فقيه الجدل.. من هو محمد الحسن ولد الددو داعم الإخوان الأبرز؟

فقيه الجدل.. من هو محمد الحسن ولد الددو داعم الإخوان الأبرز؟

فقيه الجدل.. من هو محمد الحسن ولد الددو داعم الإخوان الأبرز؟
محمد الحسن ولد الددو

في المشهد الديني والسياسي المعاصر، تبرز شخصيات تثير الجدل بتصريحاتها ومواقفها، وتترك بصمات واضحة على الخطاب العام، من بين هذه الشخصيات، يبرز اسم الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، الذي يُعد من أبرز علماء موريتانيا والعالم الإسلامي.

 ولد الددو، الذي نشأ في بيئة علمية عريقة وتلقى تعليمًا تقليديًا عميقًا، سرعان ما تجاوز حدود بلاده ليصبح صوتًا مؤثرًا في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ومع مسيرته العلمية الحافلة، التي شملت دراسة العلوم الشرعية على يد كبار المشايخ في موريتانيا وخارجها، وحصوله على درجات علمية متقدمة، إلا أن اسمه ارتبط في السنوات الأخيرة بسلسلة من الفتاوى والتصريحات التي أثارت استغرابًا واسعًا، ووضعت علامات استفهام حول دوافعها وأهدافها. 


من هو؟


محمد الحسن بن الددو الشنقيطي، فقيه وعالم متمكن في العلوم الإسلامية، ولد في نهاية أكتوبر عام 1963 في البادية التابعة لمقاطعة بوتلميت بموريتانيا، ينحدر من أسرة علمية عريقة، حيث تربى في كنف جده لأمه محمد عالي ولد عدود، أحد أهم علماء الدين في عصره، وخاله محمد سالم ولد عدود، الذي كان أيضًا من كبار العلماء.

حصل الددو على شهادة البكالوريا عام 1986 وكان من المتفوقين، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة نواكشوط، وحاز على المركز الأول في مسابقة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية ومسابقة جامعة الإمام محمد بن سعود في نواكشوط، انتقل إلى الرياض عام 1988 لإكمال دراسته في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود، وحصل منها على درجة الماجستير بامتياز.

في مسيرته العملية، شغل الددو مناصب مختلفة، ففي عام 2007، أنشأ وترأس مركز تكوين العلماء بنواكشوط، وتولى رئاسة جامعة عبد الله بن ياسين بموريتانيا، بالإضافة إلى عضويته بمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

تعرض للسجن عدة مرات بين عامي 2003 و2005 من قبل نظام الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، وأفرج عنه بعد الانقلاب بأيام قليلة.

فتاوى وتصريحات: بين الغرابة والمصالح


لطالما أثارت فتاوى الشيخ محمد الحسن ولد الددو جدلاً واسعًا، ليس فقط لغرابتها أحيانًا، بل ولما تثيره من تساؤلات حول دوافعها، من أبرز هذه الفتاوى التي حظيت باهتمام إعلامي كبير، فتوى الدجاج، حيث أفتى ولد الددو بتحريم الدجاج المصري لصالح الدجاج التركي.

هذه الفتوى أثارت استغرابًا كبيرًا، خاصة بعد أن ربطها الكاتب الموريتاني محمد أمين باستثمارات للشيخ في مجال تجارة الدواجن مع تركيا.

هذا الربط يضع الفتوى في سياق المصالح الشخصية، مما يقلل من مصداقيتها ويجعلها تبدو كأداة لخدمة أجندات اقتصادية معينة.
وكذلك، فتوى البرص ولحسة الشيطان، زعم ولد الددو أن مرض البرص الجلدي هو نتيجة تعرض المصابين به لـ"لحسة من الشيطان"، هذه الفتوى، التي تفتقر إلى أي أساس علمي أو طبي، تعكس توجهًا نحو تفسير الظواهر الطبيعية بأسباب غيبية، مما قد يؤدي إلى تضليل الناس عن العلاج الصحيح والاعتماد على خرافات.

فتوى زواج الرجل من جنية، حيث أفتى بجواز زواج الرجل من جنية، بينما لا يجوز زواج المسلمة من جني، هذه الفتوى تندرج ضمن الفتاوى الغريبة التي تثير الدهشة وتخرج عن المألوف في الفقه الإسلامي، وتفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول حدود الممكن والمقبول في المسائل الفقهية.

هذه الفتاوى، وغيرها، تظهر نمطًا معينًا في خطاب ولد الددو، يميل إلى إثارة الجدل والغرابة، مما قد يكون سعيًا للظهور الإعلامي وجذب الانتباه، أو لخدمة أجندات أخرى تتجاوز الإطار الديني البحت.



الارتباط بفكر الإخوان.. دعم ودفاع مستمر

يُعد الشيخ محمد الحسن ولد الددو من الشخصيات الدينية التي تُربط بشكل وثيق بفكر جماعة الإخوان المسلمين، وتُشير العديد من المصادر إلى اصطفافه الواضح مع هذا التيار ودعمه لأجنداته.

تتجلى هذه العلاقة في عدة جوانب، أبرزها الدعم والدفاع، حيث يرى مراقبون أن ولد الددو يحرص بشدة على تلميع صورة قادة الإخوان المسلمين والدفاع عنهم وتقديمهم للجمهور، مما يخدم الأجندات الخاصة بالجماعة.

هذا الدعم يتجاوز مجرد التعاطف الفكري ليصل إلى حد الترويج والتسويق لرموز الإخوان.

كذلك تأتي العضوية في منظمات تابعة للإخوان، فهو عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهي منظمة تُوصف بأنها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين وممولة من قطر هذه العضوية تعزز من فكرة ارتباطه الوثيق بالتنظيم وتوجهاته.

جماعة الإخوان تبذل جهود هائلة في محاولات التسويق كبديل للقرضاوي، هذا يشير إلى دور محوري يُراد له أن يلعبه في المشهد الفكري والسياسي المرتبط بالإخوان.