ترامب في مواجهة جديدة مع القضاء.. والسبب أغنية شهيرة

ترامب في مواجهة جديدة مع القضاء.. والسبب أغنية شهيرة

ترامب في مواجهة جديدة مع القضاء.. والسبب أغنية شهيرة
ترامب

عاد الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى الواجهة مجددًا، ولكن هذه المرة من باب القضاء الأمريكي، ليس بسبب قضية سياسية أو اتهامات تتعلق بالعنف أو الرشوة، بل بسبب استخدامه غير المصرح به لأغنية شهيرة في فعاليات حملته الانتخابية، في خطوة تعكس تزايد النزاعات القانونية بين ترامب والفنانين، أمر قاضٍ فيدرالي في أتلانتا، يوم الثلاثاء، ترامب وحملته بالتوقف عن استخدام أغنية "Hold On, I'm Comin'"، وهي أغنية تعود لعام 1966 للثنائي إسحاق هايز جونيور وديفيد بورتر.

*التفاصيل القانونية*


القضية بدأت عندما رفعت عائلة إسحاق هايز دعوى قضائية الشهر الماضي ضد ترامب وحملته، زاعمةً أن استخدام الأغنية في فعاليات انتخابية دون إذن ينتهك حقوق الطبع والنشر الخاصة بهايز، بعد جلسة استماع بشأن طلب العائلة للحصول على أمر قضائي أولي طارئ، أصدر القاضي توماس ثراش حكمًا يقضي بإلزام ترامب بالتوقف عن استخدام الأغنية فورًا، ورغم أن المحكمة رفضت طلب العائلة بإزالة مقاطع الفيديو التي تحتوي على الأغنية من وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الحكم يمثل انتصارًا لعائلة هايز في حماية حقوقهم الفنية.

*ردود الفعل والامتثال للحكم*


وفي تعليق على الحكم، صرح محامي حملة ترامب، رونالد كولمان، بأن الحملة وافقت على الامتثال لقرار المحكمة وعدم استخدام الأغنية بعد الآن.

قال كولمان للصحفيين بعد جلسة الاستماع: "ليس للحملة أي مصلحة في إزعاج أو إيذاء أي شخص، وإذا شعرت عائلة هايز أن ذلك يؤذيهم أو يزعجهم، فلا بأس، لن نفرض هذه المسألة".

في المقابل، عبّر إسحاق هايز الابن عن امتنانه لقرار القاضي، معربًا عن أمله بأن تكون هذه القضية درسًا للفنانين الآخرين الذين يرفضون استخدام موسيقاهم من قبل السياسيين دون موافقتهم.

وأضاف: "أريد أن يكون هذا بمثابة فرصة لفنانين آخرين ممن لا يريدون استخدام موسيقاهم من قبل دونالد ترامب أو غيره من الكيانات السياسية، ومواصلة الكفاح من أجل حقوق الفنانين الموسيقية وحقوق النشر".

*التأثير الفني والقانوني*


أغنية "Hold On, I'm Comin'" التي كتبها هايز وبورتر عام 1966 تعتبر واحدة من أشهر الأغاني في التاريخ الموسيقي الأمريكي، وقد تم تسجيلها من قبل عدد من الفنانين المعروفين، مثل أريثا فرانكلين، وسولومون بيرك، وفرقة الأخوة الصالحين، وجيري لي لويس، والثنائي إريك كلابتون وبي بي كينغ. الأغنية اكتسبت شهرة واسعة وتعد من أبرز أعمال الثنائي ممفيس سام وديف، رغم ذلك، لم ينجُ هذا العمل الفني من استغلاله دون إذن من قبل حملة ترامب.

وفقًا للدعوى القضائية التي تقدمت بها عائلة هايز، بدأت حملة ترامب باستخدام الأغنية في عام 2020 كجزء من موسيقى تمهد لظهور المرشح في فعالياته الانتخابية، وقد تكرر استخدامها 133 مرة على الأقل منذ ذلك الحين. الأمر الذي اعتبرته العائلة انتهاكًا صارخًا لحقوق الطبع والنشر، وأكدت الدعوى أن ترامب وحملته لم يسعيا أبدًا للحصول على إذن أو ترخيص قانوني لاستخدام الأغنية، مما يعني أن استخدام الأغنية قد يضلل الجمهور فيما يتعلق بوجود تأييد أو علاقة عمل بين عائلة هايز وترامب.

*سابقة قانونية للفنانين*


هذه القضية ليست الأولى من نوعها التي يتورط فيها ترامب في نزاع قانوني مع فنانين بسبب استخدامه لأعمالهم دون إذن.


 ففي السابق، اعترض عدد من الفنانين وورثتهم على استخدام أغانيهم خلال فعاليات حملة ترامب الانتخابية. على سبيل المثال، في تجمع انتخابي الشهر الماضي، تم عرض مقطع فيديو لسيلين ديون وهي تؤدي أغنية "My Heart Will Go On"، إلا أن فريق المغنية رفض استخدام الأغنية في الفعالية الانتخابية، وأعرب عن اعتراضه على استغلال عملها لأغراض سياسية.

تكرار هذه الحوادث يسلط الضوء على قضية أوسع تتعلق بحقوق الفنانين في مواجهة الاستخدام السياسي لموسيقاهم دون إذن. كما يفتح الباب أمام نقاش أكبر حول ضرورة تعزيز قوانين حقوق الطبع والنشر لحماية الإبداع الفني من الاستغلال.

مراقبون أكدوا أن الانتصار القانوني لعائلة هايز يمثل خطوة مهمة في حماية حقوق الفنانين، ويعكس التحول في التعامل مع حقوق الطبع والنشر في العصر الرقمي، حيث أصبحت الأغاني والموسيقى جزءًا لا يتجزأ من الحملات السياسية.


 هذه القضية تضع مزيدًا من الضغط على الشخصيات السياسية للحصول على إذن قانوني قبل استخدام الأعمال الفنية، وتؤكد أهمية احترام حقوق الفنانين ومؤلفي الموسيقى في جميع الأوقات.