تطوان المغربية تحتضن الاجتماع الإقليمي للمدن الإبداعية في العالم العربي

تطوان المغربية تحتضن الاجتماع الإقليمي للمدن الإبداعية في العالم العربي

تطوان المغربية تحتضن الاجتماع الإقليمي للمدن الإبداعية في العالم العربي
الاجتماع الإقليمي للدول الإبداعية

في خطوة تعكس التزام العالم العربي بالتنمية المستدامة والابتكار الحضري، تستضيف مدينة تطوان المغربية فعاليات الاجتماع الإقليمي للمدن الإبداعية بالدول العربية، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين الثقافيين. 

الحدث، الذي يعقد تحت شعار "إشراك الشباب في العقد القادم"، يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الشباب في رسم معالم مدن أكثر إبداعًا ومرونة. 

بناء المستقبل


تستضيف مدينة تطوان المغربية، المعروفة بجمالها الثقافي والتراثي، فعاليات الاجتماع الإقليمي للمدن الإبداعية في الدول العربية. 

يشهد الحدث حضورًا مميزًا من خبراء وباحثين ثقافيين من مختلف الدول العربية والأجنبية، ويجمع ممثلين عن 50 مدينة مبدعة من بلدان عربية عدة، مثل مصر وموريتانيا وتونس وليبيا والأردن والسعودية والبحرين وقطر والإمارات.

يناقش الاجتماع هذا العام موضوعًا بالغ الأهمية: "إشراك الشباب في العقد القادم"، حيث يتناول المشاركون الدور الاستراتيجي للشباب في بناء مدن مرنة وقادرة على مواجهة تحديات المستقبل.

 من خلال جلسات وورش عمل متعددة، يتم تسليط الضوء على كيفية توظيف الإبداع والابتكار في معالجة قضايا التنمية الحضرية، وتوظيف هذه الطاقات الشابة في تحسين الحياة في المدن.

المغرب، من خلال استضافته لهذا الحدث، يعزز مكانته كداعم رئيسي للإبداع والابتكار في المنطقة. مدينة تطوان، التي تتميز بتاريخها الثقافي الغني، تُعد مركزًا مهمًا يعكس القدرة على الدمج بين التراث والحداثة في تطوير المشاريع الحضرية المستدامة. 

*المنظمات الدولية: الشراكة من أجل التنمية المستدامة* 
المؤتمر يعقد بالشراكة بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألسكو" والمكتب المغاربي لمنظمة اليونسكو. في كلمته الافتتاحية، نقل مدير إدارة الثقافة في الألسكو، الدكتور حميد بن سيف النوفلي، تحيات المدير العام للمنظمة الدكتور محمد ولد أعمر إلى الحضور.

وأشار أن الاجتماع يُعد جزءًا من شراكة متعددة الأطراف تهدف إلى تعزيز الثقافة في المدن وتحقيق التنمية المستدامة. 

وأضاف النوفلي، أن وجود هذه الشراكة مع اليونسكو يُظهر أهمية التنسيق بين المنظمات الدولية لمواجهة التحديات التي تواجه المدن اليوم. وقال: "علينا أن نرسم رؤية جديدة للمدن تعتمد على مكوناتها الثقافية، وتؤكد مكانة الثقافة في السياسات العامة لتحقيق التنمية". 

*ثقافة الإبداع كدافع للتنمية الحضرية* 


وفي إطار هذه الشراكة، تم التأكيد على أهمية جعل الثقافة والإبداع محركًا أساسيًا للتنمية الحضرية المستدامة. 

وأوضح المشاركون، أن المدن التي تسعى إلى الاستدامة والمرونة يجب أن تبني استراتيجياتها على أسس ثقافية، حيث تُعتبر الثقافة وسيلة مثالية لمواجهة التحديات الحالية. 

إحدى النقاط البارزة في الاجتماع هي تأكيد ضرورة العمل على جعل المدن أكثر شمولية، بما في ذلك تضمين كافة فئات المجتمع في عمليات التنمية. خاصة في مجال الشباب، الذين يشكلون مصدرًا مهمًا للأفكار الجديدة التي من شأنها إحداث تحول حقيقي في المجتمعات. 

*تطوان: المدينة التي تجمع بين الماضي والمستقبل* 
تطوان، المدينة المضيفة، تُعد نموذجًا يُحتذى به في التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي وتطوير المشاريع الحديثة. 

يشير المنظمون، أن مثل هذه الفعاليات التي تُعقد في تطوان تُعتبر فرصة لتبادل الخبرات بين المدن العربية والأجنبية، وتعزيز التعاون في مجال الإبداع والابتكار. 

وبينما يُعقد الاجتماع في تطوان، يتم التأكيد على ضرورة أن تكون هناك رؤية شاملة لدور الثقافة في التنمية الحضرية، لا سيما مع استمرار التحديات التي تواجهها العديد من المدن العربية من حيث التوسع العمراني، والضغط السكاني، والبحث عن حلول بيئية مستدامة.

*المدن الإبداعية*


من جانبه، يرى د. سيف الدين فرج خبير التخطيط العمراني، أن إشراك الشباب في التنمية الحضرية لا يقتصر فقط على كونه شعاراً، بل يجب أن يتحول إلى سياسات ملموسة تتيح لهم المشاركة الفعلية في صناعة القرار.

ويضيف فرج في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن المدن الإبداعية قادرة على استقطاب الشباب من خلال تقديم منصات تُحفز على الابتكار وريادة الأعمال.

كما يشير إلى أن مدينة تطوان تمثل نموذجاً حياً لدمج التراث الثقافي مع الابتكار، وهو ما يمكن أن يُلهم مدناً عربية أخرى لتبني مشاريع مماثلة.

وأكد خبير التخطيط، أن دور الثقافة في بناء مدن مرنة ومستدامة لا يمكن إنكاره، مشيرة أن المدن التي تعتمد على ثقافتها وتراثها في تصميم السياسات الحضرية تُحقق توازناً أفضل بين التطور العمراني والحفاظ على الهوية.

وتابع، هذا الاجتماع في تطوان يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الإقليمي والدولي، خاصة في تعزيز برامج تدريب الشباب ودمجهم في مشاريع تُركز على التحول الحضري والإبداع الثقافي.