مناقشات معمقة.. مصر وتركيا نحو عودة أقوى مع أول زيارة لـ السيسي في أنقرة

مناقشات معمقة.. مصر وتركيا نحو عودة أقوى مع أول زيارة لـ السيسي في أنقرة

مناقشات معمقة.. مصر وتركيا نحو عودة أقوى مع أول زيارة لـ السيسي في أنقرة
الرئيسان المصري والتركي

زيارة رسمية هي الأولى لرئيس مصري منذ 12 عامّا، في وقت الأهداف بين الطرفين معقدة للغاية، إلا إنها عادت من جديد للساحة بتقارب تم في 2022 في كأس العالم بقطر، حيث اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في حفل افتتاح كأس العالم بقطر.

وفي الوقت نفسه، ومع سنوات تمر تشتعل المنطقة بأكملها في صراعات مستمرة مما فتح أبواب المصالحة بين مصر وتركيا إثر قيام تركيا بطرد الجماعة الإرهابية من أراضيها وفق مصالحة ورؤية مصرية، خاصة وأن الزيارة قد تشهد إجراء محادثات رفيعة المستوى للرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في مؤشر جديد إلى تحسين العلاقات بين البلدين المهمين في المنطقة، بعد أن شابها التوتر والقطيعة لنحو عقد من الزمن.

زيارة على مستوى رفيع


تأتي زيارة السيسي التي من المقرر أن تتضمن "مناقشات معمقة" حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية، فضلاً عن عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بمشاركة رئيسي البلدين، لـ"تأسيس مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين"، وفق ما أعلنت بيانات رسمية صادرة عن رئاسة البلدين.

وتحسنت العلاقات بين القاهرة وأنقرة بعد أن شهدت قطيعة وتوترات دامت أعواماً، وعلى مدار الأعوام الأخيرة تبادل البلدان الزيارات على مستوى وزراء الخارجية.

وتأتي زيارة السيسي لتركيا بعد زيارة أردوغان إلى القاهرة في فبراير الماضي، وهي أول زيارة له إلى مصر منذ عام 2012، متخذًا خطوة كبيرة نحو إعادة بناء العلاقات التي توترت بشدة على مدى عقد من الزمن، وقال مكتب الاتصال بالرئاسة التركية، في بيان أمس الثلاثاء، "سيتم استعراض العلاقات التركية المصرية في جميع جوانبها ومناقشة الخطوات المشتركة الممكنة في الفترة المقبلة لمواصلة تطوير التعاون".

دلالات القمة المصرية – التركية


وزيارة الرئيس السيسي لتركيا خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين، إذ تجسد التطور الملحوظ في العلاقات المصرية التركية التي شهدت تسارعًا في الفترة الأخيرة، ودعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرئيس السيسي إشارة واضحة على رغبة الطرفين في رفع العلاقات إلى أعلى مستوياتها وتوثيق التعاون بينهما.

وقال السفير أحمد فهمي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية: إن زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا، التي تأتي تلبية للدعوة المقدمة من نظيره التركي، "تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، وتأسيسًا لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائيًا أو على مستوى الإقليم".

وأوضح فهمي، أنه من المنتظر أن تشهد الزيارة محادثات معمقة بين السيسي وأردوغان، إضافة إلى "رئاسة الرئيسين للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، أعيد تشكيله وفقاً للإعلان المشترك الموقع خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى القاهرة في 14 فبراير الماضي، الذي من المقرر أن يتناول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع، وخفض التصعيد في الشرق الأوسط"، كما سيشهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتي الدولتين في مختلف مجالات التعاون.

ويقول الباحث السياسي التركي، زاهد غول: إن الزيارة تكتسب أهميتها كذلك من قدرات البلدين السياسية والعسكرية والاقتصادية ودورهما في التأثير بإيجابية في الأحداث الإقليمية في حالة تعزيز ودعم التنسيق والتشاور بينهما"، مشيراً إلى وجود تقارب في وجهات النظر في شأن عدد من القضايا الإقليمية، في مقدمها القضية الفلسطينية والموقف من الحرب الإسرائيلية على غزة، والمخاوف المتعلقة باحتمالات توسعها، فضلاً عن النزاع الإثيوبي- الصومالي في القرن الأفريقي وكذلك الحرب السودانية.

وأشار غول - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر الماضي، تعزز الحوار التركي بين مصر وتركيا، وزاد التنسيق بين البلدين في شأن القضية الفلسطينية، وتجلي ذلك في إشادة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي زار القاهرة مرات عدة خلال هذه الفترة، بتقدير عن جهود الإدارة المصرية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ومساعي وقف إطلاق النار.

بينما يشير أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، إلى أن مصر تبحث الآن عن التواصل مع تركية لتكوين قوى إقليمية كبرى، خاصة وأن شكل المنطقة في الوقت يتغير وفقاً للأحداث التي بدورها مؤثرة بشكل كبير على ألية المستقبل، وهو ما قد تشهده القاهرة وأنقرة من تحديات نظرًا لتواجدهم في قمة المنطقة بالوقت الحالي.