسمبر، قام بعدة زيارات خارجية في إطار جهود حكومته الانتقالية لإعادة بناء علاقات سوريا مع القوى الدولية التي ابتعدت عنها خلال السنوات الماضية.
إشارات إيجابية نحو تطبيع العلاقات
وأشارت ليفيت، إلى أن ترامب يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز العلاقات مع القيادة السورية الجديدة، معتبرة أن رفع العقوبات جاء كجزء من رؤية الرئيس لإعطاء سوريا فرصة حقيقية للسلام بعد عقد من الصراع.
وأضافت: أن الإدارة الأمريكية تلمس بالفعل تقدمًا ملموسًا في هذا المسار منذ تولي الشرع الحكم، في إشارة إلى تحسن المناخ السياسي في المنطقة وعودة بعض الاتصالات الدبلوماسية بين دمشق وعدة عواصم عربية وغربية.
وبذلك، يبدو أن اللقاء المرتقب بين ترامب والشرع يمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقات الأمريكية السورية، تُعيد رسم خريطة التوازنات في الشرق الأوسط وتفتح الباب أمام إعادة دمج سوريا في النظام الدولي بعد سنوات من العزلة والعقوبات.

العرب مباشر
الكلمات